قالَ ليِة أُحِبُّ تَغْيِيرَ رَسْمِي ... هَكَذا الرَسْمُ فِي طُلوعِ البُدوِر .
فاختلف الجماعة لمن هَذَا الشعر فقال بعضهم : للناجم وقال قوم : للعبّاس وذكروا جماعةً فقال : هو لي ثُمَّ أنشدنا من الخفيف : .
قُلْتُ لِلبَدْرِ حِينَ أعتَبَ زُرْني ... وَاشْمِتِ الهَجْرَ بالقلىَ والتجافي .
قالَ إنّي مَعَ العاءِ سَآتِي ... فَانْتَظِرْني وَلاَ تَخَفْ مِن خِلافي .
قُلْتُ يَا سَيِّدي فَإلاّ نهّاراً ... فَهْوَ أدْنَى لِقُربَةٍ الايتِلافِ .
قالَ لاَ أستَطِيعُ تَغْيِيرَ رَسْمٍ ... إنَّما البَدْرُ فِي الظلامِ يُوَافيِ .
قلت : كذا نقلت هَذِهِ الأبيات من نسخة صحيحة مقابلة وأرى الصواب فِي البيت الأوّل : " واشْمَتِ الوصلَ بالقلى والتجافي " . وَقَدْ جمع المعنَيين أبو العلاء المعرّي فِي قوله من الخفيف : .
هِيَ قَالَتْ لمّا رَأتْ شَيْبَ رَأْسِي ... وأرادَتْ تَنَكُّراً وازْوِرارا .
أنا بَدْرٌ وَقَدْ بَدا الصُبْحُ مِنْ شيَ ... بِكَ والصُبْحُ يَطْرُدُ الأقُمارا .
قُلْتُ لاَ بَلْ أراكِ فِي الحُسْنِ شَمْساً ... لا تُرَى فِي الدُجَى وَتَبْدُو نهَارا .
ابن أحمد .
أبو الحسن النهر فضلي .
سعيد بن أحمد بن سليمان أبو الحسن الضرير النهر فضلي . ونهر فضل أسفل واسط قدم بغداد وقرأ بِهَا القراآت وتفقّه لملك وسمع من أبي الخطّاب ابن البطر والحسين بن أحمد بن طلحة وأحمد بن الحسن بن خيرون وغيرهم . وروى عنه أبو سعد السمعاني والمبارك بن كامل الخفّاف . توفيّ سنة ست وثلاثين وخمس مائة .
أبو عثمان العيّار الصوفي .
سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم بن إشكاب أبو عثمان ابن أبي سعيد المعروف بالعّيار . من أهل نيسابور . أسمعه والدُهُ الكثيرّ فِي صِباه من أبي بكر محمّد بن محمّد بن الحسن بن عليّ بن بكر البزّاز وأبي الفضل عبد الله بن محمّد الفامي وأبي محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد بن مخلد الشيباني وسمع بمكّة وغيرها وعُمّر حَتَّى جاوز المائة وتفرّد بالرواية عن أشياخه وخرّج لَهُ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي " فوائد " فِي عشرين جزءاً انتقاها من أصوله وحدَّث بِهَا وبصحيح البخاري عن أبي عليّ الشبّوني وبغير ذَلِكَ من العوالي . وحدَّث بدمشق وبإصبهان ونيسابور وهرتة وغزنة . وروى عنه الكبار والأئمّة . وتوفيّ بغزنة سنة سبع وخمسين وأربع مائة .
النيلي المؤدّب .
سعيد بن أحمد بن مّي النيلي المؤدّب لَهُ شعر وأكثره مديح فِي أهل البيت Bهم قال العماد الكاتب : كَانَ مغالياً فِي التشيّع حالياً بالتورّع عالماً فِي الأدب معلّماً فِي المكتب مقدّماً فِي التعصّب ثُمَّ أسنّ حَتَّى جاوز حدّ الهرم وذهب بصره وعاد وجوده شبيه العدم وأناف عَلَى التسعين وآخر عهدي بِهِ فِي درب صالح ببغداد سنة اثنتين وستّين يعني : وخمس مائة ومن شعره من الكامل : .
قَمَرٌ أقامَ قِيامَتي بقوامِهِ ... لشمَ لا يَجودُ لِمُهجَتِي بذِمامِهِ .
ملكتهُ كَبدِي فَأَتْلَفَ مُهْجَتي ... بِجَمالِ بَهْجَتِهِ وَحسْنِ كَلامِهِ .
وَبَمِبْسَمي عَذْبٍ كَأنَّ رُضابهُ ... شَهدٌ مُدافٌ فِي عَبِير مُدامِهِ .
وَبِناظرٍ غَنِجِ وَطَرْفٍ أحْوَرٍ ... يُصْمِي القُلوبَ إذا رَنَا بِسِهامِهِ .
وَكَأَنَّ خَطَّ عِذارِه فِي حُسْنِهِ ... شَمْسٌ تَجَلَّتْ وَهْيَ لِثامِهِ .
فَالصُبْحُ يُسْفِرُ مِنْ ضِيَاءِ جَبِينِهِ ... وَالليْلُ يُقبل مِنْ أثِيثِ ظَلامِهِ .
والظَبْيُ لَيْسَ لحِاظُهُ كلِحاظِهِ ... والغُصْنُ لَيْسَ قوامُه كقَوامِهِ .
قَمَرٌ كَأنَّ الحُسْنَ يَعْشَقُ بَعْضَه ... بعضاً فَسَاعَدَه عَلَى قَسَّامِهِ .
فَالحُسْنُ عَنْ تِلْقَائه وَوَرائِهِ ... وَيَمينِهِ وَشمالِهِ وَأمامِهِ .
وَيكادُ مِنْ تَرَفٍ لِدِقَّةِ خَصرهِ ... يَنْقَدّ بالأردافِ عِنْدَ قِيامِهِ