سلمان بن محمّد أبو القاسم ابن الأبزاري وَلَمْ يكن أبوه أبزارياً وإنمّا جدّه لأمّه فنُسب إليه وَكَانَ شاعراً لطيفاً متفنّناً فِي كثير من العلوم ظريفاً . قال ابن رشيق : لا تقع العين عَلَى مثله فِي زمانه جمالاً وحسن زيّ وهيئةً يصلح للقضاء . وَكَانَ منقطعاً إلى القاضي محمّد بن عبد الله بن هاشم مخصوصاً بِهِ صغره قريباً من قلبه جدّاً لا يكاد القاضي يصبر عنه لأدبه وفهمه وحلاوة جملته . ثُمَّ صحب القاضي أبا الحسن ولدَه بعده عَلَى تِلْكَ الحال . وتوفيّ سنة عشر وأربع مائة وَقَدْ أشرف عَلَى الخمسين . وأورد لَهُ ابن رشيق فِي " الأنموذج " من الطويل .
وَلمّا التَقَينا بعد أنْ ظَنَّ حاسِدٌ ... عَلَى الحُبِّ أنْ لا نَلْتَقي آخِرَ الدهرِ .
بَثَثْنا شَكايا أنْفُسٍ لَمْ يَكُنْ لَها ... عَلى طُولِ أيّامِ التَفَرُّقِ مِنْ صَبْرِ .
وكادَتْ لَذاذاتُ التَداني لِقُربنا ... مِنَ الوَصْلِ أن تَقضي علينا ولا نَدْري .
قال ابن رشيق : مَا أحسن مَا أخذ قول أبي تّمام من البسيط : .
أظَلَّه البينُ حتّى إنّه رجلٌ ... لو ماتَ من شُغِله بالبَيِنْ مَا عَلِما .
فقبله حَيْثُ شاء وصرفه إلى حَيْثُ أراد . وأورد لَهُ أيضاً من البسيط : .
اعْذرْ فَعُذرِيَ لَمْ تَبْلُغْهُ مَقْدرَتيوكُلُّ مَنْ لَمْ عَنْ فِي الحُكْمِ مَعْذورُ .
أنْ يقصُر اليومَ وَجْدي عَنْ رِضاكَ فما ... لِسانِيَ الدَهْرَ عَنْ شُكرِيكَ مَقْصورُ .
فَاقْبَلْ قَليلَ كَثيرِ الشكرِ مُعْتَذِراً ... فَأنْتَ فِي كُلِّ مَا أوْلَيتَ مَأجورُ .
قلت : شعر جيّد .
سلمان بن عامر .
بن أوس بن حجر .
قال أهل العلم بهذا الشأن : لَيْسَ فِي الصحابة من الرواة ضبّيّ غير سلمان بن عامر هذا كذا قال ابن عبد البرّ .
وقال : قال ابن أبي خيثمة : قَدْ روى عن النبيّ A من بني ضبّة عتاب بن شمير . وسكن سلمان البصرة وَلَهُ بِهَا دار قريبة من الجامع . وروى عنه محمّد ابن سيرين والرباب وهي الرباب بنت صليع بن عامر بنت أخي سليمان بن عامر .
أبو القاسم المغربي .
سلمان بن عامر أبو القاسم . قال ابن رشيق فِي : الانموذج " : شاعر مشهور مقدّم الذكر مطلق الكلام قريب المرمى لا يبعد مشترك المعاني عنده صدر من علم النحو وبذلك عُرف وفيه اختصاص بالقاضي أبي الحسين وانقطاع إليه وفيه أكثر شعره وَفِي أبيه قبله ؛ وأورد لَهُ من الطويل : .
إذا أخَذَ الأقْلامَ خِلتَ يَمينَهُ ... يُفتّحُ نوّاراً فُرادَى وَتَوْأما .
وَإنْ قامَ فِي النادِي لِفَصلِ قَضِيَّةٍ ... أعادَ ضِياءً كلَّ مَا كانَ مُظْلِماً .
برأيِ كَحَدِّ المَشرِفيِ وَفِطْنةٍ ... تُرِيه يَقيناً مَا أتّى لاَ تَوَهْما .
وإنّ غَشي الهيجاءَ لَمْ تُلْفِ عامراً ... وَلَمْ تُلْفِ بَسْطامَ بنَ قَيْسٍ مُقَدَّما .
تَتَبَّعَ آثارَ العُفاةِ بنائلٍ ... جزيلٍ وَلَمْ يَترُكْ عَلَى الأرْضِ مُعدما .
منها : .
وَإنّي وَإنْ سَالمتُ دَهْري لَعالِمٌ ... بِأنَّكَ تَجْزِيهِ بما كَانَ قَدَّما .
وَلَوْ أنَّني صَارَعْتُه فصَرَعْتُه ... لأوْجَسْتُ خوفاً أنْ أُصارِعَ أرقَماً .
ولكِنَّني أسْطُو عَليه بماجدٍ ... إذا صَنَعَ الإحْسانَ فِي الناسِ تَّمما .
قلت : شعر حيّد منسجم عذب التراكيب فصيح الألفاظ .
السلماسي : الشافعي اسمه محمّد بن هبة الله بن عبد الله .
سَلمة .
أبو سعد الأنصاري .
سلمة بن أسلم أبو سعد الأنصاري الأوسي الحارثي . شهد بدراً وأعطاه رسول الله صلى يومئذٍ قضيباً فعاد فِي يده سيفاً وخرج فِي جيش أسامة إلى البلقاء . قال ابن عساكر : وَلَهُ رواية لا أراها متّصلة روى عنه أبو سفيان مولى بن أبي أحمد . وقُتل بالعراق يوم جسر أبي عبيد سنة أربع عشرة للهجرة .
أخو أبي جهل