قلت : شعرٌ جيدٌ . ومن شعر عفيف الدين وقد أمر الملك المؤيد أن تطرح دراهم كثيرةٌ في بركةٍ صافيةٍ وأنْ ينزل الخدم والحاضرون للغوص عليها : من المتقارب .
أرى بركةً قد طمى ماؤها ... وفي قعرها ورقٌ منتثر .
فيا ملك الأرض هذي السما ... وهذي النجوم وأنت القمر .
وقال وقد أمر الملك المؤيد الندامى أن يقطعوا عناقيد عنبٍ فقطع عفيف الدين عنقوداً وحمله إلى السلطان وهو يقول : من الكامل .
جاء ابن جعفر حاملاً بيمينه ... عنقود كرمٍ هو من نعماكا .
يقضي الزمان بأن نصرك عاجلٌ ... يأتي إليك برأس من عاداكا .
وقال وقد حضر الخروف المغني من الشام سنة ثلاثين وسبعمائة وغنى بين يدي السلطان : من الخفيف .
إن أيامكم لأمنٌ ويمنٌ ... وأمانٌ في كل بدوٍ وحضر .
هيبةٌ منك صالحت بين سرحا ... نٍ وسخلٍ وبين صقرٍ وكدري .
من المعجزات أن خروفاً ... يرفع الصوت وهو عند الهزبر .
قلت : كذا نقلته من خط الشيخ تاج الدين اليمني قوله : أمن ويمن وأمان والأمن والأمان واحدٌ .
الأطرابلسي عبد الله بن جعفر الأطرابلسي . معروفٌ بالأدب والشعر وهو القائل يرثي يوسف بن عبد الله العراقي - وتوفي يوسف سنة إحدى وثلاثين ومائتين : من البسيط .
أضحى بيوسف قلبي اليوم محزونا ... إذ قيل أصبح تحت الترب مدفونا .
وغاله قدرٌ لا بد يدركنا ... وسوف حقاً كما أفناه يفنينا .
لله در أبي يعقوب ما فجعت ... به الأحبة إذ قاموا يبكونا .
قد كان زيناً لهم في النائبات إذا ... حلت وكان أصيل الرأي مأمونا .
قلت : شعرٌ نازلٌ .
صاحب لورقة عبد الله بن جعفر ؛ أبو محمد الكلبي . كان أبوه شاعراً رئيساً في بلده جليل القدر . وحصل لابنه عبد الله في معقل لورقة من مملكة مرسية رياسةٌ من جهة العلم والأبوة . ولما اختلت الأندلس على الملثمين قدمه أهل لورقة وملكوه فرأى الأمور منحلةً فاختفى وطلب العافية وانخلع عن الملك . وصفه ابن الإمام صاحب كتاب السمط فقال : روض الأدب الزاهر وطود الشرف الباهر الذي ملأ الدنيا زيناً وأعاد آثار الملك عيناً .
ومن شعره : من الخفيف .
لست أرضي إلا النجوم سميرا ... لا أرى غيرها لمجدي نظيرا .
بيننا في الظلام أسرار وحيٍ ... يرجع الليل من سناها منيرا .
ولقد أفهمت وأفهمت عنها ... وجعلنا حديثنا مستورا .
خطيب غرناطة عبد الله بن أبي جمرة المالكي الإمام أبو محمد خطيب غرناطة . روى عن أبي الربيع ابن سالم بالإجازة وأقام مدةً بسبتة وولي خطابة غرناطة في أواخر عمره . خطب يوم الجمعة وخر من المنبر ميتاً وذلك بعد سنة عشرٍ وسبعمائة .
عبد الله بن الحارث .
عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي المدني نزيل البصرة الملقب ببه - باء موحدة مفتوحة وباء أخرى مشددة مفتوحة وهاء - قيل : أمه هند أخت معاوية . إصطلح أهل البصرة على تأميره عند هروب عبيد الله بن زياد إلى الشام . توفي سنة أربعٍ وثمانين للهجرة . وروى له الجماعة وإنما لقب ببة لأن أمه كانت ترقصه وتقول : من مجزوء الرجز .
لأنكحن ببه جاريةً ... خدبة مكرمةً محبه .
قال ابن عبد البر : أجمعوا عن أنه ثقةٌ فيما روى ولم يختلفوا . روى عنه عبد الملك بن عمير ويزيد بن أبي زيادٍ وبنوه عبد الله وعبيد الله وإسحاق .
أخو جويرية أم المؤمنين عبد الله بن الحارث بن أبي ضرارٍ الخزاعي . هو أخو جويرية بنت الحارث زوج النبي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم . قدم على النبي A في فداء أسارى بني المصطلق وغيب في بعض الطريق ذوداً كن معه وجاريةً سوداء ؛ فكلم رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ؛ فقال له رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم : نعم ! .
فما جئت به ؟ قال : ما جئت بشيء ! .
قال : فأين الذود والجارية السوداء التي لا غيبت بموضع كذا وكذا ؟ قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله والله ما كان معي أحدٌ ولا سبقني إليك أحدٌ فأسلم فقال رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم : لك الهجرة حتى تبلغ برك الغماد .
الزبيدي