حسين بن ملاعبٍ جناح الدولة صاحب حمص . كان مجاهداً شجاعاً يباشر الحروب بنفسه . نزل من قلعة حمص يوم الجمعة للصلاة وحوله غلمانه بالسلاح . فلما حصل بمصلاَّه وثب عليه ثلاثة من الباطنية العجم ومعهم شيخ فجعلوا يدعون له ويستمنحونه وهم في زيِّ الفقراء وضربوه بالسكاكين فقتلوه وقتلوا معه جماعةً من أصحابه . وكان في الجامع عشرة من صوفيَّة العجم فقتلوا مظلومين عن آخرهم . واضطرب أهل حمص وراسلوا طغتكين ودقاقاً يلتمسون إنفاذ نائبٍ بتسليم القلعة قبل مجيء الفرنج . فسار طغنكين ودقاق إلى حمص وصعدا القلعة . وجاء الفرنج إلى الرّستن . فحين عرفوا ذلك تفرقوا . وكان ذلك سنة خمسٍ وتسعين وأربع مائة .
الأيدبني قاضي نهاوند .
الحسين بن نصر بن عبيد الله بن عمر بن محمد بن علاَّن بن عمران النهاوندي أو عبد الله ابن أبي الفتح . كان والده يلقَّب بالمرهف من نهاوند . وولد الحسين هذا بديار بكر بموضعٍ من الهكَّاريَّة يعرف بأيدبن بهمةٍ مفتوحةٍ وياءٍ آخر الحروف ساكنة ودالٍ مهملةٍ بعدها باء موحَّدة ونون سمع بآمد محمد بن هبة الله ابن يحيى الموصلّ . وقدم بغداد شاباً ولازم أبا إسحاق الشيرازي . وتفقَّه عليه وبرع في الأصول والفروع والخلاف . وسمع من الحسن بن عليّ الجوهريّ والقاضي أبي يعلى محمد بن الحسن بن الفّراء وأحمد بن محمد بن النقّور وأبي بكرٍ الخطيب وغيرهم . وولي قضاء نهاوند مدةً . ثم قدم بغداد وحدّث بها وسمع منه أبو نصرٍ محمود بن الفضل وأبو طاهرٍ أحمد السِّلفي وغيرهما . مولده سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة وتوفي سنة تسعٍ وخمس مائة .
الجهنيّ قاضي الرَّحبة .
الحسين بن نصر بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن القاسم بن خميسٍ بن عامرٍ الجهنيّ الكعبي . أبو عبد الله الموصلي دخل بغداد بعد الثمانين وأربع مائةٍ وقرأ الفقه على الغزالي وسمع من النقيب طرّاد الزَّينبي وأبي الخطاب بن البطر والحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة وغيرهم . وسمع بالموصل وولي القضاء برحبة مالك بن طوقٍ مدةً . ورجع إلى الموصل وقدم بغداد وحدّث بها وله من المصنفات : منهج التوحيد منهج المريد تحريك الغيبة أخبار المنامات لؤلؤة المناسك مناقب الأبرار محاسن الأخيار فرح الموضح على مذهب زيد بن ثابت . وكان يلقَّب مجد الدين تاج الإسلام . توفي سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة .
الحسين بن هبة الله .
ابن رطبة الشِّيعيّ .
الحسين بن هبة الله بن رطبة واحدة الرُّطب : أبو عبد الله . من أهل سورا من أعمال الحلَّة السَّيفيَّة . كان من فقهاء الشيعة ومشايخهم . قدم بغداد وجالس أبا محمد ابن الخشاَّب . وروى أمالي أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي عن ابنه أبي عليّ الحسن عنه واشتغل بالحلَّة وسورا وتوفي سنة تسعٍ وسبعين وخمس مائة .
المسند أبو القاسم ابن صصرى .
الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن صصرى . القاضي شمس الدين أبو القاسم ابن الشيخ الرئيس أبي الغنائم التغلبيّ البلديّ الأصل الدمشقي أخو الحافظ أبي المواهب وقد تقدّم في الحسن ولد أبو القاسم بل الأربعين وخمس مائةٍ وسمع أباه وجدَّه لأمه أبا المكارم عبد الواحد بن هلال . وسمع من جماعةٍ كبيرة . وأجاز له جماعة . وخرَّج له الشيخ البرزاليّ مشيخةً في سبعة عشر جزءاً بالسَّماع والإجازة . وكان عدلاً جليلاً صحيح الرواية قرأ شيئاً من الفقه على ابن أبي عصرون . وهو مسند الشام في زمانه وكان خالياً من معرفة الحديث وكان متموِّلاً ورزىء في ماله مرّاتٍ . وتوفي سنة ست وعشرين وستّ مائة .
النُّوريّ الضَّرير .
الحسين بن هدّاب بن محمد بن ثابت الدَّيريّ أبو عبد الله الضِّرير المقرىء . ويعرف بالنوريّ نسبةً إلى النُّورية قرية على السِّيب من الحلة السَّيفية . والدير قرية من النُّعمانية . سكن بغداد وكان يقرىء النحو واللغة والقراءات ويحفظ عدة دواوين من شعر العرب . وكان متفنناً فقهياً شافعياً عفيفاً صيِّناً كثير العبادة منعكفاً على إقراء القرآن ونشر العلم . قرأ بالروايات على أبي العز محمد بن الحسين بن بندارٍ الواسطيّ وأبي بكرٍ محمد بن الحسين بن علي المرزفيّ وقرأ عليه جماعة وحدّث بكتاب الوقف والابتداء لأبي بكر بن الأنباريّ عن المرزفي توفي سنة اثنتين وستين وخمس مائة ببغداد