قال جمال الدين ابن غانم C تعالى : من الكامل .
ما أشبه الحمام منزل لهونا ... إلا لمعنىً راق فيه المنطق .
فالدوح مثل قبابه والزهر كال ... جامات فيه وماؤه يتدفق .
عبد الله بن عمر .
ابن عمر بن الخطاب عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمان صاحب رسول الله A وابن وزيره . هاجر به أبوه قبل أن يحتلم واستصغر عن أحدٍ وشهد الخندق وما بعدها . وهو شقيق حفصة أمها زينب بنت مظعون . روى علماً كثيراً عن النبي A وعن أبي بكر وعمر . شهد فتح مصر قاله ابن يونس . وقال غيره : شهد غزو فارس . كان يخضب بالصفرة . قال : عرضت على رسول الله A يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنةً فلم يجزني وأجازني يوم الخندق . بلغ أربعاً وثمانين سنةً وتوفي بمكة سنة ثلاث وسبعين . قيل إنه قدم حاجاً فدخل عليه الحجاج وقد أصابه زج رمحٍ فقال : من أصابك ؟ قال : أصابني من أمرتوه بحمل السلاح في مكانٍ لا يحل فيه حمله ! .
رواه البخاري . وقد روى الجماعة كلهم لعبد الله بن عمر . وقد قيل إن إسلامه كان قبل إسلام أبيه ولا يصح . وقيل إنه أول من بايع يوم الحديبية والصحيح أن أول من بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان أبو سنان الأسدي . وكان شديد التحري والاحتياط في فتواه وكل ما يأخذ به نفسه وكان لا يتخلف عن السرايا في حياة رسول الله A ثم كان بعد موته مولعاً بالحج قبل الفتنة وفي الفتنة . ويقال إنه كان أعلم الصحابة بمناسك الحج . وقال رسول الله A لزوجته حفصة بنت عمر : " إن أخاك عبد الله رجلٌ صالح لو كان يقوم من الليل " ؛ فما ترك بعدها ابن عمر قيام الليل . وكان Bه لورعه قد اشكلت عليه حروب علي بن أبي طالب فقعد عنه وندم على ذلك حين حضرته الوفاة وسئل عن تلك المشاهد فقال : كففت يدي فلم أقدم والمقاتل على الحق أفضل ! .
وقال جابر ابن عبد الله : ما منا أحدٌ إلا مالت به الدنيا ومال بها خلا عمر وابنه عبد الله وأفتى في الإسلام ستين سنة ونشر نافع عنه علماً جماً .
قاضي نيسابور عبد الله بن عمر بن الرماح ؛ أبو محمد النيسابوري ؛ قاضيها . روى عنه إسحاق بن راهويه مع تقدمه والذهلي وجماعة . قال الذهلي : ثقة ثقة . وتوفي سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين .
المدني ابن ابن عمر بن الخطاب عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم أمير المؤمنين عمر المدني . أحد أوعية العلم . وهو أخو عبيد الله . كان صالحاً عالماً خيراً صالح الحديث . قال ابن حنبل : لا بأس به وقال ابن معين : صويلح وقال ابن المديني : ضعيف . توفي سنة إحدى وسبعين ومائة وقيل : سنة ثلاثٍ وسبعين . وروى له الأربعة ومسلم متابعة .
العبليُّ عبد الله بن عمر بن عبد الله بن علي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس أبو عدي القرشي العبلي . عرف بالعبلي وليس منهم لأن العبلات من ولد أمية الأصغر بن عبد شمس وسموا بذلك لأن أمهم عبلة بنت عبيد بن جاذل - بالجيم - بن قيس بن مالك ابن حنظلة وهؤلاء يقال لهم براجم بني تميم . ولدت لعبد شمس بن عبد مناف أمية الأصغر وعبد أمية ونوفلاً وأمية بني عبد شمس فهؤلاء يقال لهم العبلات ولهم جميعاً عقبٌ . أما بنو أمية الأصغر فهم بالحجاز وأما بنو نوفل فهم بالشام كثير . وعبد العزى بن عبد شمس كان يقال له أسد البطحاء . وإنما أدخلهم الناس في العبلات لما صار الأمر لبني أمية الأكبر وسادوا وعظم شأنهم في الجاهلية والإسلام فجعل سائر بني عبد شمسٍ من لا يعلم طبقةً واحدةً فسموهم أمية الصغرى ثم قيل لهم العبلات لشهرة الاسم . وعلي بن عدي جد هذا الشاعر شهد الجمل مع عائشة وله يقول شاعر بني ضبة : من الرجز .
يا رب اكبب بعلي جَمَلَهْ ... ولا تبارك في بعيرٍ حمله .
إلا علي بن عدي ليس له ... .
وأما العبلي هذا عبد الله بن عمر فكان في أيام بني أمية يميل إلى بني هاشم ويذم بني أمية ولم يكن لهم إليه صنعٌ جميلٌ فسلم بذلك إلى أيام بني العباس ثم خرج على المنصور في أيامه مع محمد بن عبد الله ابن الحسن . وكان العبلي يكره في أيام بني أمية ما يبدو منهم في حق علي ويظهر إنكار لذلك فشهد عليه قومٌ من بني أمية بذلك بمكة ونهوه عنه فانتقل إلى المدينة وقال : من الخفيف