سعيد بن كيسان أبو سعيد بن أبي سعيد المقْبُري مولى بني ليث من أهل المدينة روى عن أبيه وأبي هريرة وابن عمرو وأنس وغيرهم وعنه مالك بن أنس وابن أبي ذِئب والليث وغيرهم روى لَهُ الجماعة . قال أبو حاتم صدروق وقال ابن خراش : ثقةٌ خليلٌ أثبتُ الناس فِيهِ الليث . قال ابن سعد : ثقة لكنّه اختلط قبل موته بأربع سنين قال الشيخ شمس الدين : مَا أظُنُّهُ روى شيئاً فِي الاختلاط ولذلك احتجّ بِهِ مُطلقاً أرباب الصحيح . قيل : توفيّ سنة خمس وعشرين وقيل : سنة ست وعشرين وقيل : سنة ثلاث وعشرين ومائة فِي خلافة هشام .
ابن الدهّان النحوي ناصح الدين .
سعيد بن المبارك بن عليّ بن عبد الله بن سعيد بن محمّد بن نصر بن عاصم بن عبّاد بن عاصم وقيل : عصام ينتهي إلى ابن أبي اليسر كعب بن عمرو الأنصاري أبو محمّد النحوي المعروف بابن الدهّان . كَانَ من أعيان النحاة المشهورين بالفضل ومعرفة العربيّة وَلَهُ مصنّفات فِي النحو منها : كتاب شرح الإيضاح فِي أربعين مجلدةً كتاب شرح اللمع ؛ سماه العزّة كتاب الدروس فِي النحو كتاب الرياضة فِي النكت النحوي كتاب الفصول فِي علم العربيّة كتاب الدروس فِي العروض والمختصر فِي علم القوافي كتاب الضاد والظاء تفسير القرآن أربع مجلّدات والأضداد العقود فِي المقصور والممدود والنكت والإشارات عَلَى ألسنة الحيوانات كتاب إزالة المرء فِي الغبن والراء كتاب فِيهِ شرح بيت واحد من شعر ابن رُزَيك وزير مصر عشرون كراسةً تفسير : قُل هو الله أحد فِي مجلد تفسير الفاتحة فِي مجلد وَلَهُ رسائل وديوان شعره . وسمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن الحصين وأبي غالب أحمد بن البناء وغيرهما . وُلد سنة أربع وتسعين وأربع مائة بنهر طابق وتوفيّ ليلة عيد الفطر سنة ثلاث تسع وستّين وخمس مائة بالموصل وَكَانَ أقام بِهَا أربعاً وعشرين سنةً وثلاثة أشهر .
ومن شعره من المجتثّ : .
لا تَحْسَبَن أنَّ بالكت ... بِ مِثْلَنا سَتَصِيرُ .
فَلِلدَجَاجَةِ ريشٌ ... لَكَنّها مَا تَطرُ .
ومنه من الكامل : .
وأخٍ رَخُصْتُ عَلَيهِ حَتَّى مَلّني ... والشيْ مملولٌ إذا مَا يَرْخُصُ .
مَا فِي زَمانِكَ مَا يَعِزُّ وُجودُهُ ... إنْ رُمْتهُ إلا صَديقٌ مُخِلصُ .
ومنه من البسيط : .
لا تجعَل الهُزْءَ دَأْباً فَهْوَ مَنْقَصَةٌوالجِدُّ تَغْلُو بِهِ بَيْنَ الوَرَى القِيمُ .
ولا يَغُرَّنْك مِنْ مَلْكٍ تَبَسُّسُهُ ... مَا تَصخَبُ السُحْبُ إلاَّ حِينَ تَبتَسِمُ .
ومنه من الرمل : .
قِيلَ لي جاءَكَ نَجْلُ ... وَلَدٌ شَهْمُ وَسيمُ .
قُلْتُ عَزُّوه بِفَقْدي ... وَلَدُ الشيخِ يَتيمُ .
ومنه من الكامل : .
أهْوى الخمول لِكَيْ أظِلَّ مُرَفَّهاً ... مِمَّا يُعانِيهِ بَنو الأزْمانِ .
إنَّ الرِياحَ إذا عَصَفْنَ رأيتَها ... تُوليِ الأذِيَّةَ شامِخَ الأغصانِ .
قلت : أخذه من قول أبي تمام الطائي من البسيط : .
إنّ الرِياحَ إذا مَا قصفَتْ أعْصَفَت ... عِيدانَ نَجْدٍ وَلَمْ يَعْبأْنَ بالرَثمِ .
ومنه من البسيط : .
بادِرْ إلىَ العَيْش والأَيّامُ راقِدَةٌ ... ولاَ تكُنْ لِصرُوفِ الدَهْرِ تَنْتَظِرُ .
فالعُمُر كالكأس يبدُو فِي أوائلهِ ... صَفْوٌ وآخِرُهُ فِي قَعْرِهِ الكَدَرُ .
قلت : هو معنى متداول بَيْنَ الشعراء ومنه قول ابن النبيه من البسيط : .
والعمرُ كالكأس تُسْتَحْلى أوائلُهُ ... لكنّهُ ربمّا مُجَّتْ أواخرُهُ .
ولشهرة هَذَا المعنى قال سبط التعاويذي من المتقارب : .
فَمَنْ شَبّه العُمرَ كأساً يَقِرُّ ... قَذَاهُ ويَرْسُبُ فِي أسفلِهْ .
فإنّي رأيتُ القَذا طَافياً ... عَلَى صَفْحة الكأسِ مِنْ أوّلهْ .
ومنه من الوافر : .
أتَعْجَبُ أنَّني أُمْسِي فَقيراً ... ويَحْظَى بِالغنَى الغَمْرُ الحَقيرُ .
كَذا الأطواقُ يُكْسَاها حمامٌ ... وَتعْرَى حِكمَةً مِنها الصُقورُ