أبو عبد الله الجيلي الشافعي .
شافع بن عبد الرشيد بن القاسم أبو عبد الله الجيلي ؛ تفقه على الكيا الهراسي وعلى الغزالي وكانت له حلقة بجامع المنصور للمناظرة كل جمعة يحضرها الفقهاء ؛ سمع وروى ؛ وقال ابن الجوزي : كنت أحضر حلقته وأنا صبي ؛ توفي سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وقيل سنة إحدى وأربعين وهو الصحيح وسمع بطبس وبالبصرة وكان شافعي المذهب فقيهاً فاضلاً ورعاً متدنياً ؛ روى عنه أبو سعد ابن السمعاني وعبد الخالق بن أسد الحنفي الدمشقي والمبارك بن كامل الخفاف .
أبو محمد الجيلي الحنبلي .
شافع بن صالح بن حاتم بن أبي عبد الله الجيلي أبو محمد الفقيه الحنبلي ؛ قدم بغداد بعد الثلاثين وأربعمائة وصحب القاضي أبا يعلى ابن الفراء وقرأ عليه الأصول والفروع وكتب أكثر مصنفاته وسمع منه ومن أبي طالب ابن غيلان وغيرهما وحدث بالسير وكان صالحاً متعففاً وتوفي سنة ثمانين وأربعمائة .
أبو محمد الجيلي .
شافع بن صالح بن شافع بن صالح الجيلي أبو محمد ابن أبي المعالي ابن أبي محمد المذكور آنفاً ؛ سمع أحمد بن عبد الجبار الصيرفي وهبة الله بن محمد ابن الحصين ومحمد بن الحسين بن الفراء وغيرهم وتوفي سنة خمس وسبعين وخمسمائة .
ناصر الدين ابن عبد الظاهر .
شافع بن علي بن عباس بن إسماعيل بن عساكر الكناني العسقلاني ثم المصري الإمام الأديب ناصر الدين سبط الشيخ عبد الظاهر بن نشوان ؛ ولد سنة تسع وأربعين وتوفي سنة وسبعمائة . كان يباشر الإنشاء بمصر زماناً إلى أن أضر لأنه أصابه سهم في نوبة حمص الكبرى سنة ثمانين وستمائة في صدغه فعمي بعد ذلك وبقي مدة ملازم بيته إلى أن توفي . روى عن الشيخ جمال الدين ابن مالك وغيره وروى عنه الشيخ أثير الدين أبو حيان والشيخ علم الدين البرزالي وجمال الدين إبراهيم الغانمي وغيره من الطلبة ؛ له النظم الكثير والنثر الكثير وكتب المنسوب فأحسن وكان جماعة للكتب خلف على ما أخبرني به شهاب الدين البوتيجي الكتبي بالقاهرة ثمانية عشر خزانة كتباً نفائس أدبية . وكانت زوجته تعرف ثمن كل كتاب وبقيت تبيع منها إلى أن خرجت من القاهرة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة وأخبرني البوتيجي أنه كان إذا لمس الكتاب وجسه قال : هذا الكتاب الفلاني وهو لي ملكته في الوقت الفلاني وكان إذا أراد أي مجلد كان قام إلى خزانة وتناوله منها كأنه الآن وضعه هناك بيده .
اجتمعت به في داره وكتبت له وأنا بالقاهرة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة استدعاء . ونسخته : المسؤول من إحسان سيدنا الشيخ الإمام العالم المفيد القدوة . جامع شمل الأدب قبلة أهل السعي في تحصيله والدأب : .
أخي المعجزات اللائي أبدت طروسه ... كأفق به للنيرات ظهور .
وما ثم إلا الشمس والبدر في السما ... وذاك شموس كله وبدور .
البليغ الذي أثار أوابد الكلم من مظان البلاغة وأبرز عقائل المعاني تتهادى في تيجان ألفاظه فجمع بين صناعة السحر والصياغة وأبدع في طريقته المثلى فجلت عن المثل وأنبت في رياض الأدب غروس فضل لا يقاس بدوحات البان والأثل وأظهر نظامه عقوداً حلت من الزمان كل ما عطل وقال لسان الحال فيما يتعاطاه مكره أخوك لا بطل وجلا عند نثاره حور كلمات مقصورات في خيامه وذر على كافور قرطاسه من أنفاسه مسك ختامه ناصر الدين شافع بن علي : .
لا زال في هذا الورى فضله ... يسير سير القمر الطالع .
حتى يقول الناس إذ جمعوا ... ما مالك الإنشا سوى شافع .
إجازة كاتب هذه الأحرف ما يجوز له روايته من كتب الحديث وأصنافها ومصنفات العلوم على اختلافها إلى غير ذلك كيف ما تأدى إليه من مشايخه الذين أخذ عنهم من قراءة أو سماع أو إجازة أو مناولة أو وصية وإجازة ما له فسح الله في مدته من تأليف ووضع وتصنيف وجمع ونظم ونثر والنص على ذكر مصنفاته وتعيينها في هذه الإجازة إجازة عامة على أحد القولين في مثل ذلك والله يمتع بفوائده وينظم على جيد الزمن العاطل درر قلائده ؛ وكتب خليل بن أبيك في مستهل جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة