العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ؛ كان من الأبطال المذكورين في الأسخياء الموصوفين وكان يقال له فارس بني مروان ؛ استعمله أبوه على حمص وولي المغازي وفتح عدة حصون ولكنه كان ينال من عمر بن عبد العزيز بجهل ومات في سجن مروان بن محمد في حدود الثلاثين ومائة .
الواقفي الأنصاري .
العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن الفضل بن حنظلة الواقفي الأنصاري أبو الفضل المقرئ صاحب أبي عمرو ابن العلاء ؛ قرأ عليه وأتقن الإدغام الكبير وولد سنة خمس ومائة وتوفي سنة ست وثمانين ومائة وروى عنه عبد الغفار بن الزبير الموصلي وقرأ عليه أبو الفتح عامر بن عمر أوقية وقال أبو عمرو : لو لم يكن من أصحابي إلا العباس لكفاني ؛ وناظر الكسائي في الإمالة وولي قضاء الموصل ؛ وهو بصري ضعيف بمرة تفرد بحديث إذا كان سنة مائتين يكون كذا وكذا وقال أحمد بن حنبل : ما أنكرت عليه إلا حديثاً واحداً وما بحديثه بأس وروى له ابن ماجه .
الأمير العباسي .
العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الأمير أبو الفضل ؛ ولي إمرة الشام لأخيه المنصور وحج بالناس مرات وغزا الروم مرة في ستين ألفاً وكان شيخ بني العباس في عصره وتوفي سنة خمس وثمانين ومائة وقيل سنة ست وولد سنة إحدى وعشرين ومائة .
الشاعر الحنفي .
العباس بن الأحنف الشاعر ؛ كان ظريفاً كيساً مجيداً حلو النادرة وله مع الرشيد أخبار وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائة على الأصح وقيل سنة اثنتين وهو خال إبراهيم بن العباس الصولي . قال بشار بن برد : ما زال غلام من بني حنيفة يدخل نفسه فينا ويخرجها حتى قال : .
أبكي الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا .
واستنهضوني فلما قمت منتصباً ... بثقل ما حملوني منهم قعدوا .
لأخرجن من الدنيا وحبهم ... بين الجوانح لم يشعر به أحد .
وقال عمر بن شبة : مات إبراهيم الموصلي النديم سنة ثمان وثمانين ومائة ومات في ذلك اليوم الكسائي النحوي والعباس بن الأحنف وهشيمة الخمارة فرفع ذلك إلى الرشيد فأنمر المأمون أن يصلي عليهم فخرج فصفوا بين يديه فقال : من هذا الأول ؟ فقالوا : إبراهيم الموصلي فقال : أخروه وقدموا العباس ابن الأحنف فقدم فصلى عليهم فلما فرغ وانصرف دنا منه هاشم بن عبد الله ابن مالك الخزاعي فقال : يا سيدي كيف آثرت العباس بن الأحنف على من حضر بالتقدمة ؟ فأنشد : .
وسعى بها ناس فقالوا إنها ... لهي التي تشقى بها وتكابد .
فجحدتهم ليكون غيرك ظنهم ... إني ليعجبني المحب الجاحد .
ثم قال : أتحفظها ؟ فقلت : نعم وأنشدته فقال المأمون : أليس من قال هذا الشعر أولى بالتقدمة ؟ فقال : بلى والله يا سيدي . قلت : الكسائي إنما مات بالري سنة تسع وثمانين ومائة على خلاف فيه وما كان المأمون ممن يقدم العباس على مثل الإمام الكسائي وكلن هكذا جاء . وقد روى الصولي أنه رأى العباس ابن الأحنف بعد موت هارون الرشيد في منزله بباب الشام وهذا يدل أيضاً على أن الرشيد ما أمر المأمون بالصلاة عليهم . ومن شعر العباس بن الأحنف : .
يا أيها الرجل المعذب نفسه ... أقصر فإن شفاءك الإقصار .
نزف البكاء دموع عينك فاستعر ... عينا يعينك دمعها المدرار .
من ذا يعيرك عينه تبكي بها ... أرأيت عيناً للبكاء تعار ؟ .
ومنه : .
تعب يطول مع الرجاء لذي الهوى ... خير له من راحة في الياس .
لولا محبتكم لما عاتبتكم ... ولكنتم عندي كبعض الناس .
ومنه قوله : .
وحدثتني يا سعد عنهم فزدتني ... جنوناً فزدني من حديثك يا سعد .
هواها هوى لم يعرف القلب غيره ... فليس له قبل وليس له بعد .
ومنه : .
إذا أنت لم تعطفك إلا شفاعة ... فلا خير في ود يكون بشافع .
فأقسم ما تركي عتابك عن قلى ... ولكن لعلمي أنه غير نافعي .
وأني إذا ألزم الصبر طائعاً ... فلا بد منه مكرهاً غير طائع