حكيم بن حزام بن خويلد القرشيّ هو بفتح الحاء وكسر الكاف الأسديّ . عمته خديجة . وهو والد هشام . له صحبة ورواية وشرف في قومه وحشمة . حضر بدراً مشركاً وأسلم عام الفتح بالطريق قبل أن يدخل النبي A مكة . وشهد حنيناً وكان إذا اجتهد في يمينه قال : لا والّذي نجّاني يوم بدر من القتل وولد في جوف الكعبة . أسلم وله ستون سنة وكان من المؤلَّفة . أعتق في الجاهلية مائة رقبة وفي الإسلام مائة رقبة وهو أحد من دفن عثمان . ولما توفي الزبير قال لابنه : كم على أخي من الدَّين ؟ قال : ألف ألف درهم . قال عليَّ منها خمس مائة ألف درهم . توفي سنة أربع وخمسين وروى له الجماعة . وأعطاه النبي A مائة بعير وعاش مائةً وعشرين سنة . وكان أحد علماء قريش بالنَّسب . وعن الزهريّ أن حكيماً سأل رسول الله A عما يدخل الجنَّة قال : لا تسأل أحداً شيئاً . فكان حكيم لا يسأل خادمه أن يسقيه ماءً ولا يناوله ما يتوضأ به . وقيل أنه حضر يوم عرفة ومعه مائة رقبة ومائة بدنة ومائة بقرة ومائة شاة وقال : هذا كلُّه لله . فأعتق الرقاب وأمر بذلك فنحر . وباع دار الندوة من معاوية بمائة ألف درهم وقيل بأربعين ألف دينار وقال : والله إن أخذتها في الجاهلية إلا بزقِّ خمرٍ واشهدوا أن ثمنها في سبيل الله .
الأعور الكلبي .
حكيم بن عيَّاش الكلبيّ الأعور الشاعر . كان منقطعاً إلى بني أميِّة . وسكن المزَّة وانتقل إلى الكوفة . وله شعر يفخر فيه باليمن نقضه عليه الكميت بن زيد وافتخر بمضر . وهو الأعور الكلبيّ وبذلك يعرف وهو القائل : من الطويل .
صلبنا لكم زيداً على جذع نخلةٍ ... ولم نرد مهدياً على الجذع يصلب .
وقسم بعثمانٍ علياً سفاهةً ... وعثمان خيرٌ من عليٍّ وأطيب .
يريد زيد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب .
زوج عكرمة بن أبي جهل .
أم حكيم بنت الحارث بن هشام زوج عكرمة بن أبي جهل ابن عمها . أسلمت يوم الفتح واستأمنت النبي A لزوجها عكرمة بن أبي جهل . وكان قد فر إلى اليمن وخرجت في طلبه فردَّته وثبتا على نكاحهما . وقتل زوجها عنها بأجنادين فاعتدَّت اربعة أشهر وعشراً . وكان يزيد بن أبي سفيان يخطبها وخالد بن سعيد يرسل إليها يعرّض لها في الخطبة فخطبت إلى خالد بن سعيد فتزوجها على أربع مائة دينار . فلما نزل المسلمون على مرج الصُّفَّر وكان خالد شهد أجنادين وفحل ومرج الصُّفَّر فأراد أن يعرِّس بأمّ حكيم . فقالت له : لو أخّرت الدخول حتى يفضَّ الله هذه الجموع . فقال خالد : إنَّ نفسي تحدثني أني أصاب في جموعهم . قالت : فدونك فأعرس بها عند القنطرة التي بمرج الصُّفَّر وبها سمِّيت قنطرة أم حكيم . وأولم عليها ودعا أصحابه على طعام . فما فرغوا من الطعام حتى صفَّت الروم صفوفها وبرز خالد فقاتل حتى قتل C . وشدَّت أم حكيم عليها ثيابها وعات وإنّ عليها لدرع الخلوق وقتلت أم حكيم يومئذٍ سبعة من الروم بعمود الخيمة التي بات فيها خالد معرٍّساً .
بنت حرام .
أمُّ حكيم بنت حرام قال رسول الله A يوم بدر : من أسر أمَّ حكيم بنت حرام فليخل سبيلها . وكان رجل من الأنصار قد أسرها وشدها بذؤابتها . فلما سمع مناداة رسول الله A أطلقها . ولعلها أخت حكيم بن حزام .
بنت الزُّبيربن عبد المطَّلب .
أم حكيم بنت الزُّبير بن عبد المطلب أخت ضباعة بنت الزُّبير كانت تحت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلَّب . أسلمت وهاجرت . روت أن رسول الله A دخل على ضباعة بنت الزبير فنهش عندها كتفاً . ثم صلَّى وما توضَّأ من ذلك . روى عنها ابنها ابن أم حكيم .
الموصِّلة .
أم حكيم كانت تسمَّى الموصِّلة بنت الموصِّلة وقيل الواصلة بنت الواصلة لأنهما وصلتا الجمال بالكمال . وهي وأمها من أجمل نساء قريش . تزوجها هشام بن عبد الملك . وكانت منهومة بالشراب منهمكة عليه لا تكاد تصبر عنه . ولها كأس اشتهرت بين الشعراء . ومازالت في خزائن الخلفاء وفيها يقول الوليد : من الخفيف .
علِّلاني بعاتقان الكروم ... واسقياني بكأس أمِّ حكيم .
إنَّما تشرب المدامة صرفاً ... في إناءٍ من الزّجاج عظيم