وأنشدني له أيضاُ : .
شكا لي صديق حب سوداء أغريت ... بمص لسان لا تمل له ورداً .
فقلت له : دعها تلازم مصه ... فماء لسان الثور ينفع للسودا .
وأنشدني له في البند الأحمر : .
وبي قامة كالغصن حين تمايلت ... وكالرمح في طعن يقد وفي قد .
جرى من دمي بحر بسهم فراقه ... فخصب منه ما على الخصر من بند .
وأنشدني له إجازة : .
قل لمن أطرى أبا دلف ... بمديح زاد في غرره .
كم رأينا من أبي دلف ... خبره يربي على خبره .
ثم ولى بالممات وما ... ولت الدنيا على أثره .
وأنشدني له في انكفاف بصره : .
أضحى وجودي برغمي في الورى عدماً ... إذ ليس فيهم ورد ولا صدر .
عدمت عيني وما لي فيهم أثر ... فهل وجود ولا عين ولا أثر .
وأنشدني له أيضاً .
ومن عجب أن السيوف لديهم ... تكلم من تأتمه وهي صامته .
وأعجب من ذا أنها في أكفهم ... تحيد عن الكف المدى وهي ثابته .
وأنشدني له في الشيخ صدر الدين ابن الوكيل لما درس بمشهد الحسين : .
يا ابن الخطيب لقد أسمعتنا ملحاً ... من البدائع في سر وفي علن .
أبدعت فيها ولا نكر ولا عجب ... عند الحسين إذا ما جئت بالحسن .
وأنشدني له في شبابة : .
سلبتنا شبابة بهواها ... كل ما ينسب اللبيب إليه .
كيف لا والمعرب القول فيها ... آخذ أمرها بكلتا يديه .
وأنشدني له : .
لقد فاز بالأموال قوم تحكموا ... ودان لهم مأمورها وأميرها .
نقاسمهم أكياسها شر قسمة ... ففينا غواشيها وفيهم صدورها .
وأنشدني له في سجادة خضراء : .
عجبوا إذ رأوا بديع اخضرار ... ضمن سجادة بظل مديد .
ثم قالوا : من أي ماء تروى ؟ ... قلت : ماء الوجوه عند السجود .
وأنشدني له في ممسحة القلم : .
وممسحة تناهى الحسن فيها ... فأضحت في الملكاحة لا تبارى .
ولا نكر على القلم الموافي ... إذا في ضمنها خلع العذارا .
ومن نثره في شمعة قوله : شمعة ما استتم نبتها بروضة الأنس حتى نور ولا نما بدوحة المفاكهة حتى أزهر أومأ بنان تبلجها إلى طرق الهداية وأشار ودل على نهج التبصر وكيف لا وهي علم في رأسه نار فكأنما هي قلم امتد مما أليق من ذهب أو صعدة إلا أن سنانها من لهب وحسبها كرماً أن جادت بنفسها وأعلنت بإمتاعها على همود حسها سائلها في الجود بأمثالها مسؤول ودمه بالعفو للصفح من سماحتها مطلول تحيتها عموا صباحاُ يتألق فجرها وتمام بدرها في أوائل شهرها قد جمعت من ماء دمعها ونار توقدها بين نقيضين ومن حسن تأثيرها وعين تبصرها بين الأثر والعين كم شوهة منها في مدلهم الليل للشمس وضحاها ومن تمام نورها النجم إذا تلاها وكم طوى باع أنملتها المضنية رداء الليل إذا يغشاها قد غيرت ببياض ساطع نورها على الليل من أثواب الحداد وتنزلت منه منزلة النور الباصر ولا شبهة أن النور في السواد إن تمايل لسان نورها فالإضاءة ذات اليمين وذات الشمال وإن استقام على طريقة الإنارة فلما يلزم إنارتها من الإكمال نارها إنما هو من تلاعب الهوى بحشاها ونحولها بمكابدة تعذيبها بما من الاصفرار يغشاها كم عقدت على سفك دمها مع البراءة من العقوق من محافل وكم قتلت على إطفاء نائرتها ولا ثائرة من قاتل فهي السليمة التي كم باتت من زبان صرفها بليلة السليم وكم أجدى نفسها على نفسها بنفح روحها من عذاب أليم . كتب إليه السراج الوراق يستشفع به عند فتح الدين ابن عبد الظاهر : .
أيا ناصر الدين انتصر لي فطالما ... ظفرت بنصر منك بالجاه والمال .
وكن شافعاً فالله سماك شافعاً ... وطابقت أسماء بأحسن أفعال .
وقدرك لم نجهله عند محمد ... لأن ابن عباس من الصحب والآل .
وكتب إليه أيضاً : .
سيدي اليوم أنت ضيف كريم ... فاق معنى في جوده بمعان .
لو رأى الفتح سؤدد الفتح هذا ... ما انتمى بعده إلى خاقان