عبد الله سليمان بن داود بن الأشعث بن إسحاق بن بشير أبو بكر الأزدي الحافظ السجستاني . ولد بسجستان ونشأ ببغداد وسمع بهما وبالحرمين ومصر والشام والثغور جماعةً . وروى عنه جماعةٌ . قال النحاس : سمعت ابن أبي داود يقول رأيت أبا هريرة في النوم - وأنا بسجستان وأنا أصنف حديث أبي هريرة - كث اللحية ربعةً أسمر عليه ثيابٌ غلاظٌ فقلت : إني لأحبك يا أبا هريرة ! .
فقال : أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا فقلت : كم من رجل أسند عن أبي صالح عنك ؟ قال : مائة رجل قال ابن أبي داود : فنظرت فإذا عندي نحوها . قال السلمي سألت الدارقطني عن ابن أبي داود فقال : ثقة كثير الخطأ في الكلام على الحديث . وقال ابن الشخير : إنه كان زاهداً ناسكاً . صلى عليه نحو ثلاث مائة ألف رجل وأكثر . توفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة .
الحافظ ابن حوط الله عبد الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمان بن سليمان بن عمر بن حوط الله وأبو محمد الأنصاري الحارثي الأندلسي الأندي - بالنون الساكنة - الحافظ . ولد بأندة سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة وتوفي سنة اثنتي عشرة وستمائة . سمع الكثير وأجازه خلق . ألّف كتاباً في تسمية رجال البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي نزع فيه منزع أبي نصر الكلاباذي ولم يكمله ولم يكن في زمانه أكثر سماعاً منه . وله الرسائل والخطب والمشاركة في نظم الشعر . أقرأ بقرطبة القرآن والنحو وأقرأ أولاد المنصور صاحب المغرب بمراكش ونال من جهتهم دنيا عريضة وولي قضاء إشبيلية .
ابن يخلف الصقلي عبد الله بن سليمان بن يخلف الصقلي أبو القاسم الكلبي . أحد الأدباء المجيدين والشعراء المعدودين . وله تأليفاتٌ ومصنفاتٌ في الرد على العلماء . فمن مختار شعره قوله : من المتقارب .
نعيمي أحلى بتلك الديار ... رواحي إلى لذةٍ وابتكاري .
فليت ليالي الصدود الطوال ... فداء ليالي الوصال القصار .
زماناً أبيت طليق الرقاد ... وأغدو خلياً خليع العذار .
ولم يكن الهجر مما أخاف ... ولا العاذل الفظ مما أداري .
أُسابق صبحي بصبح الدنان ... وأصرف ليلي بصرف الكبار .
ألا ربَّ يومٍ لنا بالمروج ... بخيل الضياء جواد القطار .
كأنّ الشقيق بها وجنةٌ ... بآخرها لمعةٌ من عذار .
وسوسنها مثل بيض القباب ... بأوساطها عمدٌ من نضار .
ترى النرجس الغض فوق الغصون ... مثل المصابيح فوق المنار .
أقمنا نسابق صرف الزمان ... بداراً إلى عيشنا المستعار .
نجيب وصوت القناني القيان ... إذا ما أجابت غناء القماري .
وتصبح عيداننا في اصطخابٍ ... يلذ وأطيارنا في اشتجار .
نشم الخدود شميم الرياض ... ونجني النهود اجتناء الثمار .
ونسقى على النور مثل النجوم ... ومثل البدور اعتلت للمدار .
عقاراً هي النار في نورها ... فلولا المزاج رمت بالشرار .
إذا ما لقيت الليالي بها ... فأنت على صرفها بالخيار .
نعمنا بها وكان النجوم ... دراهم من فضةٍ في نثار .
وقوله : من الوافر .
شربت على الرياض النيرات ... وتغريد الحمام الساجعات .
معتقةً ألذ من التصابي ... واشرف في النفوس من الحياة .
تسير إلى الهموم بلا ارتياع ... كما سار الكمي إلى الكماة .
وتجري في النفوس شفاء داء ... مجاري الماء في أصل النبات .
كأن حبابها سيلٌ مقيمٌ ... لصيد الألسن المتطايرات .
لنا من لونها شفق العشايا ... ومن أقداحها فلق الغداة .
منها : من الوافر .
كأنّ الأقحوان فصوص تبرٍ ... تركب في اللجين موسطات .
ونارنجٍ على الأغصان يحكي ... كؤوس الخمر في أيدي السقاة .
إذا ما لم تنعمني حياتي ... فما فضل الحياة على الممات .
وقوله : من الوافر .
أرحتُ النفس من هم براحٍ ... وهان عليّ إلحاح اللواحي