خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة أبو سليمان القرشيّ المخزوميّ سيف الله . أسلم في هدنة الحيبية طوعاً في صفر سنة ثمان واستعمله رسول الله A في بعض مغازيه . واستعمله أبو بكر الصّديق على قتال مسيلمة ومن ارتدَّ من الأعراب بنجد ففتح الله على يديه . ثم وجهه إلى العراق ثم إلى الشام وأمَّره على جميع أمراء الشام إلى أن ولي عمر فعزله . وهو أحد الأمراء الذين ولوا فتح دمشق وأحد العشرة الذين انتهى إليهم الشرف من قريش من عشرة بطون ووصله الإسلام . كان مباركاً ميمون النقيبة هاجر بعد الحديبية هو وعمرو ابن العاص وعثمان بن طلحة فقال رسول الله A : رمتكم مكة بأفلاذ كبدها . ولم يزل يوليه رسول الله A الخيل ويكون في مقدمه في مهاجرة العرب وشهد فتح مكة ودخل الزبير بن العّوام في مقدمة رسول الله A من المهاجرين والأنصار من أعلى مكة وخالد من أسفلها . وأمه لبابة الصّغرى بنت الحارث أم بني العباس بن عبد المطلب . وقد جاء أنه شهد خيبر وكانت خيبر أول سنة سبع وقيل أسلم في صفر سنة ثمان . وقال الواقديّ : الثّبت عندنا أن خالداً لم يشهد خيبر . وقال عبد الرحمن بن أبي الزِّناد : كان خالد بن أبي الوليد يشبه عمر في خلقه وصفته فكلم علقمة بن علاثة عمر بن الخطّاب في السِّحر وهو يظنه خالد بن الوليد لشبهه به . وكان أخوه الوليد بن الوليد دخل في الإسلام قبله ودخل مع رسول الله A في عمرة القصبة وتغيَّب خالد فكتب إليه أخوه : إني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وعقلك عقلك ومثل الإسلام جهله أحد . وقد سألني رسول الله A فقال : أي خالد ؟ فقلت : يأتي الله به . فقال : ما مثل خالد جهل الإسلام ولو كان جعل يكاتبه وحده مع المسلمين على المشركين لكان خيراً له ولقدّمناه على غيره . فاستدرك يا أخي ما فاتك منه فقد فاتتك يا أخي مواطن صالحة . فوقع الإسلام في قلب خالد فاتَّعد هو وعثمان بن طلحة باجح وسارا منها فلقيهما عمرو بن العاص . فمضوا للإسلام وسرَّ رسول الله A بقدومهم . وقال خالد : ما زال يتبسَّم إليّ حتى وقفت عليه وقال : الحمد لله الذي هداك قد كنت أرى لك عقلاً ورجوت أن لا يسلومك إلا إلى خير . قلت : يا رسول الله قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك ومعانداً عن الحقّ فادع الله يغفرها . فقال : الإسلام يجبُّ ما كان قبله . وكان خالد يوم حنين في مقدمة رسول الله A في بني سليم وجرح فأتاه رسول الله A بعدما هزمت هوازن في رحله فنفث على دراحه فانطلق منها . وبعثه إلى العغميصاء وكان بها قوم فاستباحهم فادّعوا الإسلام فؤدّاهم رسول الله A . ثم حضر مؤتة فلما قتل الأمراء الثلاثة مال المسلمون إلى خالد فانحاز بهم . وبعثه إلى العزَّى فأبادها . وبعثه إلى دومة الجندل فسبا من سبا وصالحهم . وبعثه إلى بلحارث بن كعب إلى نجران أميراً وداعياً إلى الله . وحلق رسول الله A رأسه في حجَّة الوداع فأعطاه ناصيته وكانت في مقدم قلنسوته فكان لا يلقى أحداً إلا هزمه الله تعالى . وقال رسول الله A : اللهم هذا سيف من سيوفك فانتقم به . وفي رواية : نعم عبد الله وأخو العشيرة وسيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين . وكان عمر يكلم أبا بكر في عزل خالد لما حرّق المرتدِّين وقيل يوم مالك بن نويرة . وشهد قوم من السَّرية أنهم كانوا أذَّنوا وصلّوا . فقال عمر : إن في سيفه رهقاً . فقال أبو بكر : لا أشيم سيفاً سلَّه الله تعالى على الكفار حتى يكون الله يشيمه . وقال خالد : لقد قاتلت يوم مؤتة فاندقَّ في يدي تسعة أسياف فصبرت في يدي صحيفة لي يمانية . وقاتل يوم اليرموك قتالاً شديداً قتل أحد عشر قتيلاً منهم بطريقان . وكان يرتجز ويقول : .
أضربهم بصارمٍ مهنَّد ... ضرب صليب الدين هادٍ مهتد