سعيد بن عبد الله الحمصي المعروف بسعادة الضرير قال العماد الكاتب : كَانَ مملوكاً لبعض الدمشقيّين . سافر إلى مصر أوّل دولة الناصر بدمشق وعاد بوفرٍ وافر وغنىً ظاهر . كنتُ فِي دار العدل جالساً بَيْنَ يدي الملك الناصر بدمشق إذ حضر سعادة فوقف وانشد قصيدةً فِي عاشر شعبان سنة إحدى وسبعين وخمس مائة من الكامل : .
حَيَّتْكَ أعْطافُ القُدودِ بِبانِها ... لمَّا انْثَنَتْ تِيَهاً عَلى كُثبَانِها .
وَبِما وَقَى العُنَّابُ مِنْ تُفّاحِها ... وَبِما حَمَاهُ اللاذُ مِن رُمَّانِها .
مِنْ كُلِّ رانيةٍ بِمُقْلّةِ جُؤذَرٍ ... يَبْدُو لَنا هَارُوتُ مِنْ أجْفانِها .
وَافَتْكَ حامِلَةُ الهِلالِ بِصَعْدةٍ ... جَعَلتْ لَواحِظَها مَكانَ سِنانِها .
حُورِيَّةٌ تَسْقِيكَ جَنَّةَ ثَغْرِها ... مِنْ كَوثَرٍ أجْرَتْهُ فَوْقَ جُمانِها .
نَزَلَتْ بَواديها مَنازِلَ جِلَّقٍ ... فَاسْتَوْطَنَتْ بِالفيحِ مِنْ أوْطَانِها .
فَالقَصرِ فالشَرَفَين فَالمَرْج الَّذِي ... تَحْدو مُحاسِنها عَلَى استِحسانها .
أبو الرضا الشهرزوري .
سعيد بن عبد الله بن القاسم بن المظفّر الشهروزي أبو الرضا الموصلي أخو كمال الدين من بيت مشهور بالعلم والرياسة والقضاء وتقدّم ذكر أخيه فِي المحمّدين سمع طاهر بن زاهر الشحّامي ومحمّد بن عبد الباقي الأنصاري وإسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي . وتوجّه إلى خراسان وقرأ بِهَا الفقه عَلَى محمّد بن يحيى وسمع بِهَا الحديث من جماعة . وقدم بغداد رسولاً من صاحب الموصل وحدّث هناك سنة ستّ وسبعين وخمس مائة . وتوفيّ فِي هَذِهِ السنة . وَكَانَ أمير أهل بيته يعرف المذهب والخلاف ويكتب خطّاً حسناً . وَكَانَ نزهاً كثير الصدقة مقبلاً عَلَى أهل الخير .
؟ القرشي النحوي .
سعيد بن عبد الله بن دحيم أبو عثمان الأزدي القرشي النحوي نزيل إشبيليّة . كَانَ إماماً فِي معرفة سيبويه بارعاً فِي اللغة والشعر أخبارّياً . توفيّ فِي سنة تسع وعشرين وأربع مائة .
؟ ؟ نجم الدين الدِهلي .
سعيد بن عبد الله الإمام العالم نجم الدين أبو الخير الدهلي الحنبلي الحريري الجلالي صنعةً نشأ ببغداد وارتحل إلى مصر والثغر وغيرهما وسمع وقرأ وتعب وحصّل الأجزاء وقدم دمشق مرّات وهو اليومَ مُقيم بِهَا . أكثر عن بنت الكمال وابن الرضى وخلق . وَلَهُ عمل جيّد وهمّة عالية لَيْسَ لَنَا اليوم فِي الشام مثله فِي التراجم وأسماء الرجال وتنقّل الخلاف فِي الوفيات وغيرها ؛ فهو حافظ الشام بعد الذهبي وَلَهُ تواليف كتب عَلَيْهَا التقريظ أنا وغيري نظماً ونثراً وسمع عليّ بعض تواليفي . قال : الشيخ شمس الدين : سمع المزّي من السروجي عنه ومولده سنة اثنتي عشرة وسبع مائة ومن تصانيفه تفتّت الأكباد فِي واقعة بغداد .
ابن عبد الرحمن الأنصاري .
سعيد بن عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت أبو عبد الرحمن الأنصاري شاعر ابن شاعر ابن شاعر ثلاثة . تقدّم ذكره جدّه . حدّث عن ابن عمر وجابر وعكرمة وأبيه وروى عنه ابن إسحاق وغيره . قال يحيى بن معين فِي تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : سعيد بن عبد الرحمن وأمّه أمّ ولد وَكَانَ قليل الحديث شاعراً كَانَ حسّان قَدْ صنع بيتاً وأُعجب بِهِ قال من الطويل : .
وإنّ امرءاً يُمسِي وَيُصْبِحُ سالمِاً إلاّ مَا جَنَى لَسَعيدُ .
ثُمَّ صنع ابنه عبد الرحمن كذلك فقال : .
وإنَّ امْرءَاً نالَ الغِنَى ثُمَّ لَمْ يَنَل ... صَدِيقاً ولا ذا حاجةٍ لَزَهيدُ .
ثُمَّ صنع ابنه سعيد بن عبد الرحمن كذلك فقال : .
وإنّ امرءاً لاحى الرجالَ عَلى الغِنَى ... ولَمْ يَسْألِ اللهَ الغِنَى لَحَسُودُ .
عن الزبير بن بكّار أن سعيداً وفد عَلَى هشام بن عبد الملك وَكَانَ جميل الوجه فجعل يختلف إلى عبد الصمد بن عبد الأعلى مؤدّب الوليد بن يزيد فأراده عَلَى نفسه وَكَانَ لوطيّاً زنديقاً فدخل سعيد عَلَى هشام مغضباً وهو يقول من الرمل : .
إنَّهُ واللهِ لَوْلاَ أنْتَ لَمْ ... يَنجُ منّي سالماً عبد الصمدْ .
فقال هشام : ولِمَ ذاك ؟ فقال :