فقالت : إذ جنحت شمسي للمغيب فإياك يرى طيفي من النجوم رقيب أو يشوب شباب ذلك الليل من أضوائها مشيب وعليك بسواد الجفون فكون منه ليلاً وسويداء القلوب فأسدل منه ذيلاً وانتظار زيارة الطيف ولا تجعل غير روحك قرى ذلك الضيف فابت إلى فهمي وراجعني حلمي وأهديتُ إليها ليلاً من المداد أستزير في جنحه طيف خبالها وأستطلع في غسقه بدر كمالها وجعلته كخافيه الغراب وكشعار الشعر أيام الشباب : من السريع : .
كأنما قد ذاب فيه اللمى ... أو حل فيه الحجر الأسود .
تعذو جفون الأقلام كحليةً باثمده ووجوه السؤدد مبيضةً بأسوده : من السريع .
يقول من أبصره حالكاً ... هذا لعمري هو من حالكا .
أو ذاك من حظك بين الورى ... قلت صدقتم إنه ذلكا .
وقد خدم به آملاً أن يستنشق لعبيره نشراًعطراً ويرى لليله من الفضائل صبحاً مسفراً ويشاهد بدر الفضائل كيف يرق في حلله والبلاغة كيف تغدو من تخييله وخوله فحيئذٍ ينشد : من السريع .
أصلحت قرطاسك عن حسنه ... أشجاره من حكمٍ مثمره .
مسودة نقشاً ومبيضة ... طرساً كمثل الليلة المقمره .
والرأي أعلى في إجابه ما التمسه