لمَّا عَدمْتُ مُؤانِساً وَجَليساً ... نَادَمْتُ بُقْراطاً وجلبينوسا .
وجعلتُ كَنْبَهُما تَفَرُّدي ... وهُما الشِفاءُ لِكُلِّ جُرْحٍ يُوسا .
فلمّا وصل البيتان إلى عمّه بن عبد ربّه أجاب بأبيات منها من الكامل : .
أَلْفَيتَ بقراطاً وجالينوسا ... لا يُشْكِلانِ ويُرزِءَانِ جَليسا .
فَجَعَلْتَهُمْ دُون الأقارِبَ حِبَّةً ... وَرَضِيتَ صاحِباً وَأَنيسا .
وأَظُنُّ بُخْلَك لا يُرى لَكَ تارِكاً ... حَتَى تُنادِم بَعْدَهُم إبليسا .
وقال سعيد بن عبد الرحمن فِي آخر عمره وَكَانَ منقبضاً عن الملوك : من الطويل : .
أمِنْ بَعدِ غَوْصي فِي عُلوِ الحقائقِ ... وطُولِ انبساطي فِي مَذاهِبِ خالِقي .
وَفي حينِ إشرافيِ عَلى مَلَكوته ... أُرَى طالباً رِزْقاً إلى غيرِ رازِقي .
وأيّامُ عُمْرِ المَرْءِ مُتْعَةُ ساعةٍ ... تُحَيّي خيالاً مِثل لمحَةٍ بارِقِ .
وَقَدْ أذَنَتْ نَفْسِي بِتَقْويضِ رَحْلِها ... وَأَسْرَعَ فِي سَوقِي إلى المَوْتِ سَائِقي .
وإنّي وإن أوْغَلْتُ أَوْ سِرْتُ هارباً ... مِنَ المَوْتِ فِي الآفاقِ فالموتُ لا حِقي .
ابن عبد العزيز .
الزاهد الحلبي .
سعيد بن عبد العزيز بن مروان أبو عثمان الحلبي الزاهد . نزيل دمشق روى عن أحمد بن أبي الحواري وقاسم بن عثمان وقاسم بن عثمان الجوعي وسرّ السقطي وغيرهم . وروى عنه أبو سليمان بن زيد والحاكم أبو أحمد الحافظ أيضاً ومحمّد داود الدينوري الدقّي وغيرهم تخرّج بِهِ عدّة من الأعلام ؛ إبراهيم بن المولد وطبقته ملازم متبعه . وتوفيّ سنة ثمان عشرة وثلاث مائة .
التنوخي فقيه دمشق .
سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى أبو محمّد ويقال أبو عبد العزيز التنوخي . فقيه أهل دمشق ومفتيهم بعد الأوزاعي . قرأ القرآن عَلَى عبد الله بن عامر ويزيد بن عبد الرحمن بن أُبّي . أقرأ عنه الوليد بن مسلم وأبو مسهر . وروى عن الزهري ونافع وزيد بن أسلم وعبد الله بن أبي زكرياء وأبي الزبير المكّي ويحيى بن الحارث الذماري ومكحول وغيرهم . وروى عنه الثوري وشعبة ووكيع وابن مهدي وأبو مسهر والوليدان ابن مسلم وابن مزيد وأبو إسحاق الفزاري وعبد الرزّاق بن همام وغيرهم . وروى لَهُ مسلم والأربعة . قال الحاكم أبو عبد الله : سعيد بن عبد العزيز لأهل الشام كما لَكَ بن أنس لأهل المدينة فِي التقدّم والفضل والفقه والأمانة . واختُلف فِي موته ! .
فقيل : فِي سنة سبع وستّين وقيل : سنة تسع وخمسين وسنة ثلاث وستّين وسنة أربع وستّين وسنة تسع وستّين وسنة ثمان وستّين ومائة .
المشربش المغنّي .
سعيد بن عبد العزيز بن عبد الله الناتلي بالنون والألف والتاء ثالثة الحروف واللام أبو الفتوح المعني المعروف بالمشربش . وُلد سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة . وتوفيّ بتُستَر سنة مائة . كَانَ مشهوراً بصنعة العناء وجودته ومعرفة الألحان وَلَهُ اختصاص بالأكابر والأعيان ونادم الملوك وحفظ كثيراً من الحكايات والنوادر والأشعار وأسنّ وترك العناء .
النيلي النيسابوري .
سعيد بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمّد بن إبراهيم بن عبد المؤمن بن طيفور بن أبي سهل النيلي النيسابوري . كَانَ أديباً نحوّياً فقيهاً طبيباً توفيّ سنة عشرين وأربع مائة . ومن شعره من الخفيف : .
يَا مُفَدَّى العذارِ والخدِّ والقَدّ ... بِنَفْسِي وَما أراها كَثيراً .
ومُعِيري مِنْ سُقْم عَينَيَّهِ سُقْماً ... دُمتُ مُضْنًى بِهِ وَدُمْتَ مُعيرا .
إسِقني الراحَ تَشْفِ لوعةَ قلبٍ ... باتَ مُذْبِنْتَ للهُموم سَميرا .
هي فِي الكأسِ خَمْرةٌ فإذا مَا ... أُفرِغَتْ فِي الحَشَا استحالت سُرورا .
وللنيلي من الكتب : اختصار المسائل لحُنَين تلخيص شرح جالينوس لكتاب الفصول مع نُكّت من شرح الرازي .
ابن عبد الملك بن مروان