وشتَّان ما بين الثريا إلى الثرى ... وأين السُّهى من طلعة القمر البدر .
وهي : من الطويل .
ذكرت ولم أنس الزمان الذي خلا ... فعاد غرامي مثلما كان أوَّلا .
وعاودني ذكرى حبيبٍ ومنزلٍ ... فوافقت من يبكي حبيباً ومنزلا .
أحنُّ وما يجدي الحنين وبين من ... أحبُّ وبيني الضَّعف والسِّنُّ والفلا .
إذا نهضت بي همَّة الشَّوق أقعدت ... عوائق أدناهنَّ يذبلن يذبلا .
فواهاً لأيام الشباب التي مضت ... وأبقت حنيناً بعدها ما انقضى ولا .
ولله عيشٌ مرَّ في مصر لم يرق ... لنفسي عيشٌ مذ تقضَّى ولا حلا .
وإخوان صدقٍ كنت منهم مجاوراً ... شموس الهدى سحب النَّدى شهب العلا .
علوا شرفاً سادوا نهىً كرموا ندىً ... زكوا سلفاً طالوا علاً كملوا حلا .
وعهدي بهم لا أبعد الله عهدهم ... يداوون داء الخطب أعيى وأعضلا .
يفون بحقِّ الجار والدهر غادرٌ ... ويسخون إذ يلفى الغمام مبخَّلا .
ويسري إلى عافيهم نشر جودهم ... فيهدي إليهم من أتاهم مؤمِّلا .
إذا ذكروا في مجلسٍ خلت ذكرهم ... بأرجائه مسكاً ذكياً ومندلا .
وأقربهم عهداً عليٌ فإنَّه مضى ... وبه عقد العلى قد تكمَّلا .
منها : .
فقد كان برّاً بي أراه على الذي ... يرى أنَّ فيه راحتي متطفِّلا .
وأورثني حبّ الشريف ابن أخته ... وحسبي بهذا منَّةً وتفضُّلا .
شهابٌ علا فوق العلا بمناسبٍ ... تطيل إليهنَّ النجوم تأمُّلا .
فلو فاضلته الشمس والبدر لاغتدى ... من الشمس أضوا أو من البدر أكملا .
هو ابن الأولى ما خاب في الحشر من بهم ... هناك إلى عفو الإله توسَّلا .
توقَّل في هضب السِّيادة ذروةً ... رأى مرتقىً في أفقها فتنقَّلا .
ولم يقتنع بالأصل حتى غدا له ... بآدابه في الناس علماً مكمَّلا .
فنظمٌ إذا ما الدرُّ قايسته به ... وأنصفته أضحى من الدرِّ أفضلا .
شهيٌّ إلى الأسماع ألطف مسلكاً ... من الماء معسول المدامة سلسلا .
وممتنعٌ سهلٌ بعيدٌ مناله ... قريب المدى لا يتعب المتأمِّلا .
وكتبت إليه من رحبة مالك بن طوق : من الخفيف .
ما لقلبي عن حبِّكم قطُّ سلوة ... كلُّ حالٍ منكم لدى الصَّبِّ حلوه .
إن بخلتم حاشاكم بوفاءٍ ... أو ثنتكم بعد التعطُّف قسوه .
فلكم قد قضى وما نقض العه ... د محبٌ ولي بذلك أسوه .
يا بن بنت النبيِّ قللي وقولي ... يا ابن بنت النبيِّ أفضل دعوه .
هل بدا في الوفاء منِّي نقصٌ ... أو جرى في الحفاظ منِّي هفوه .
فعلام الإعراض والصَّدُّ عمَّن ... لم يجد في سوى معاليك صبوه .
كيف أنسى ساعات وصلٍ تقضَّت ... وبعطفي منها بقيَّة نشوه .
ما خلت خلوةً ولم ألق فيها ... من عذارى حديثك العذب جلوه .
حيث لي من فنون نظمك والنث ... ر متى ما أردت كاسات قهوه .
ومعانٍ كالحور زفَّ حلاها ... منطقٌ تشخص الأفاضل نحوه .
كان في مصر لي بقربك أنسٌ ... عن أناسٍ لهم عن الخير نبوه .
وأرى رقَّة الحواشي التي عن ... دك تغني عمَّن غدا فيه جفوه .
وإذا ما أتيت ألفيت صدراً ... منك لي في حماه حظٌّ وحظوه .
واقتعدت الفخار بين البرايا ... وتسنَّمت في السِّيادة ذروه .
وأرى أنَّ لي إذا زرت أرضاً ... أنت فيها التَّشريف في كلِّ خطوه .
كيف لا والولاء في قومك الغرِّ ... أراه في الدين أوثق عروه .
منيتي أن أرى حماك بعيني ... لا أراك الحمى ولا دار علوه