شمس الدين الجمالي مملوم الأمير جمال الدين آقوش الأفرم . أعرِفه وهو فِي جملة البريديّة بدمشق المحروسة . ولمّا جاء الفخري وجرى لَهُ مَا جرى جعل أخاه سيف الدين بِهَا در نائباً فِي بعلبك . ثُمَّ إنّه أخذ طبلخاناة بعد موت الفخري فيما أظنّ . ولمّا توفيّ تعصّب الجراكسة مع أخيه شمس الدين سنقر وخلصوا لَهُ الإمرة ونيابة فتوجّه إلى بعلبك . ثُمَّ إنّه حضر فِي أيّام الكامل من استخرج مِن شمس الدين ميراثَ سيف الدين بهادر الجمالي المذكور منه فقام فِي القضيّة الأمير سيف الدين يَلبُغا والأمير فخر الدين أيّاز وشهد لَهُ جماعة من أمراء دمشق بأنّه أخوه وخمدت القضيّة بعد أن عُزل من النيابة فِي بعلبك . ثُمَّ إنّه عاد إليها وباشر النيابة جيّداً إلى أن كتب الأمير سيف الدين أرغون شاه إلى باب السلطان فِي ولاية الأمير بدر الدين بكتاش المنكورسي نيابة بعلبك ونقل الأمير شمس الدين سنقر إلى طرابلس فورد المرسوم وتوجّه إلى طرابلس فأقام بِهَا تقدير شهرين وأو أكثر ثُمَّ توفيّ فِي طاعون طرابلس فِي أوّل شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وسبع مائة C تعالى .
الزيني المعمّر المسند .
سنقر بن عبد الله الزيني الشيخ المسند الخيرّ المعمّر علاء الدين أبو سعيد الأرمني ثُمَّ الحلبي القضائي . وُلد سنة ثمان عشرة وستّ مائة . وجُلب إلى حلب سنة أربع وعشرين وشراه قاضي حلب زين الدين ابن الأستاذ . وسمع مع أولاده كثيراً وكتبوا لَهُ فِي صفر وأنّه لا يفهم بالعربي . ثُمَّ سمع فِي سنة خمس وَمَا بعدها سمع من الموفّق عبد اللطيف وعزّ الدين ابن الأثير وابن سداد بهاء الدين وابن روزبه وسمع الثلاثيّات من ابن الزبيدي بدمشق وسمع ببغداد من الأنجب الحمامي وعبد اللطيف ابن القبيطي وجماعة وسمع بمصر من عبد الرحيم بن الطفيل وعُمِّر وتفرّد وروى الكثير وما حدث ببعض مروياته وأكثر عن ابن خليل وسمع منه المعجم الكبير بكماله . وخرّج لَهُ الشيخ شمس الدين مشيخةً وخرّج لَهُ أبو عمرو المقاتلي وأكثر عنه ابن حبيب وولداه . وتوفيّ سنة ستّ وسبع مائة .
شمس الدين الأعسر .
سنقر الأمير شمس الدين الأعسر المنصوري . كَانَ من كبار الأمراء . توفيّ سنة تسع وسبع مائة . تولىّ شدّ الدواوين بدمشق سنة ثمان وثمانين وستّ مائة . كَانَ مملوك الأمير عزّ الدين أيدمر الظاهري النائب بالشام ودواداره . وَكَانَتْ نفسه تكبر عن الدواداريّة . ولمّا عُزل مخدومه وأُرسل إلى الديار المصريّة فِي الدولة المنصوريّة عُرضت مماليكه عَلَى السلطان فاختار منهم سنقر فاشتراه وولاّه نيابة الأستاذ داريّة فِي سنة ثلاث وثمانين وأمّره ورتَبه فِي شدّ الدواوين والأستاذ داريّة وأقام بالشام . وَلَهُ صورة كبيرة وشهرة كبيرة إلى أن توفيذ المنصور وولي الأشرف . وَكَانَ فِي خاطر الوزير شمس الدين ابن السلعوس منه فطْلب إلى مصر وعوقب وصودر فتوصّل بتزويج ابنه الوزير فأعاده إلى الحالة الأولى وَلَمْ يزل إلى الدولة العادليّة كتبغا ووزارة الصاحب فخر الدين ابن الخليلي . فقبض عَلَى الأمير شمس الدين سنقر المذكور وَعَلَى الأمير سيف الدين اسندمر وصودرا وأُخذ من شمس الدين سنقر المذكور قريباً من خمس مائة ألف درهم أهانه الوزير غير مرذة وعزله بفتح ابن صبرة باشتراط شهاب الدين الحنفي أن لا يباشر مع الأعسر لأنّه خائن فتوجّه الأعسر صحبتهم إلى مصر وأمّا وثب حسام الدين لاجين عَلَى كتبغتا وتسلطن ووصل الأمير سيف الدين قبجق نائب الشام وولي الأعسر الوزارة وسلّم إليه شهاب الدين الحنفي فلم يعامله كما عامله ثُمَّ إنّ الأعسر قبض عَلَيْهِ وولي الوزارة أيضاً بعد ذلك وعامل الناس بالجميل وتوجّه لكشف الحصون فِي سنة سبع مائة وأواخرها ورُتّب عِوضّه عزّ الدين أيبك البغدادي فاستمرّ أمير مائة وعشرة مقدم ألف وحجّ صحبه الأمير سيف الدين سلاّر وتوفيّ بمصر بعد أمراض اعترته وقال الشيخ صدر الدين ابن الوكيل يمدحه بموشّحة عارض بِهَا السراج المحّار وجاء منها فِي مديح الأعسر : .
يَا قرحة الحزون ... وفرجةُ لمن يرى .
إن صُلت بالجفون ... وصدت من جفي الكرى .
فليس لي يحميني ... سوى الَّذِي فاق الورى