" المتأخرون من فلاسفة الإسلام مثل : يعقوب بن إسحاق الكندي وحنين بن إسحاق ويحيى النحوي وأبي الفرح المفسر وأبي سليمان السجزي وأبي سليمان محمد بن مسعر المقدسي وأبي بكر ثابت بن قرة الحراني وأبي تمام يوسف بن محمد النيسابوري وأبي زيد أحمد بن سهل البلخي وأبي محارب الحسين بن سهل بن محارب القمي وأحمد بن الطيب السرخسي وطلحة بن محمد النسفي وأبي حامد أحمد بن محمد الإسفراييني وعيسى بن علي ابن عيسى الوزير وأبي علي أحمد بن محمد بن مسكويه وأبي زكريا يحيى ابن علي الصيمري وأبي الحسن العامري وأبي نصر محمد بن محمد بن طرخان الفارابي وغيرهم . وإنما علامة القوم : أبو عليٍّ الحسين بن عبد الله بن سينا ؛ كلهم قد سلكوا طريقة أرسطاليس في جميع ما ذهب إليه وانفرد به سوى كلماتٍ يسيرةٍ ربما رأوا فيها رأي أفلاطون والمتقدمين . ولما كانت طريقة ابن سينا أدق ونظره في الحقائق أغوص اخترت نقل طريقته من كتبه على إيجاز واختصار فإنها عيون كلامه ومتون مرامه وأعرضت عن نقل طرق الباقين . وكل الصيد في جوف الفرا " .
وقال القاضي شهاب الدين إبراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم المعروف بابن أبي الدم في كتاب : الفرق الإسلامية " " إلا أنه لم يقم أحدٌ من هؤلاء بعلم أرسطاليس مثل مقام أبي نصرٍ الفارابي وأبي علي بن سيناء ولا صنف أحدٌ منهم مثل تصانيفهما وكان الرئيس أبو علي بن سينا أقوم الرجلين بذلك وأعلمهما به " .
ثم قال فيما بعد : " واتفق العلماء على أن ابن سينا كان يقول بقدم العالم ونفى المعاد الجسماني وأثبت المعاد النفساني . ونقل عنه أنه قال : إن الله تعالى لا يعلم الجزئيات بعلمٍ جزئي وإنما يعلمها بعلمٍ كليٍّ . وقطع علماء زمانه ومن بعده الأئمة المعتبرة أقوالهم أصولاً وفروعاً من الحق بكفره وبكفر أبي نصرٍ الفارابي بهذه المسائل الثلاث واعتقاده فيها بما يخالف اعتقاد المسلمين " .
قلت : وكان رأيه في الفروع رأي الإمام أبي حنيفة .
ذكر تصانيفه : كتاب : الشفاء جمع فيه العلوم الأربعة وصنف طبيعياته وإلهياته في مدة عشرين يوماً بهمذان ولا مزيد لأحد على ما فيه من المنطق كتاب : اللواحق يذكر أنه شرحٌ للشفاء كتاب : الحاصل والمحصول صنفه أول عمره في قريب من وعشرون مجلدة كتاب : البر والإثم مجلدان كتاب : الإنصاف جمع فيه كتب أرسطو جميعها وأنصف فيه بين المشرقيين والمغربيين ضاع في نهب السلطان مسعود وهو في عشرين مجلداً كتاب : المجموع ويعرف بالحكمة العروضية صنفه لأبي حسن العروضي وعمره إحدى وعشرين سنة كتاب : القانون صنف بعضه بجرجان وتممه بالري وعول على أن يعمل له شرحاً .
قلت : وكان ينبغي أن يسمى هذا القانون : كتاب الشفاء لكونه في الطب وعلاج الأمراض . وأن يسمى : كتاب الشفاء : كتاب القانون ؛ لأن الشفاء فيه العلوم الأربع التي هي : الحكمة . والقانون هو الأمر الكلي الذي ينطبق على جميع جزئيات ذلك الشيء .
كتاب : الأوسط الجرجاني في المنطق كتاب : المبدأ والمعاد في النفس كتاب : الأرصاد الكلية كتاب المعاد كتاب : لسان العرب في اللغة عشر مجلدات لم ينقله من البياض كتاب : الإشارات والتنبيهات وهو آخر ما صنف وأجوده