لو تبظرمت جاز ذاك ولكن ... شرط ظرفيأن لا تجاوز حدِّي .
قد ترددت للزيارة شهري ... ن وباب الكشخان قفرٌ بردِّي .
فشتمت الرئيس لا التَّيس إذ يح ... جب مثلي ولا يرى حقَّ قصدي .
ووحقِّ الهوى لئن لم تجبني ... باعتذارٍ يزيل ضغني وحقدي .
لأميلنَّ عن هواك مالي ... فيه حظٌ لولا جنوني وردِّي .
كان عزمي في أن أعاتب صفعاً ... فاستحال العتاب شتماً لبعدي .
ومتى ما قدمت وفَّيتك الصَّف ... ع بشوقٍ فإنَّ وعدي نقدي .
فكتب البارع الجواب بقصيدة طويلة أولها : من الخفيف .
وصلت رقعة الشريف أبي يع ... لى فحلَّت محلَّ لقياه عندي .
فتلقَّيتها بأهلاً وسهلاً ... ثم ألصقتها بطرفي وخدِّي .
وفضضت الختام عنها فما ظن ... ك بالصَّاب إذ يشاب يشهد .
بين حلوٍ من العتاب ومرٍّ ... هو أولى به وهزلٍ وجدِّ .
وتجنٍّ عليَّ من غير جرمٍ ... بملامٍ يكاد يحرق جلدي .
يدَّعي أنَّني حجبت وقد زا ... ر مراراً حاشاه من قبح ردِّ .
ثم دع ذا ما للرياسة الحجِّ ... أبن لي من حلِّ أنفٍ وعقد .
فبماذا علمت بالله أني ... قد تنكَّرت أو تغيَّر عهدي ؟ .
من تراني عاملٌ أم وزيرٌ ... لأميرٍ أو عارضٌ للجند .
أنا إلاَّ ذاك الخليع الذي تع ... رف أرضى ولو بجرَّة دردي .
وإذا صحَّ لي مليحٌ فذاك ال ... يوم عيدي وصاحب الدًّست عبدي .
أتراني لو كنت في النار مع ها ... مان أنساك أو جنان الخلد .
أو لواني عصبت بالتاج أسلو ... ك ولو كنت عانياً في القدِّ .
أنا أضعاف ما عهدت على العه ... د وإن كنت لا تجازي بودّي .
منها : .
أم لأني قنعت من سائر النا ... س بزوجٍ من الكلام وفرد .
صان وجهي عن اللِّثام وأولا ... ني جميلاً منه إلى غير حدِّ .
فتعفَّفت واقتنعت بتدفي ... ع زماني وقلت إنِّي وحدي .
لا لأني أنفت مع ذا من الكد ... ية أين الكرام حتى أكدِّي .
ومن شعر البارع أيضاً : من السريع .
أفنيت ماء الوجه من طول ما ... أسأل من لا ماء في وجهه .
أنهي إليه شرح حالي الذي ... يا ليتني متُّ ولم أنهه .
فلم ينلني كرماً ورفده ... ولم أكد أسلم من جبهه .
والموت من دهرٍ نحاريره ... ممتدَّة الأيدي إلى بلهه .
وللبارع ديوان شعر وله كتاب الشمس المنيرة في القراءات السبع الشهيرة وأخذ القراءات عن الأشياخ الكبار . وروى عنه ابن عساكر وابن الجوزي وغيرهما . وتوفي سنة أربع وعشرين وخمس مائة .
؟ 33 القاضي حسين الحسين بن محمد بن أحمد القاضي أبو عليٍّ المروزيّ ويقال له المروالرُّوذي الشافعيّ فقيه خراسان في عصره . كان أحد أصحاب الوجوه . تفقَّه على أبي بكر القفَّال . وله : التَّعليق الكبير والفتاوى وعليه تفقَّه صاحب التتمة وصاحب التهذيب محيي السُّنَّة . وكان يقال له : حبر الأمة . ومما نقل في تعليقه أنَّ البيهقيّ نقل قولاً للشافعيّ : أنَّ الموذِّن إذا ترك الترجيع في الأذان لا يصحّ أذانه ووجوهه غريبة في المذهب وكل ما قاله إمام الحرمين في نهاية المطلب والغزالي في البسيط والوسيط . وقال القاضي : فهو المراد بالذِّكر لا سواه . وصنَّف في الأصول والفروع والخلاف . ولم يزل يحكم بين الناس ويدرِّس ويفتي . وتوفِّي سنة اثنتين وستين وأربع مائة .
أبو ثابت ابن زينة الحنفيّ