إنّه قَدْ رام منّي خطّةً ... لَمْ يَرُمْها قَبْلَهُ منّي أحَدُ .
فقال : وَمَا هي ؟ فقال : .
رامَ بِي جَهْلاً وجَهْلاً بأبي ... يُدخِلُ الأفْعَى إلىَ خِيس الأسَدِ .
فضحك هشام وقال : لو فعلت بِهِ شيئاً لَمْ أنكر عَلَيْكَ .
ومن شعره من الكامل : .
بَرج الخَفاءُ فأيّ مَا بِكَ تكتُمُ ... ولسَوْفَ يَظْهَر مَا تُسِرُّ فيُعْلَمُ .
حُمَّلْتَ سُقْماً عَنْ عَلائِقِ حُبِّها ... والحُبُّ يَعْلَقُهُ الصَحِيحُ فَيَسْقَمُ .
عُلْوِيَّةٌ أمْسَتْ وَدُونَ مَزارِها ... مِضْمارُ مِصْرَ وَعَائِذٌ والقُلْزُمُ .
قَالَتْ وماءُ العَينِ يَغْسِلُ كُحْلَها ... عِنْد الفِراقِ بِمُسْتَعلَّ يَسْجُمُ .
يَا لَيْتَ أنَّكَ يَا سَعيدُ بِأرْضِنا ... تُلْقي المَراسِيَ ثاوياً وتُخَيِّمُ .
لا تَرْجعَنَّ إلى الحِجازِ فَإنَّهُ ... بَلَدٌ بِهِ عَيْشُ الكَرِيمِ مُذَمَّمُ .
وَهَلُمَّ جَاوِرْنا فَقُلْتُ لَهَا اقْصري ... عيشي بِطَيْبَةَ وَيْحَ غَيِرْكِ أنْعَمُ .
إنَّ الحَمامَ إلى الحِجازَ يَشُوقنِي ... وَيهِيجُ لِي طَرَباً إذا يَتَرَنَّمُ .
وَالبَرْق حِين أشِيمُه مَتَيَامِناً ... وَجَنائِب الأرْواحِ حِين تُنَسِّمُ .
لَوْ لَحَّ ذُو قَسَمٍ عَلىَ أنْ لَم يَكُنُ ... فِي الناسِ مُشْبِهُها لبَرَّ المُقْسِمُ .
أبو عثمان القرشي الأموي .
سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس أبو عثمان القرشي الأموي من أهل البصرة . كَانَ جواداً ممدَّحاً . وفد عَلَى سليمان بن عبد الملك فلمّا رآه من بعيد نادى من الكامل : .
إنّي سَمِعْتُ من الصَباحِ مُنادِياً ... يَا مَن يُعِينُ عَلَى الفَتَى المِعوانِ .
فأعطاه خمسة آلاف ألف وفيه يقول الراعي النميريّ من البسيط : .
لَوْلاَ سَعيدٌ أُرَجّي أنْ أُلاقِيَهُ ... مَا ضَمَّني فِي سَوادِ البَصرْةِ الدُورُ .
الواهِبُ البَخْتَ خُضْعاً فِي أزِمَّتِها ... والبِيضَ فَوْقَ تَراقِيها الدنانِيرُ .
وقال لَهُ أيضاً من البسيط : .
أَنْتَ ابنُ فَرْعَي قُرَيْشٍ لَوْ تُقايِسُها ... مَجْداً لَصارَ العَرْضُ والطُولُ .
إذا ذكرتُك لَمْ أهْجَعْ بِمَنْزِلَةٍ ... حَتّى أقولَ لأصْحابي بِهَا زُرلوا .
فأعطاه ثلاثة آلاف دينار .
الزبيدي قاضي الريّ .
سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي قاضي الريّ . كَانَ يروي المقاطيع . وثّقه أبو داود وروى لَهُ النسائي . وتوفيّ فِي حدود الستّين والمائة .
قاضي بغداد .
سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله القرشي الجمحي قاضي بغداد للرشيد كَانَ من جلّة العلماء وثّقة أحمد : قال : لَيْسَ بِهِ بأس ولينه الفسوي ووثّقه ابن معين . توفي سنة ستّ وسبعين ومائة وروى لَهُ مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة .
ابن عبد ربّه الطبيب .
سعيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمّد بن عبد ربّه وهو من بيت ابن عبد ربّه الأديب . كَانَ ابن عبد ربّه عمّه المشهور . وَكَانَ سعيد طبيباً فاضلاً وشاعراً محسناً . وَلَهُ فِي الطبّ تمكّن وتحقّق لمذاهب القدماء وَكَانَ مذهبه فِي مداواة الحميات أن يخلط من المبرّدات شيئاً وَلَهُ فِي ذَلِكَ مذهب جليل وَلَمْ يخدم بالطبّ سلطاناً وَكَانَ بصيراً بتقدمه المعرفة وتغيير الأهوية ومذهب الرياح وحركة الكواكب قال ابن جلجل : حدثني عنه سليمان بن أيّوب الفقيه ؛ قال : اعتللْتُ بحمى فطاولتْني وأشرفْتُ منها عَلَى العطب إذ مرّ بأبي وهو ناهض إلى صاحب المدينة أحمد بن عيسى فقام إليه وقضى واجب حقّه بالسلام عَلَيْهِ وسأله عن علّتي واستخبره عمّا عولج بِهِ فسفّه عِلاجَ مَن عالجه وبعث إلى أبي بثمان عشرة حبّةً من حبوب مدوّرة وأمر أن أشرب منها كلّ يوم حبّةً قال : فما استوعَبْتُها حَتَّى أقلعت الحمّى وبرئي برءاً تامّاً . وَلَهُ كتاب الانقرا باذين وتعاليق مجرّيات فِي الطبّ . وأرجوزة فِي الطبّ .
ومن شعره من الكامل :