فضربت هذه وزمرت هذه وغنت هذه وشربوا أقداحاً وسقوه . فقال : أحسنتم غير أنكم ما أتيتم على ما في نفسي . ثم قال : لعلهن حجازيات ؟ فقال لإحداهن : فداك أبوك ! .
أين الحُشّ ؟ فقالت الأخرى : ما يقول سيدي ؟ قالت : يقول غني : من الطويل .
وحاشاك أن أدعو عليك وإنما ... أردت بهذا القول أن تقبلي عذري .
فغنت هذه وضربت هذه وزمرت هذه وشربوا أقداحاً وسقوه . فقال : أحسنتم غير أنكم لم تأتوا على ما في نفسي وقال : لعلهن كوفيات ؟ ثم قال : فداكن أبو كن ! .
أين الكنيف ؟ فقالت واحدةٌ : ما يقول سيدي ؟ قالت : يقول غنوني : من الطويل .
تكنفني الواشون من كل جانبٍ ... ولو كان واشٍ واحدٌ لكفاني .
فغنت هذه وضربت هذه وزمرت هذه وشربوا أقداحاً وسقوه فما تمالك حتى وثب قائماً وحل سراويله وذرق على وجوههن فتصارخن فانتبه دعبل فقال : ما شأنك يا أبا هفان ؟ فقال : من الوافر .
تكنفني السلاح وأضجروني ... على ما بي بنيات الزواني .
فلما قل عن حمل اصطباري ... رميت به على وجه الغواني .
فقام دعبل ودله على بيت الخلاء فدخل واغتسل وخلع عليه خلعةً وتضاحكوا ملياً . وقال سعيد بن حميد لأبي هفان : لئن ضرطت عليك لأبلغنك إلى فيد ! .
فقال له أبو هفان : بادرني بأخرى تبلغني إلى مكة فإن بي ضرورة الرجل الذي لم يحج بعد ! .
أبو محمد الفرغاني الأمير عبد الله بن أحمد بن جعفر أبو محمد الفرغاني الأمير القائد صاحب أبي جعفر الطبري ؟ توفي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة . روى عن أبي جعفر الطبري وذيل له تاريخه وقدم دمشق وحدث بها وروى عنه جماعة من أهلها . ونزل عبد الله مصر وحدث بها وكان ثقةً . وأرسله الراضي إلى مصر وحمله الخلع إلى أبي بكر محمد بن طغج الإخشيدي .
أبو الحسين الشاماتي الأديب عبد الله بن أحمد بن الحسين الشاماتي الأديب أبو الحسين . توفي سنة خمس وسبعين وأربعمائة . مشهورٌ بالتأديب . شرح ديوان المتنبي وشرح الحماسة وشرح أبيات أمثال أبي عبيد .
أبو القاسم التاجر عبد الله بن أحمد بن رضوان بن جالينوس التميمي أبو القاسم البغدادي . كان كثير المال وهو من أعيان التجار وله وجاهةٌ وتقدم عند الملوك . وصاهره أبو شجاع محمد بن الحسين ومؤيد الملك وسعى لكلّ واحدٍ منهما في الوزارة وبذل البذول في ذلك حتى تم لهما ما أراده . وكان كثير العطاء والبذل والإحسان . سمع الحسن بن أحمد بن شاذان . قال محب الدين ابن النجار : وما أظنه روى شيئاً . وتوفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة .
ابن المستظهر بالله عبد الله بن أحمد المستظهر بن المقتدي بن القائم بن القادر بن المقتدر ابن المعتضد بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور أبو الحسن . أمه جاريةٌ حبشية اسمها ست السادة وهو أكبر أولادها وبعده المقتفي ثم العباس كان المستظهر قد خطب له بولاية العهد من بعد أخيه المسترشد ولقبه بذخيرة الدين فلما توفي والده خرج مختفياً من دار الخلافة قاصداً دبيس بن صدقة بالحلة السيفية فأكرم نزله فلما طلبه أخوه المسترشد للمبايعة فقده فوقع الطلب وبحث عن أمره فقيل له بالحلة عند دبيس فقطع اسمه من الخطبة في الجمع وغيرها وأنفذ نقيب النقباء علي بن طراد الزينبي يأمره بتسليمه فامتنع دبيس وقال : إن أراد أن يرجع من قبل نفسه فليفعل ! .
فلاطفه النقيب في القول ووعده بما يريد فأجاب بشروطٍ اقترحها فعاد إلى بغداد وأجابه المسترشد إلى ما أراد . ولما حصلت المنافرة بين دبيس وعساكر السلجوقية انضم في تلك الفترة جماعة من أوباش الجند والعرب إلى أبي الحسن وأطمعوه في الخروج والتوجه إلى واسط فأجاب وسار بمن معه ولقب نفسه المستنجد بالله واستوزر رجلاً من بغداد يقال له ابن الدلف كان مقيماً بالحلة فوصل إلى واسط وبسط يده في الأموال واستكثر من الجند والأتباع فراسل المسترشد دبيساً بسديد الدولة ابن الأنباري كاتب الإنشاء يأمره بحمل أبي الحسن إلى دار الخلافة فتوجه في جملةٍ من العسكر فقبض عليه وأحضره إلى بغداد فلما دخل على المسترشد عاتبه وأمره بالمصير إلى أولاده فانصرف إليهم وبقي مقيماً عندهم محناطاً عليه بقية عمره . وتوفي سنة خمسٍٍ وعشرين وخمسمائة . ومن شعره : من الطويل