وما تركوا أوطانهم عن ملالةٍ ... ولكن حذاراً من شمات الأعاديا .
أيها السيد أمن العدل والإنصاف ومحاسن الشِّيم والأوصاف إكرام المهان وإذالة جواد الرِّهان ؟ يشبع في ساجوره كلب الزِّبل ويسغب في خيشه أبو الشِّبل : من الكامل .
للخطب والخطب البليغة أندب ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب .
من الطويل .
إذا حلَّ ذو نقصٍ محلَّة فاضلٍ ... وأصبح ربُّ الجاه غيروجيه .
فإنَّ حياة المرء غير شهيَّةٍ ... إليه وطعم الموت غير كريه .
أقول لنفسي الدنيَّة : هبي طال نومك واستيقظي لا عزَّ قومك أرضيت بالعطاء المنزور ؟ وقنعت بمواعيد الزور ؟ يقظةً فإنَّ الجدَّ قد هجع ونجعةً فمن أجدب انتجع . أعجزت في الإباء عن خلق الحرباء أدلى لساناً كالرشاء وتسنّم أعلى الأشياء ناط هيمته بالشمس مع بعدها عن اللمس . أنف من ضيق الوجار ففرَّخ في الأشجار . وسام البوس فغيَّر الملبوس وكره العيش المسخوط فاستبدل خوطاً بخوط فهو كالخطيب على الغصن الرَّطيب : من الطويل .
وإنَّ صريح الحزم والرأي لامريءٍ ... إذا بلغته الشَّمس أن يتحوَّلا .
وقد أصحب عبده هذه الأسطر شعراً يقصر فيه عن واجب الحمد وإن بنيت قافيته على المدِّ وما يعدُّ نفسه إلا كمهدي جلد السبنيِّ الأنمر إلى الديباج الأحمر . أين درُّ الحباب من ثغور الأحباب ؟ وأين الشراب من السَّراب ؟ . والرَّكيُّ من الواد ذي الموادِّ ؟ أتطلب الصَّباحة من العتم والفصاحة من الغتم . غلط من رأى الآل في البلد القيِّ فشبَّهه بهلهال الدَّبيقيِّ . هيهات أين مناسج الرِّياط بسيفي تنيس ودمياط . لا أقول إلاّ كما قال القائل : من الرمل .
من يساجلني يساجل ماجداً ... يملأ الدَّلو إلى عقد الكرب .
بل أضع نفسي في أقلِّ المواضع وأقول لمولاي قول الخاضع : من الطويل .
فأسبل عليها ستر معروفك الذي ... سترت به قدماً عليَّ عواري .
وها هي هذه : من الخفيف .
فيك برَّحت بالعذول إباءً ... وعصيت اللُّوًّام والنُّصحاء .
فانثنى العاذلون أخيب مني ... يوم أزمعتم الرحيل رجاء .
من مجيري من فاتر الطَّرف ألمى ... جمع النار خدُّه والماء .
فيه للَّيل والنهار صفاتٌ ... فلهذا سرَّ القلوب وساء .
لازمٌ شيمة الخلاف فإن لن ... تُ قسا أو دنوت منه تناءى .
يا غريب الصِّفات حقَّ لمن كا ... ن غريباً أن يرحم الغرباء .
حرباً من صدوده وتجنِّي ... ه وإشماته بي الأعداء .
وإذا ما كتمت ما بين الوج ... د أذاعته مقلتاي بكاء .
كعطايا سبا بن أحمد يخفي ... ها فتزداد شهرةً ونماء .
أريحيٌّ بهزُّه المدح للجو ... د وإن لم تمدحه جاد ابتداء .
ألمعيٌّ يكاد ينبيك عمَّا ... كان في الغيب فطنةً وذكاء .
وإذا أخلف السماء بأرضٍ ... أخلفت راحتاه ذاك السماء .
بندىً يخجل الغيوث انهمالاً ... وشذىً ينهل الرماح الظِّماء .
ما أبالي إذ أحسن الدهر فيه ... أحسن الدهر بالورى أم أساء .
أيها الطالب الغنى زره تظفر ... بعطاء يخجِّل الأنواء .
تلق منه المهذَب الماجد النَّد ... ب الكريم السَّميدع الأنَّاء .
إن سطا أرهب الضَّراغم في الآ ... جام أو جاد بخل الكرماء .
راحةٌ في النَّدى تسيل نضاراً ... وحسامٌ في الرَّوع يهمي دماء .
شيمٌ من ابيه أحمد ما ين ... فكُّ عنها تقيُّلاً واقتفاء .
يا با حميرٍ دعوتك للده ... ر فكنت امرءاً تجيب الدُّعاء .
قد تعاطى في المجد شأوك قومٌ ... عجزوا واحتملتبه العناء .
فأبى البخل أن يكونوا أماماً ... وأبى الجود أن يكون وراء .
شرفاً شامخاً ومجداً منيفاً ... عد ملياً وعزةً قعساء