وكان عليٌّ سماه جعفراً وقيل : حرباً فغيره رسول الله A .
وكان الحسين يشبه النبي A في النصف الأسفل من جسده والحسن Bه يشبه النصف الأعلى .
وقال رسول الله A : " حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً . حسين سبطٌ من الأسباط من أحبني فليحب حسيناً " . وكان يقول لفاطمة : " ادعي لي ابني " فيشمهما ويضمهما إليه .
وقد مرت الأحاديث التي يشترك هو وأخيه في فضلها في ترجمة أخيه الحسن Bهما .
وعن علي Bه أنه قال : " إن ابني هذا سيخرج من هذا الأمر وأشبه أهلي بي الحسين " .
وكان الحسن يقول للحسين : " وددت أن لي بعض شدة قلبك " فيقول الحسين : " وأنا وددت أن يكون لي بعض ما بسط لك من لسانك " .
وقال له أبو هريرة : " لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم " .
وكان على ميسرة أبيه يوم الجمل . وفيه يقول الشاعر : من البسيط .
مطهرون نقيات وجوههم ... تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا .
وكان النبي A قد أخبر أنه يقتل بأرض العراق بالطف بكربلاء وأتاه جبريل عليه السلام بتربة الأرض التي يقتل بها فشمها رسول الله A وأعطاها أم سلمة وقال لها : " إذا تحولت هذه التربة دماً فاعلمي أن ابني قتل " . ثم جعلت تنظر إليها وتقول : " إن يوماً تحولين دماً ليومٌ عظيمٌ " . فقتل يوم الجمعة وقيل يوم السبت يوم عاشوراء سنة ستين أو إحدى وستين أو اثنتين وستين للهجرة وله ست وخمسون سنة .
وكان أهل المدينة قد نصحوه وقالوا له : " تثبت فإن هذا موسم الحاج فإذا وصلوا اخطب في الناس وادعهم إلى نفسك فنبايعك نحن وأهل هذا الموسم ويتذكر بك الناس جدك ونمضي حينئذٍ في جملتهم في جماعة ومنعةٍ وسلاحٍ وعدة " فلم يصبر فلما كان في بعض الطريق لقيه الفرزدق الشاعر فقال الحسين : " يا أبا فراس كيف تركت الناس وراءك ؟ " فعلم عن أي شيء يسأله فقال : " يا ابن بنت رسول الله تركت القلوب معكم والسيوف مع بني أمية " . فقال : " ها إنها مملوءةٌ كتباً " وأشار إلى حقيبة كانت تحته . ثم كان ما كان .
وروي عن أبي سعيد المقبري قال : والله لرأيت حسيناً وإنه ليمشي بين رجلين يعتمد على هذا مرةً ومرةً على هذا حتى دخل مسجد رسول الله A وهو يقول : من الخفيف .
لا ذعرت السوام في غلس الصب ... ح مغيراً ولا دعوت يزيدا .
يوم أعطي مخافة الموت ضيماً ... والمنايا يرصدنني أن أحيدا .
قال : فعلمت عند ذلك أنه لا يلبث إلا قليلاً حتى يخرج . فما لبث حتى لحق بمكة لما أخذت البيعة ليزيد بن معاوية لم يبايعه الحسين .
وكان أهل الكوفة كتبوا إلى الحسين يدعونه إلى الخروج زمن معاوية وهو يأبى فقدم قومٌ منهم ثم غلب على رأيه فخرج ومعه من أهل المدينة تسعة عشر رجلاً نساء وصبيان وتبعه محمد بن الحنفية وأعلمه أن الخروج ليس برأي فأبى الحسين فحبس محمدٌ ولده .
وخرج من مكة متوجهاً إلى العراق في عشر ذي الحجة فكتب يزيد إلى عبيد الله بن زياد أن حسيناً صائرٌ إلى الكوفة وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان وبلدك من بين البلدان وعندها تعتق أو تعود عبداً .
فندب له عبيد الله بن زياد عمر بن سعد بن أبي وقاص فقاتلهم فقال الحسين : " يا عمر اختر مني إحدى ثلاث : إما تتركني أرجع أو تسيرني إلى يزيد فأضع يدي في يده فيحكم في ما يرى فإن أبيت فسيرني إلى الترك فأقاتلهم حتى أموت " . فأرسل عمر بذلك إلى ابن زياد فهم أن يسيره إلى يزيد فقال شمر بن ذي الجوشن : " لا أيها الأمير إلا أن ينزل على حكمك " . فأرسل إليه ؛ فقال الحسين : " والله لا أفعل " وأبطأ عمر عن قتاله فأرسل إليه ابن زياد شمراً وقال : " إن تقدم عمر وقاتل وإلا فاقتله وكن مكانه " .
فقاتلوه إلى أن أصابه سهمٌ في حنكه فسقط عن فرسه فنزل الشمر وقيل غيره فاحتز رأسه " إنا لله وإنا إليه راجعون "