خالد بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة القرشيّ المخزوميّ ابن أبي أخي خالد بن الوليد . وأبوه أول من أحدث الدراسة بجامع دمشق . وفد خالد على الوليد بن عبد الملك فسابق الوليد بين الخيل وكان يجزع إذا سبق فجاء فرس خالد سابقاً فقال الوليد : لمن هذا الفرس ؟ فقال خالد : هذا فرس أمير المؤمنين التي أهديت له البارحة . فقال : وصل الله رحمك وقد قبلنا هديتك وسوَّغناك سبقك وعوَّضناك منه ألف دينار . ثم قتله مروان بن محمد في خلافته لأنه قاتله .
ابن يزيد بن معاوية .
خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أبو هاشم القرشيّ الأمويّ . كان من أعلم قريش بفنون العلم وله كلام في صناعة الكيمياء والطّبّ . كان بصيراً بهذين العلمين متقناً لهما وله رسائل دالة على معرفته وبراعته . وأخذ الكيمياء عن مريانس الراهب الرّوميّ وله فيها ثلاث رسائل تضمنت إحداها ما جرى له مع مريانس وصورة تعلُّمه منه والرموز التي أشار إليها وله فيها أشعار كثيرة مطولات ومقاطيع وله في غير ذلك أشعار منها : من الطويل .
تجول خلاخيل النِّساء ولا أرى ... لرملة خلخالاً يجول ولا قبا .
أحبُّ بني العوَّام من أجل حبِّها ... ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا .
وهي طويلة وله قصة مشهورة مع عبد الملك بن مروان . وكان له أخر يسمَّى عبد الله فجاءه يوماً وقال : إن الوليد بن عبد الملك يعبث بي ويحتقرني فدخل خالد على عبد الملك والوليد عنده فقال : يا أمير المؤمنين إن الوليد احتقر ابن عمه عبد الله واستصغره . وعبد الملك مطرق فرفع رأسه وقال : إنَّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذَّلةً فقال خالد : وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا متر فيها ففسقوا فيها فحقَّ عليها القول فدمَّرناها تدميرا . فقال عبد الملك : أفي عبد الله تكلمني ؟ والله لقد دخل عليَّ فما أقام لسانه لحناً . فقال خالد : أفعلى الوليد يعوَّل ؟ . فقال عبد الملك : إن كان الوليد يلحن فإن أخاه سليمان فقال خالد : وإن كان عبد الله يلحن فإن أخاه خالد فقال الوليد : أسكت يا خالد فوالله ما تعدّ في العير ولا في النفير فقال خالد : اسمع يا أمير المؤمنين ثم أقبل على الوليد وقال : ويحك ومن العير والنفير غيري ؟ أبو سفيان صاحب العير جدي وعتبة صاحب النفير جدي ولكن لو قلت غنيمات وحبيلات والطائف ورحم الله عثمان لقلنا : صدقت . قالشمس الدين ابن خلكان : والعير عير قريش التي أقبل بها أبو سفيان من الشام فخرج رسول الله A إليها هو والصحابة ليغنموها فبلغ الخبر أهل مكة فخرجوا ليدفعوا عن العير . وكان المقدَّم على القوم عتبة بن ربيعة . فلما وصلوا إلى المسلمين كانت وقعة بدر وكل واحد من أبي سفيان وعتبة جد خالد . أما أبو سفيان فمن جهة أبيه وأما عتبة فلأن ابنته هند هي أم معاوية جد خالد وقوله غنيمات وحبيلات إشارة إلى أن رسول الله A لما نفى الحكم بن أبي العاص إلى الطائف وهو جد عبد الملك كان يرعى الغنم ويأوي إلى حبيلة وهي الكرمة . ولم يزل كذلك حتى ولي عثمان الخلافة فرده . وكان الحكم عمه ويقال أن عثمان Bه كان رسول الله A قد أذن له في رده إن أفضى الأمر إليه . قال الزبير بن بكار : كان خالد وأخواه عبد الله وعبد الرحمن من صالحي القوم . جاءه رجل فقال له : قد قلت فيك بيتين قال : فأنشدهما قال : على حكمي ؟ قال : نعم فأنشده : من الطويل .
سألت النَّدى والجود حران أنتما ؟ ... فقالا جميعاً إنّنا لعبيد .
فقلت : فمن مولاكما فتطاولا ... عليَّ وقالا : خالد بن يزيد