شردوني عن امتداحي علياً ... ورأوا ذاك في داءً دويا .
فوربي لا أبرح الدهر حتى ... تختلى مهجتي أحب عليا .
وبنيه أحب أحمد إني ... كنت أحببتهم لحبي النبيا .
حب دين لا حب دنيا وشر ال ... حب حبٌّ يكون دنياويا .
صاغني الله في الذؤابة منهم ... لا زنيماً ولا سنيداً دعيا .
عدوياً خالي صريحاً وجدي ... عبد شمسٍ وهاشم أبويا .
فسواءٌ عليّ لستُ أبالي ... عبشمياً دعيتُ أم هاشميا .
وفد العبلي إلى هشام بن عبد الملك وقد أمتدحه بقصيدته الدالية وهي مذكورة في الأغاني التي يقول فيها : من الخفيف .
عبد شمسٍ أبوك وهو أبونا ... لا نناديك من مكان بعيد .
والقرابات بيننا وأشجاتٌ ... محكمات القوى بعقدٍ شديد .
فانشده إياها وأقام ببابه مدةً حتى حضر بابه وفود قريشٍ فدخل فيهم وأمر لهم بمالٍ فضل فيه بني مخزوم أخواله وأعطى العبلي عطيةً لم يرضها فانصرف وقال : من الخفيف .
خس حظي أن كنت من عبد شمسٍ ... ليتني كنت من بني مخزوم .
فأفوز الغداة فيهم بسهمٍ ... وأبيع الأب الكريم بلوم .
ولما فر العبلي من المنصور قصد عبد الله والحسن ابني الحسن بسويقة فاستنشده عبد الله شيئاً من شعره فأنشده فقال : أريد شيئاً مما رثيت به قومك فأنشده قصيدةً سينيةً مذكورةً في الأغاني منها : من المتقارب .
أولئك قومٌ أذعت بهم ... نوائب من زمنٍ متعسِ .
أذلت قيادي لمن رامني ... وألصقت الرغم بالمعطسِ .
فما أنس لا أنس قتلاهم ... والا عاش بعدهم من نسي .
فبكى محمد بن عبد الله بن حسن فقال له عمه الحسن بن حسن ابن علي : اتبكي على بني أمية وأنت تريد ببني العباس ما تريد ؟ ! .
فقال : والله يا عم لقد كنا نقمنا على بني أمية ما نقمنا فما بنو العباس أخوف الله منهم وإن الحجة على بني العباس لأوجب منها عليهم ولقد كان للقوم أحلام ومكارم وفواضل ليست لأبي جعفر فوثب حسنٌ وقال أعوذ بالله من شرك ! .
مشكدانه عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الكوفي أبو عبد الرحمان مشكدانه بضم الميم وسكون الشين المعجمة وفتح الكاف والدال المهملة وبعد الألف نون وهاء وهو بلسان الخرسانيين وعاء المسك . روى عنه مسلمٌ وأبو داود أبو زرعة الرازي وغيره . وقال أبو حاتم : صدوق . توفي سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين وهو من أهل الكوفة من موالي عثمان بن عفان Bه . وسمع عبد الله بن المبارك وأبا الأحوص سلام ابن سليم وعبثر بن القاسم وعلي بن عباس وعبيدة بن الأسود ومحمد ابن الحارث وغيرهم .
الدبوسي الحنفي عبد الله بن عمر بن عيسى أبو زيد الدبوسي - بفتح الدال المهملة وضم الباء الموحدة المخففة وسكون الواو وبعدها السين مهملة - الفقيه الحنفي . كان ممن يضرب به المثل في النظر واستخرج الحجج وهو أول من وضع علم الخلاف وأبرزه إلى الوجود . صنف كتاب الأسرار وتقويم الأدلة والأمر الأقصى وناظر بعض الفقهاء فكان كلما ألزمه أبو زيد إلزاماً تبسم أو ضحك فانشد أبو زيد : من السريع .
ما لي إذا ألزمته حجةً ... قابلني بالضحك والتبسمه .
إن كان ضحك المرء من فقهه ... فالدب في الصحراء ما أفهمه .
وتوفي الدبوسي سنة ثلاثين وأربعمائة .
سيف الدين الحنبلي عبد الله بن عمر بن أبي بكر سيف الدين أبو القاسم المقدسي الحنبلي الفقيه أحد الأئمة الأعلام . ولد بقاسيون سنة تسعٍ وخمسين وخمسمائة وتوفي سنة ست وثمانين وخمسمائة . ورحل إلى بغداد وسمع بها الكثير وتفقه واشتغل بالفقه والخلاف والفرائض والنحو وصار إماماً عالماً ذكياً فطناً فصيح الإيراد قال بعض الفقهاء : ما اعترض السيف على مستدل إلا ثلم دليله ! .
وكان يتكلم في المسألة غير مستعجل بكلامٍ فصيحٍ من غير توقفٍ ولا تتعتع وكان حسن الخلْق والخلُق . وأنكر منكراً ببغداد فضربه الذي أنكر عليه كسر ثنيته ثم مكن منه فلم يقتص ! .
وحفظ الإيضاح للفارسي وقرأ على أبي البقاء العكبري واشتغل بالعروض وصنف فيه ورثاه سليمان بن النجيب بقوله : من الطويل