عبد الله بن محمد بن معنٍ الواثق عز الدولة بن المعتصم بن صمادح . كان أبوه قد ولاه بالمرية عهده فلما أخذ الملثمون المرية عند موت أبيه ركب الواثق البحر إِلى جهة بجاية بما قدر عليه وأقام في الجزائر تحت ظل بني حماد سلاطين الغرب الأوسط . ومن وصف الحجازي له : قمرٌ عاجله المحاق قبل التمام فنشر من يديه ما كان عقد أبوه من ذلك النظام وكان قد خصه بولاية عهده ورشحه للملك من بعده وآل أمره إِلى أن حل ببجابة في دولة بني حماد مستوحشاً وقال شعراً منه قوله : من الطويل .
لك الحمد بعد الملك أصبح خاملاً ... بأرض اغترابٍ لا أمر ولا أحلي .
وقد أصدأت فيها الهوادة منصلي ... كما نسيت ركض الجياد بها رجلي .
ولا مسمعي يصغي لنغمة شاعرٍ ... وكفي لا تمتد يوماً إِلى بذل .
قال : وما أظن أحداً قال في عظم الهم مثل قوله : من البسيط .
لييأس الناس من همٍّ ومن كمدٍ ... فإنني قد جمعت الهم والكمدا .
لم أبق منه لغيري ما يحاذره ... فليس يقصد دوني في الورى أحدا .
وقال : من المجتث .
أهوى قضيب لجينٍ ... قد أطلع البدر فيه .
إن كان موتي بلحظٍ ... فمنه عيشي يليه .
يا رب كم اتمنى ... لقياه كم أشتهيه .
ولا أرى منه شيئاً ... سوى جفاءٍ وتيه .
طوبى لدارٍ حوته ... وأمه وأبيه .
بل ألف طوبى لصبٍّ ... في موضعٍ يلتقيه .
أبو بكر القاضي الطريثيثي عبد الله بن محمد بن طاهر الطريثيثي أبو بكر القاضي . وطريثيث بلدٌ من أعمال نيسابور . له يدٌ باسطة في اللغة والنحو والأدب . ورد بغداد قبل سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة . له كتاب الموازنة بين أبي طاهر وطاهر يمدح فيه أبا طاهر الخوارزمي ويذم طاهر الطريثيثي وهو كتابٌ كثير الفوائد . وتوفي سنة ثلاثٍ وخمسمائة .
أبو محمد الشهراباني عبد الله بن محمد بن محمد بن هبة الله بن أبي عيسى أبو محمد من أهل شهرابان وأقام ببغداد . كان له معرفةٌ بعلم الأدب والنحو والعربية والشعر . وهو مليح الخط جيد الضبط . قرأ على أبي محمد ابن الخشاب ولازمه حتى حصل طرفاً جيداً مما عنده . مات في رجب سنة ستمائة . ومن شعره : من الرمل .
نحن قومٌ قد تولى حظنا ... وأتى قومٌ لهم حظٌّ جديد .
وكذا الأيام في أفعالها ... تخفض الهضب وتستعلي الوهود .
إنما الموت حياةٌ لامرئٍ ... حظه ينقص والهم يزيد .
أبو محمد الأشيري عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي الأنصاري أبو محمد الاشيري وأشير بلدةٌ في أطراف إفريقية . كان احد الأعلام والشيوخ المشهورين كتب بيده الكثير من الحديث والأدب ودخل الأندلس ولقي القاضي عياضاً وورد إِلى الشرق وحج ودخل مصر والشام وحلب ومات سنة سبعين وخمسمائة . وكان يقرأ الحديث فغلط في شيءٍ سبقه إليه لسانه فرده عليه بعض الحاضرين فقبل قوله وقال : القارئ أسير المستمع . وكان الوزير أبو المظفر ابن هبيرة طلبه من العادل نور الدين الشهيد لما صنف كتاب الإفصاح وجمع أهل المذاهب لأجله وقيل له إنه فقيهٌ مالكي المذهب . ولما وصل بغداد أنزله بدارٍ بين الدربين وأنعم عليه وأجرى له الجرايات الحسنة وأكثر مذاكرته ومجالسته وكان قد بحث يوماً معه فرد عليه وأغضبه بين الجماعة فقال له الوزير : تهذي ! .
ليس كلامك بصحيح ! .
فمضى الأشيري ولم يعد إِلى مجلسه فأرسل إليه حاجبه فلم يحضر فرد الحاجب وقال له : إن لم يجئ بعثت إليه ولديّ الإثنين فحضر فقال له : لا بد أن تقوم بين الجماعة وتخاطبني بما خاطبتك به وحلف على ذلك فلم يفعل فألزمه الوزير والجماعة الحاضرون إِلى أن قال للوزير كما قال له واعتذر الوزير إليه ووصله . وله كتاب الاشتقاق وكتاب وجوب الطمأنينة .
أبو محمد الأسلمي عبد الله بن محمد بن عيسى بن وليد الأندلسي النحوي يعرف بابن الأسلمي كنيته أبو محمد . كان يختم كتاب سيبويه كل خمسة عشر يوماً مرةً وألف كتباً منها كتاب تفقيه الطالبين ثلاثة أجزاء كتاب الإرشاد إِلى إصابة الصواب .
البلنسي المجلد