الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى بن مسلم الشيخ سراج الدّين أبو عبد الله ابن أبي بكر الرَّبعيّ الزَّبيديّ الأصل البغداديّ الفقيه الحنبلي البابصريّ الفرسيّ نسبةً إلى ربيعة الفرس . ولد سنة ستٍ وأربعين وخمس مائة وتوفِّي سنة إحدى وثلاثين وست مائة وسمع من أبي الوقت السجري وغيره وكان فقيهاً فاضلاً متديناً متواضعاً . درَّس بمدرسة الوزير عون الدين وفرح به الملك الأشرف لمَّا قدم وأخذه إلى القعة ولازمه وسمع منه الصحيح في أيامٍ يسيرةٍ . ثم نزل إلى دار الحديث الأشرفية وفد فتحت من نحو شهر فحشد الناس له وتزاحموا عليه وفرغوا عليه الصحيح في شوَّال . ثم حدَّث بالكتاب وبمسند الشافعيّ بالجبل . واشتهر اسمه وبعد صيته ثم سافر إلى بلده فدخل ممرَّضاً وتوفي ثالث عشرين صفر في التاريخ المذكور وقد حدَّث من بيته جماعة .
الحسين بن محمد .
الحافظ أبو عليٍّ ابن ماسرجس .
الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عيسى بن ماسرجس النَّيسابوري . كثير السَّماع والرِّحلة إلى الشام ومصر والعراق . سمع أباه وجدَّه وغيرهما . روى عنه الحاكم والسلمي وقال الحاكم : هو سيفنَّة عصره في كثرة الكتابة والسَّماع والرِّحلة وأثبت أصحابنا في السماع والأداء . وصنَّف المسند الكبير في الفٍ وثلاث مائة جزء مهذَّباً بالعلل . قال : وعندي أنَّه لم يصنَّف في الإسلام مسندٌ أكبر منه . قال الشيخ شمس الدين : وصنَّف الأبواب والشيوخ والتواريخ وجمع حديث الزهريّ جمعاً لم يسبقه إليه أحد . وكان يحفظه مثل الماء وصنَّف على البخاريّ كتاباً وعلى مسلمٍ كتاباً . وأدركته المنية فتوفي سنة خمسٍ وستين وثلاث مائة ومولده سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين .
ابوعليّ الجيَّانيّ المحدِّث .
الحسين بن محمد بن أحمد الغساني الجيَّاني الأندلسي المحدَّث . كان إماماً في الحديث والأدب وله كتاب مفيد سمَّاه : تقييد المهل وتمييز المشكل ضبط فيه كلَّ لفظٍ يقع في اللَّبس من رجال الصحيحين . وهو فيجزئين . وكان حسن الخطِّ جيِّد الضَّبط وله معرفة بالغريب والشعر والنَّسب . وكان يجلس في جامع قرطبة ويسمع منه أعيانها . ورحل الناس إليه وعوَّلوا عليه ولد سنة سبع وعشرين وأربع مائة وتوفي سنة ثمان وتسعين وأربع مائة .
أبوعبد الله الونِّي الفرضي .
الحسين بن محمد الونِّي بفتح الواو وتشديد النون الفرضي الحاسب كان إماماً في الفرائض وله فيها تصانيف كثيرة مليحة جوَّد فيها . وسمع الحديث من أصحاب أبي عليّ الصَّفَّار وغيرهم . وسمع منه أبو حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبريّ صاحب التلخيص في الحساب والخطيب التبريزيّ وغيرهما . وهو شيخ الخبريِّ في الحساب والفرائض وانتفع به خلق كثر . وتوفي شهيداً ببغداد في فتنة البساسيري سنة إحدى وخمسين وأربع مائة . وونُّ قرية من عمل قهستان .
البارع الدبَّاس .
الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عبيد الله بن القاسم البكريّ الدبَّباس المعروف بالبارع الشاعر النديم البغدادي . كان نحوياً لغوياً مقرئاً حسن المعرفة بصنوف الآداب . أقرأ القرآن خلقاً وهو من بيت الوزارة لأنَّ جدَّه القاسم كان وزير المعتضد والمكتفي بعده وهو الذي سمَّ ابن الرومي كما سيأتي وكان بين البارع وبين ابن الهبارية مداعبات لطيفة . فاتفق أنَّ البارع تعلق بخدمة بعض الأمراء وحجَّ . فلما عاد حضر غليه ابن الهبارية مراراً فلم يجده فكتب إليه قصيدةً طويلةً داليَّةً يعاتبه فيها ويشير إلى أن تغيَّر عليه بسبب الخدمة وأولها : من الخفيف .
يا ابن ودِّي وأين منِّي ابن ودي ... غيَّرت طرقه الرياسة بعدي .
صدَّ عني وليس أوَّل خلٍّ ... راع ودِّي منه بهجرٍ وصدِّ .
شغتله عني الرياسة فاستع ... لى فخليته وذلك جهدي .
افلما حججت لا قبل اللَّ ... ه تعالى مسعاك أنكرت عهدي .
أي حرب بيني وبينك هل أن ... ت سوى شاعر وإني مكدّي .
وحرم الزمان فهي يمينٌ ... برَّةٌ إنَّني سأفتح جندي .
وأجاريك بالتبظرم لو شئ ... ت بأصلي الزاكي وفضلي ومجدي