كأن الصُّبح مات له شقيق ... فمن حزنٍ تسربل بالحداد .
قال : وأنشدني الكاتبان أبو جعفر بن عبيد الأركشي وأبو إسحق ابن الفقيه الجيّاني قالا : أنشدنا القاضي أبو يحيى عتبة بن محمد بن عتبة الجراوي لحمدة هذه : من الطويل .
ولما أبى الواشون إلا فراقنا ... ومالهم عندي وعندك من ثار .
وشنُّوا على آذاننا كلَّ غارةٍ ... وقلَّت حماتي عند ذاك وأنصاري .
غزوتهم من قلتيك وأدمعي ... ومن نفسي بالسَّيف والسَّيل والنَّار .
وحدَّثني بعض قرابة الأمير أبي عبد الله بن سعدٍ أنَّ هذه الأبيات لمهجة بنت عبد الرزاق الغرناطيّة . وعاصرت حمدة هذه نزهون بنت القليعي الغرناطية . وسيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى في حرف النون في مكانه .
الواعظة الهيتيَّة .
حمدة بنت واثقبن عليّ بن عبد الله الواعظة الهيتيَّة . نزلت بغداد وسكنت بباب المراتب . وكانت تعقد مجلس الوعظ وسمعت أبا بكرٍ أحمد بن عليّ بن بدران الحلوانيّ . وروى عنها ابن السَّمعانيّ . قال محبّ الدين ابن النجار قال أبو سعدٍ ابن السَّمعاني : كانت تحضر معنا السَّماع عند أبي القاسم بن السَّمرقندي لأنها من جيرانه . وسألتها عن مولدها فقالت : سنة ست وستين وأربع مائة .
حمدون .
القصَّار .
حمدون القصَّار بن أحمد بن عمارة . كان فقيهاً على مذهب سفيان الثوريّ . وكان من الأبدال . توفي في عشر الثمانين والمائتين .
حمدون الحامض .
حمدون الحامض هو أبو أبي العبر المقدَّم ذكره في المحمَّدين . انتقص علياً فرماه الشّيعة من فوق سطحٍ فمات .
النديم أبو عبد الله .
حمدون بن إسماعيل بن داود الكاتب أبو عبد الله النَّديم . كان راويةً للأخبار والأشعار نديماً للخلفاء . نادم المعتصم ومن بعده إلى أن توفي في خلافة المعتزّ سنة أربع وخمسين ومائتين . وكان جواداً ومن شعره وقد ولاَّه المتوكل موضع الرَّسق وهو الشِّيز من أذربيجان : من المضارع .
ولاية الشِّيز عزلٌ ... والعزل عنها ولايه .
فولِّني العزل عنها ... إن كنت بن ذا عنايه .
الطَّبيب المغربيّ .
حمدون بن أثا كان في أيام الأمير محمد بن عبد الرّحمن الأوسط . وكان طبيباً حاذقاً مجرِّباً . وكان صهر بني خالد وكان لا يركب الدوَّاب إلا من نتاجه ولا يأكل إلاّ من زرعه ولا يلبس إلا من كتَّان ضيعته ولا يستخدم إلا من تيلادة أولاد عبيده .
الألقاب .
ابن حمدون جماعة منهم : صاحب التَّذكرة واسمه محمد بن الحسن بن محمد . ومنهم الحسن بن محمد بن الحسن الكاتب الشاعر . ومنهم عبد الله ابن حمدون . ومنهم أبو الفضل العباس . ومنهم محمد بن الحسن أخو صاحب التَّذكرة . ومنهم جعفر بن حمدون .
الحمدونيّ : إسماعيل بن إبراهيم .
الحمدونيّ الشَّافعي : يحيى بن عليّ .
ابن حمديس الصِّقلِّي الشاعر : عبد الجبَّار بن عبد الله .
حمدين .
المنصور بالله قاضي قرطبة .
حمدين بن محمد بن عليّ بن محمد بن عبد العزيز بن حمدين الثَّعلبيّ القرطبي أبو جعفرٍ قاضي الجامعة بقرطبة . سمع أباه وولي القضاء سنة تسعٍ وعشرين وخمس مائة بعد مقتل أبي عبد الله بن الحاجّ . وكان من بيت خشمةٍ وجلالة . صارت إليه الرياسة عند اختلال أمر الملثَّمين وقيام ابن قسيّ عليهم بغرب الأندلس وهو حينئذٍ على قضاء قرطبة . ودعي له بالإمارة في رمضان سنة تسعٍ وثلاثين وتسمَّى بأمير المسلمين المنصور بالله ودعي له على أكثر منابر الأندلس . وقيل أن مدة دولته كانت أربعة عشر يوماً وتعاورته المحن . فخرج إلى العدوة في قصصٍ طويلةٍ ثم قفل ونزل مالقة إلى أن توفي سنة ثمان وأربعين وخمس مائة . وأما ابن قسيّ فإنه خرج بغرب الأندلس واسمه أحمد وكان في أول أمره يدَّعي الولاية . وكان ذا حيل وشعبذةٍ ومعرفة بالبلاغة . وقام بحصن مارتلة ثم اختلف عليه أصحابه ودسُّوا عليه من أخرجه من الحصن بحيلة . وأسموا الحصن إلى الموحَّدين فأتوا به عبد المؤمن فقال له : بلغني عنك أنَّك دعيت إلى الهداية . فقال : أليس الفجر فجرين كاذب وصادق ؟ فأنا كنت الفجر الكاذب . فضحك عبد المؤمن وعفا عنه . ولم يزل بحضرته إلى أن قتله صاحب له .
حمران .
مولى عثمان