وعداوة الشعراء داءٌ معضلٌ ... ولقد يهون على الكريم علاجه .
فأرسل في الوقت من جاء به واعتذر إليه جعل ينشد : وعداوة الشُّعراء داءٌ معضلٌ ثم برَّه وأغناه ووصله وأرضاه . ومن شعره : من الطويل .
وأنكر جاراتي خضاب ذؤابتي ... وهنَّ به حلَّين بيض الأنامل .
فيا عجباً منهنَّ ينكرن باطلاً ... عليَّ وما يخلبن إلا بباطل .
قلت : شعر جيد .
وزير عضد الدولة .
حمد بن محمد أبو الرَّيَّان الوزير الإصبهانيّ . وكان خاله أبو القاسم الواذاري أستاذ دار الملك عضد الدولة أبي شجاع . فلما توفي قلَّده عضد الدولة ما كان إليه . فلما أخرج عضد الدولة أبا القاسم المطهَّر بن عبد الله وزيره إلى البطائح لأخذها عند وفاة عمران بن شاهين استخلف له أبا الريَّان بحضرته . ولم يكن له بضاعة في الكتابة ولا دربة بالأعمال ولكن دبَّر ذلك بعقله . فلما توفي عضد الدولة قبض عليه الغد من موته . ثم استدعاه صمام الدولة أبو كاليجار ابن عضد الدولة وقلَّده الوزارة وخلع عليه . فدبَّر الأمور سبعة أشهر وتسعة أيام . ثم قبض عليه وسلَّمه إلى أبي الفضل المظفَّر بن محمود الحاجب وهو عدوه فقتله . ولما ورد شرف الدولة أبو الفوارس بن عضد الدولة بحث عن أمره فأخرجه بقيوده مدفوناً في دار الحاجب فسلَّمه إلى أهله . وكانت قتله سنة خمس وسبعين وثلاث مائة .
الجزريّ الأديب .
حمد بن محمد الجزريّ الأديب الشَّاعر الصالح الديِّن المتعفّف . كان يعمل المكاكي ويتصدَّق وكان شيعياً غالياً . وله قصيدة أولها : من السريع .
نار غرامي فيك ما تنطفي ... ووجد قلبي فيك ما يشتفي .
والجسم في حبِّك أضحى وقد ... أذابه السُّقم فلم يعرف .
يا رشأ تفعل ألحاظه ... في القلب فعل الصّارم المرهف .
وهي طويلة فيها أنواع من الرَّفض . وكان أهل الجزيرة أكراداً ويقول خطيبهم : اللَّهم ارض عن معاوية الخال ويزيد المفضال . وكان حمد يتألم من ذلك . وكان الأكراد يكفِّرونه ويمقتونه . وتوفي سنة إحدى وخمسين وست مائة .
الخطَّابي .
حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطَّاب الإمام أبو سليمان الخطَّابي تقدم في الأحمدين .
حمدان .
إبن سهل الحافظ .
حمدان بن سهل الحافظ توفي سنة ستين ومائتين .
ابن ناصر الدولة .
حمدان ابن ناصر الدَّولة . قال الوحيد الآتي ذكره يهجوه : من الكامل .
فقرٌ بوجهك ليس تبرح شاكياً ... فتكون مبتسماً كأنَّك عابس .
وإذا بسطت يداً كأنَّك قابضٌ ... وإذا تقوم حسبت أنك جالس .
مستوحشٌ من كلّ خيرٍ يرتجى ... وكلِّ مخزيةٍ وعارٍ آنس .
الجرّار .
حمدان بن الحسن الجرّار . ذكره أبو عبد الله محمد بن داود بن الجرّاح الكاتب في كتاب الورقة في أخبار الشعراء المحدثين من جمعه . وذكر أنه بغداديّ ماجن معتضديّ . وهو القائل يهجو الشّنوفيّ : من المتقارب .
رأيت الشّنوفيّ لما هجا ... أناساً وحاول أمراً خطيراً .
كمثل النِّعاج تباري الذّئاب ... ومثل البغاث تباري الصُّقورا .
أبو حامد البخاريّ .
حمدان بن نيار البخاريّ : أبو حامدٍ توفي في حدود الثمانين والمائتين .
الألقاب .
الحمدانيّ الخوافيّ : عبد الله بن محمد .
حمدة .
الوادي آشيّة .
حمدة بنت زياد بن بقيّ العوفي بالفاء المؤدّب من أهل وادي آش . قال ابن الأبّار في تحفة القادم : إحدى المتأدِّبات المتصرِّفات المتغزِّلات المتعفِّفات . حدِّثت عن أبي الكرم جوديّ بن عبد الرحمن الأديب قال : أنشدني أبو القاسم بن البرَّاق قال : أنشدتني حمدة بنت زياد العوفيَّة وقد خرجت متنزِّهة بالرملة من وادي آش فرأت ذات وجه وسيم أعجبها فقالت : من الوافر .
أباح الدَّمع أسراري بوادي ... به للحسن آثارٌ بوادي .
فمن نهرٍ يطوف بكل روضٍ ... ومن روضٍ يطوف بكل واد .
ومن بين الظِّباء مهاة رملٍ ... سبت لبِّي وقد ملكت قيادي .
لها لحظٌ ترقِّده لأمرٍ ... وذاك اللحظ يمنعني رقادي .
إذا سدلت ذوائبها عليها ... رأيت البدر في جنح الدّآدي