عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع بن يونس . كان الفضل وزير الرشيد هارون وحفيده هذا عبد الله كان موصوفاً بالبراعة مليح الشعر والغناء . قال إبراهيم الرقيق في كتاب الأغاني كان عبد الله يقول : كنت أول من ضرب الكنكلة وهي طنبور بثلاثة أوتار . قال فغنيت عليها بشعر الأعشي : من المتقارب .
أتاني يؤامرني في الصبو ... ح ليلاً فقلت له : غادها .
فأخذته مني صبية كانت بحذاء الفضل فوهبها لإبراهيم الموصلي فغنته له فأخذه عنها فقال : أني لك هذا ؟ قالت : أخذته عبد الله بن عباس قال : فغناه الرشيد فقال : ممن يقول هذا الصوت ؟ قال : يقوله بعض مواليك ! .
قال : مَن مِنْ موالي يحسن مثل هذا ولا أعرفه ؟ ! .
قال : فخفت الفضل ولم أجد من إعلام الرشيد بداً فعرفته أمره فقال للفضل : أحضرني ابن ابنك - وعرفه الخبر فقال : وولائك يا أمير المؤمنين ما علمت بشيء من هذا إلا في ساعتي هذه ! .
فانصرف ودعاني وقال بلغ من أمرك أن تجترئ علي حتى تصنع الغناء ويغنيه المغنون للخليفة وأنا لا أعلم بشيءٍ من أمرك ؟ ! .
فجعلت أعتذر إليه وسألته أن يمتحن أدبي في كل بابٍ أمر ان أودب فيه فأمرني ان أغنيه بعض ما أروي وقال : إنما أكره أن تلهج بالغناء وتقصر فيه فنفتضح قال : فغنيته صوتاً فقبل رأسي وضمني إليه ثم صار بي إلى الرشيد فغنيته فأمر لي بعشرة آلاف دينارٍ فقبضها الفضل وقال له الرشيد : إشتر له بها ضيغة فما زلت من ندماء الرشيد وأنا غلام ما اتصل عارضاي . وبقي عبد الله إلى أيام المتوكل وكان قد حلف أن لا يغني إلا خليفةً أو ولي عهدٍ واصطبح ثلاثين سنةً اصطباحاً دائماً لا يقطعه . ومن شعره وتلحينه : من الطويل .
صباحي صبوحي قد ظمئت إلى الكاس ... وتقت إلى النسرين والورد والآس .
فلا طلعت شمسٌ على غير لذةٍ ... صبوحي جديدٌ فاسقياني من الراس .
منه أيضاً من الطويل .
ألا قل لمن بالجانبين بأنني ... مريض عداني عن زيارتهم ما بي .
ولو بهم بعض الذي بي لزرتهم ... وحاشاهم من طول ضري وأوصابي .
أمين الدين ابن شقير عبد الله بن عبد الأحد بن عبد الله بن سلامة بن خليفة القاضي أمين الدين بن شقير الحراني . كان من خير الناس وأجودهم من أكابر بيوت حران . أقام بدمشق وطلب إلى مصر وصودر في الدولة الظاهرية ووكله بعض الأمراء المصريين بالشام واقتصر على وكالة الأمير علاء الدين طيبرس الوزيري وأقام يتحدث لورثته إلى آخر وقتٍ . وكان فيه مروءةٌ لمن يقصده . وتوفي C سنة ثمانٍ وسبعمائة ونقل إلى القدس ودفن به .
النحوي عبد الله بن عبد الأعلى . هو أحد أصحاب أبي علي الفارسي . صحبه وخرج معه إلى فارس وإصبهان . وكان عبد الأعلى أبوه من كبار أصحاب الحديث ببغداد . صلى ابنه عبد الله وكبر عليه خمساً فلما انصرف من الصلاة عليه قيل له : قد أظهرت اليوم خلاف مذهبك ! .
فقال للناس : إعلموا أنني لو تركت ورأيي لكنت أكبر عليه تكبيرةً وبعد تكبيرةٍ وأخصه بأدعيةٍ بعد أدعية من نيةٍ صادقة وطويةٍ صافيةٍ فقد وقذني فراقه ولذعني انطلاقه ثم بكى وافرط وشهق شهقةً وأنشأ يقول : من الطويل .
صحبتك قبل الروح إذ أنا نطفةٌ ... مصانٌ فلا يبدو لخلقٍ مصونها .
فماذا بقاء الفرع من بعد أصله ... ستلقى الذي لاقى الأصول غصونها .
عبد الله بن عبد الباقي .
أبو بكر الواسطي الحنبلي عبد الله بن عبد الباقي بن التبان الواسطي أبو بكر الفقيه الحنبلي ويسمى محمداً أيضاً وأحمد . درس المذهب على أبي الوفاء علي ابن عقيل حتى برع وكان يتكلم في مسائل الخلاف ويفتي ويدرس وكان أمياً لا يحسن الكتابة . سمع من أبي منصور محمد بن أحمد الخياط المقرئ وغيره . مات عن تسعين سنة بقي على حفظه لعلومه إلى أن مات سنة أربع وخمسمائة .
الدلاصي