وتوفيّ سنة أربع وتسعين وأربع مائة . وَكَانَ إماماً فِي اللغة والنحو وصنّف التفسير وشرَحَ الإيضاح وَلَهُ فِي اللغة القانون فِي عشرة أسفار وهو قليل المثّل وَلَهُ علل القرآات وروى عنه السلفي . ومن شعره من الوافر : .
تَقولُ بُنَيِّتِي أبّتيِ تَقَنَّعْ ... ولا تَطْمَحْ إلى الأطْماعِ تَعْتَدْ .
ورُض بِالبَأسِ نَفْسَكَ فَهْوَ أحْرَى ... وَأزْيَنُ فِي الوَرَى وَعَلَيْكَ أعْوَدْ .
فَلَوْ كُنْتَ الخَيلَ وسِبَوَيهِ ... أوِ الفَرَّاءَ أوِ المُبَرَّدْ .
لمَا سَاوَيْتَ فِي حَيٍّ رَغيفاً ... وَلا تُبْتاعُ بالماءِ المُبَرَّدْ .
ومنه أيضاً من الكامل : .
يَا ظَبْيةً حَلَّتْ بِبابِ الطاقِ ... بَيْني وَبَينَكِ أوْكَدُ المِيثاقِ .
فَوَحَقِّ أيّامِ الحمى ووِصالِنا ... قَسَماً بِهَا وبنعمة الخَلاّقِ .
مَا مَرَّ مِن يومٍ وَلا مِنْ لَيْلَةٍ ... إلا إليكِ تَجَدَّدَتْ أشْواقي .
سَقْياً لأيّامٍ جَنَى لي طِيبُها ... وَرْدَ الخُدودِ وَنَرْجِسَ الأحْداقِ .
قلت : شعر متوسّط وأورد لَهُ ياقوت قوله من المتقارب : .
تَذَلَّلَ لِمَنْ إنْ تَذَلَّلْتَ لَهُ ... يَرى ذاكَ لِلظَرْفِ لا لِلْبَلَهْ .
وَجانِبْ صَاقةَ مَنْ لَم يَزَل عَلَى ... الأصْدِقاءِ يَرَى الفَضْلَ لَهْ .
وقال : كَانَ لَهُ ابن اسمه الحسن بن سلمان بن عبد الله بن الفتيّ فقيهاً عالماً درّس بالنظاميّة وَكَانَ فاضلاً وَلَهُ معرفة بالنحو واللغة وينشي الخطب والشعر توفيّ سنة خمس وعشرين وخمس مائة وَكَانَ لَهُ ابن آخر يقال لَهُ أبو الحسن عليّ كَانَ أديباً فاضلاً وَكَانَ وجيهاً الريّ إمّا وزيراً لبعض أمراء السلجوقيّة أو شبيهاً بالوزير مدحه أبو يعلى ابن الهبارية عند وروده إلى الريّ فلم يحمده فكتب رسالة إلى بعض رفاقه فِي ذمّه وهي طويلة أوردها بكمالها ياقوت فِي " معجم الأدباء " فِي ترجمة سليمان المذكور وهي من عجائب ابن الهبارية .
الطائفي .
سلمان بن خضر وقيل : ابن خضير أبو الفتح الطائفي أورد لَهُ الباخرزي فِي " الدُمية " من المتقارب : .
كَأَنَّ الغَمامَ لَهَا عاشِقٌ ... يُسَابِرُ هَوْدَجها أيْنَ سارا .
وَبالأرضِ مِنْ حُبِّها صُفرةٌ ... فما تُنْبِتُ الأرضُ إلاّ بهَارا .
قلت أنا : هَذَا شعر أبي العلاء المعرّي فِي " سقط الزند " وأورد لَهُ أيضاً من الخفيف : .
بَرَزَتْ فِي غلالة مِنْها ... قَمَرَ الصَيفِ فِي لَياليِ الشِتاءِ .
قلت : لأنّ ليالي الصيف لا يكون فِي الجوّ من السحاب مَا يحجب الأبصار عن رؤية الأقمار وليالي تنعكس الأبخرة إلى باطن الأرض ولا يتصاعد منها إلى الجوّشيء فَيُرَى قرص القمر صافياً من تِلْكَ الأبخرة .
وأورد الباخرزي أيضاً للمذكور من الخفيف : .
لي حَبيبٌ مِن الوَرَى شَبَّهُوهُ ... بِهلال الدُجَى وَقَدْ ظَلَموهُ .
لَبْسَ لي عَنْه فِي سُلُوّيَ وَجْهُ ... وَلَهُ فِي السُلوَّ عَنّي وُجوهُ .
قَمَرُ كُلمّا كَتَمتُ هَواه ... قال دَمْعي هَذَا المُريبُ خُذوهُ .
الصوفي الفقيه الأصولي .
سلمان بن ناصر بن عمران أبو القاسم الأنصاري النيسابوري الصوفي الفقيه صاحب إمام الحرمين . كَانَ بارعاً فِي الأصول والتفسير سمع وحدّث وشرح " كتاب الإرشاد " لشيخه وخدم الإمام القشري مدّةً . وَكَانَ زاهداً إماماً عارفاً من أفراد الأئمّة وهو من كبار المصنّفين فِي الأصول . توفيّ سنة اثنتي عشرة وخمس مائة .
ابن الأبزاري