أأشمت أعدائي وأوهنت جانبي ... وهضت جناحاً ريشته يد الفخر .
فما أنت عندي بالملوم وإنما ... لي الذنب هذا سوء حظي من الدهر .
النقيب أبو طالب عبد الله بن أحمد بن علي بن المعمر أبو طالب بن أبي عبد الله العلوي البغدادي نقيب الطالبيين ببغداد بعد وفاة والده . ولم يزل على ولايته إلى أن توفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة . وكان شاباً سرياً فاضلاً أديباً شاعراً مترسلاً من شعره فيما يكتب على قسي البندق : من مجزوء الرمل .
حملتني راحةٌ في ... جودها للخلق رَاحَه .
فأنا للفتك أهلٌ ... وهي أهلٌ للسّماحهَ .
ومنه أيضاً فيه : من مجزوء الخفيف .
أنا في كف ماجدٍ ... جوده الغمر مفرط .
كل طيرٍ يلوح لي ... فهو في الحال يهبط .
ومنه فيه : من المنسرح .
لا زلت يا ممسكي براحته ... في ظل عيشٍ يصفو من الكدر .
ترمي بي الطير حين تحملني ... والدهر يرمي عداك بالقدر .
ومنه فيه : من مجزوء الخفيف .
وقناةٍ قد ثقفت ... ها لحربٍ ردينها .
ثم لما انحنت بلا ... كبرٍ فيه شينها .
إستجادت من المنو ... ن أخاً وهو زينها .
كم على الجو طائرٌ ... قد أصابته عينها .
فارتقي وهو مرتقٍ ... ما تعداه حينها .
أبو الورد الشاعر عبد الله أحمد بن المبارك بن الدباس أبو محمد وأبو الورد كان شاعراً خليعاً ماجناً مطبوعاً له حكاياتٌ . وكان ينادم أبا محمد الوزير المهلبي . روى عنه القاضي أبو علي التنوخي وأبو عبد الله الحسين الخالع . وكان إذا شاهد أحداً من أهل العلم جالسه بخشوعٍ ووقارٍ وأفاده واستفاد منه وأفضل عليه . وكان يحصل له من المهلبي في كل سنةٍ ألفا دينارٍ فتنسلخ السنة عنه وهو صفرٌ منها . وقبض عضد الدولة عليه ليصادره فقال يوماً للمستخرج - وقد أحضره ليطالبه وتقدم بضربه : هذا والله مالٌ مشؤومٌ صفعنا حتى أخذناه ونصفع حتى نرده ! .
فبلغت عضد الدولة فأفرج عنه . وكان له ابنٌ كالمعتوه فكلمه أبو الورد فأربى عليه الابن فقال : تقول لي هذا وأنا أبوك ؟ ! .
فقال : أنت وإن كنت أبي فأنا خيرٌ منك ! .
فقال : وكيف ذاك ؟ قال : لأني أنا صفعان بن صفعان وأنت صفعان فقط ! .
فضحك وقال الآن علمت أنك ابني ومَنْ لم يشبه أباه فقد ظلم ! .
ومن شعره : من الوافر .
تراك الشمس شمساً حين تبدو ... ويحسبك الهلال لها هلالا .
ومذ وحياة شخصك غاب عني ... خيالك ما رأيت له مثالا .
مغيبك غيب اللذات عني ... وورثني نكالاً واختبالا .
فصرت لفقد وجهك مستهاماً ... أقاسي من جوى البلوى نكالا .
أبو الفضل خطيب الموصل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الخطيب أبو الفضل ابن أبي نصر الطوسي البغدادي نزيل الموصل وخطيبها . سمع من أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر والحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة ومحمد ابن عبد السلام الأنصاري وجماعة وقرأ الفقه والخلاف والأصول على الكيا الهراسي وأبي بكر الشاشي والفرائض والحساب على الحسين بن أحمد الشقاق والأدب على التبريزي والحريري البصري . وعلت سنه وتفرد بأكثر مسموعاته وشيوخه وقصده الرحالون من البلاد . وكان ديناً حسن الطريقة . وتوفي سنة سبع وثمانين وخمسمائة . ومن شعره : من الطويل .
أقول وقد خيمت بالخيف من منىً ... وقربت قرباني وقضيت أنساكي .
وحرمة بيت الله ما أنا بالذي ... أملك مع طول الزمان وأنساك .
ومنه أيضاً : من الطويل .
سقى الله أياماً لنا وليالياً ... نعمنا بها والعيش إذ ذاك ناضر .
ليالي لا أصغي إلى لوم عاذلٍ ... وطرفي إلى أنوار وجهك ناظر .
قلت : شعرمتوسط .
الموفق الحنبلي