وهي أبيات كثيرة . فقال : " قد أبحت أن يؤدب ولا يحتمل له مثل هذا القول " . وتقدم إلى ابن كلس بهذا وكان في قلبه عليه ما فيه وكان ابن بشر نحيف الجسم ضعيفه فتناوله وصفعه بدرة كانت محشوةً بالحصى فمات من ليلته بمحبسه فلما كان من الغد أنفذ العزيز يسأل عن خبره وتقدم بإخراجه وأن يخلع عليه ويعطى جائزة يستكف بها فأخبر بوفاته فساءه ذلك وأنكره .
الخالع الرافقي .
الحسين بن أبي جعفر بن محمد الخالع الرافقي ويقال إنه من ذرية معاوية Bه .
كان من كبار النحاة أخذ عن أبي سعيد السيرافي وأبي علي الفارسي .
وله من المصنفات : كتاب الشعراء وكتاب المواصلة والمفاصلة وكتاب الأمثال وكتاب الأودية والجبال وكتاب الرمال وكتاب تخيلات العرب وتفسير شعر أبي تمام وصناعة الشعر وغير ذلك . وكان من الشعراء المذكورين . كان موجوداً في عشر الثمانين وثلاثمائة .
عميد الجيوش .
الحسين بن أبي جعفر أستاذ هرمز أبو علي عميد الجيوش . ولد سنة خمسين وثلاثمائة . وتوفي سنة إحدى وأربعمائة .
كان أبوه من حجاب عضد الدولة وجعل ابنه أبا علي يرسم ابنه صمصام الدولة فخدم صمصام الدولة وبهاء الدولة وولاه العراق فقدمها سنة اثنتين وتسعين والفتن قائمةٌ والذعار يفتكون بالناس ففتك بهم وقتل وصلب وغرق خلقاً كثيراً فقامت الهيبة ومنع أهل الكرخ من النياحة يوم عاشوراء وأهل باب البصرة من زيادرة قبر مصعب بن الزبير .
وبلغ من هيبته أنه أعطى غلاماً له صينية فضة فيها دنانير وقال : خذها على رأسك وسر من النجمي إلى الماصر الأعلى فإن اعترضك معرضٌ فأعطه إياها واعرف المكان الذي أخذت منك فيه فجاء وقد انتصف الليل وقال : مشيت البلد جميعه ولم يلقني أحد عارضني فيها .
وسارت سمعة عدله وتمنى الناس في الأمصار أن يكونوا تحت كنفه .
ولما دخل عميد الجيوش بغداد كان ابن أبي طاهر المنجم قد قال : اقتضى حكم النجوم أن يقيم ببغداد ثماني سنين وشهوراً وبلغ عميد الجيوش ذلك فانزعج فقيل له : لا تلتفت إلى قول منجم . فكان الأمر كما قال . أقام على ولاية العراق ثماني سنين وأربعة أشهر وعشرة أيام ولما مات تولى أمره الرضى الموسوي ودفن بمقابر قريش .
أمير حسين بن جندر بك .
حسين بن جندر الأمير شرف الدين أمير حسين الرومي . كان وهو أمرد رأس مدرج لحسام الدين لاجين لما كان نائب الشام وكان يؤثره لأنه كان صياداً شجاعاً وكان يحبه لأجل أخيه الأمير مظفر الدين وربما تنادم معهما في الخلوة .
ولما ملك حسام الدين الديار المصرية طلبه إلى مصر وخلع عليه خلعةً لم يرضها ثم عاد إلى الشام وطلبه فيما أظن ثانياً ورسم له بعشرة فمات حسام الدين لاجين . فأقام بمصر حتى حضر الملك الناصر من الكرك فرسم له بالعشرة وحضر مع الأفرم فيما أظن إلى دمشق ثم أخذ الطبلخاناه ونادم الأفرم ولم يزل مع الأفرم بدمشق إلى أن هرب الأمراء كلهم وقفزوا إلى الكرك وهرب الأفرم فلحق بالملك الناصر ودخل معه وجهزه السلطان لإحضار المال من الكرك فتوجه هو والأمير سيف الدين تنكز C تعالى .
وتوجه مع السلطان إلى مصر ودخل عليه في الطريق بأنواع من الحيل إلى أن صار قريباً عنده وكان يقول يا خوند إن كنا ندخل مصر فهذ الطير يصيد ويرمي الصقر أو الجارح الذي يكون معه فيصيد فنزل من قلبه .
وكان الأمير شرف الدين محظوظاً في الصيد بالجوارح والضواري والنشاب لا يكاد يفوته منه شيء رأيت هذا منه مراراً عديدة لما كنت أسافر معه فإنني كتبت له الدرج وترسلت عنه وكان يستصحبني معه في أسفاره شاما ومصرا .
ثم إن السلطان أعطاه إمرة مائة وقدمه على ألف وأفرد له زاويةً من طيور الجوارح فكان أمير شكار مع الأمير كوجري .
وحضر مع السلطان إلى دمشق لما توجه إلى الحجاز . وأقام بدمشق لأنه وقع فانكسرت رجله . وكان الأمير سيف الدين تنكز يحضر إلى زيارته كل قليل .
ولما عاد السلطان عاد معه إلى مصر ولقى الحرمة الوافرة وحظي بالديار المصرية وكان ينتمي إلى الأمير سيف الدين طغاي وينبسط معه فحلا بقلب الخاصكية وسلم لذلك لما أمسك الأمير سيف الدين بكتمر الحاجب والأمير علاء الدين آيدغدي شقير . وما أعطاه الناس في تلك الواقعة سلامة