كلما قالت الوزارة بالبر ... هان قال البرهان بالتقليد .
أبو العبّاس الإربليّ .
الخضر بن نصر بن عقيل بن نصرٍ أبو العبّاس الإربليّ الشَّافعيّ . كان عارفاً بالمذهب والفرائض والخلاف . اشتغل ببغداد على الكيا الهرّاسي وابن الشاشي ولقي عدةً من أشياخها . ورجع إلى إربل وبنى له بها الأمير أبو منصور شرفتكين الزَّيني صاحب إربل مدرسة القلعة . ودرَّس فيها زماناً وهو أول من درَّس بإربل . وله تصانيف حسان كثيرة في الفقه والتفسير وله كتاب ذكر فيه ستّاً وعشرين خطبةً للنبيّ A وكلها مسندة . وانتفع به خلق وكان صالحاً زاهداً وزعاً متقلِّلاً وممَّن تخرَّج عليه ضياء الدين أبو عمر وعثمان بن عيسى بن دراس الهذباني شارح المهذّب وابن أخيه عز الدين أبو القاسم نصر بن عيل وغيرهما . وولادته سنة ثمانٍ وسبعين وأربع مائة ووفاته سة سبعٍ وستين وخمس مائةٍ بإربل .
عماد الدين بن دبُّوقا .
الخضر بن سعد الله بن عيسى بن حيش عماد الدين الرَّبعيّ المعروف بابن دبُّوقا . أديب كاتب حسن العشرة كتب الإنشاء للمشدِّ علاء الدين الشقيريّ وولي مشارفة بعلبك ونكب وصودر . وله شعر روى عن البلداني وسمع منه البرزالي وتوفي سنة تسعٍ وثمانين وست مائة ومن شعره : من الكامل .
أترى الذي أحسنت فيه يقيني ... بالوصل يوماً من جفاه يقيني .
ظبيٌ من الأعراب تبريني ظبى ... ألحاظه لا من ظبا يبرين .
يا بدر كيف سكنت قلباً خافقاً ... أسمعت قطُّ بخافقٍ مسكون .
أسخطت حسّادي عليك لأجل ما ... علموا بأنّ سواك لا يرضيني .
يا غصن بان مذ تثنَّى مايساً ... هاجت عليه بلابلي وشجوني .
ولكم سلبت قلوبنا وعقولنا ... بفتور سحرٍ من فتون عيون .
كن كيف شئت فأنت دائي والدوا ... وهواك دنياي وخالص ديني .
أترى أراك مواصلي بعد الجفا ... يوماً وأقضي من رضاك ديوني .
وعليَّ ذاك اليوم شكران الرِّضى ... روحي وما حكمت عليه يميني .
كتب إليه الشيخ مجد الدين بن الظّهير الإربليّ ملغزاً : من مجزوء الخفيف .
إسم من قد هويته ... ظاهرٌ غير طاهر .
قسم البعد قلبه ... بين قلبي وناظري .
فأجابه عماد الدين : من السريع .
مولاي هذا لغز حلُّه ... ما حلَّ عندي منه تشويش .
إن كانقد أخفي عني فقد ... دلَّ بمعناه قراقوش .
الملك المسعود .
خضر بن بيبرس الملك المسعود ابن الملك الظاهر . تملَّك الكرك بعد أخيه الملك السعيد ثم اقتضت الآراء إبعاده مع أخيه سلامش إلى بلاد الأشكري النصرانيّ . فأقام هناك دهراً وتوفي أخوه سلامش . وأحضر خضر وسكن مصر مدةً فقيل أنه سقي سنة ثمان وسبع مائةٍ رحمه اللاه . وكان من أحسن الرجال شكلاً وعقلاً ومات كهلاً . ولما ختنه والده الملك الظاهر قال محيي الدين بن عبد الظاهر : من الرجز .
هنِّئت بالعيد وما ... على الهناء أقتصر .
بل انها بشارةٌ لها ... الوجود مفتقر .
بفرحةٍ قد جمعت ... ما بين موسى والخضر .
قد هيّأت لوردكم ... ماء الحياة المنهمر .
المسند شمس الدين .
الخضر بن عبد الرحمن بن الخضر بن الحسين بن الخضر بن الحسين بن عبد الله بن عبدان الشيخ الأصيل شمس الدين بقيّة المسندين الدمشقيّ الكاتب . ارتزق بالخدم في جهات المكس وغيره ثم آخر عمره عزل وبطل . ولد سنة سبع عشرة وست مائة وتوفي سنة سبع مائةٍ وتفرّد بأشياء من المرويات والشيوخ . وروى عن النفيس ابن البنّ معارر بن عايد وعن ابن صصرى أبي القاسم وأبي الجد القزوينيّ وزين الأمناء والمعافى بن أبي السِّنان والمسلم المازني وابن غسّان . وحضر ابن أبي لقمة وأجاز له الموفق والفتح بن عبد السّلام وسمع منه خلق على ضعفه .
الحارثي خطيب دمشق