وكان يحضر مجلسه عشرة آلاف رجل واستعفي من القضاة قبل سنة عشرين وثلاثمائة . وكان محموداً في ولايته .
قال محمد بن الحسين الإسكاف : رأيت في النوم كأن قائلاً يقول : إن الله ليدفع البلاء عن أهل بغداد بالمحاملي . وحديثه بعلو عند سبط السلفي .
ابن إياز النحوي .
الحسين بن إياز - بألفين بينهما ياءٌ آخر الحروف وفي الآخر زاي - العلامة جمال الدين النحوي شيخ العربية بالمستنصرية ببغداد له مصنفات في النحو منها : كتاب المطارحة وجوده .
وكتب عنه أبو العلاء الفرضي وابن الفوطي وجماعة . وقرأ عليه الشيخ تاج الدين الأرموي . وتوفي سنة إحدى وثمانين وستمائة .
ومن شعره : .
... ... ... ... ... ... ... ... .
المصري .
الحسين بن بشر أبو القاسم المصري وهو غير الحسن بن بشر الآمدي .
قال ياقوت في معجم الشعراء : شاعر مشهور مذكور جيد الشعر عالي الطبقة مشهودٌ له بالفضيلة .
حدث أبو الخطاب الحبلي قال حدثني عبد المحسن الصوري قال : ما رأيت فيمن شاهدته من الشعراء أعلى طبقةً من ابن بشر ولا أحسن طريقةً . وشهادة عبد المحسن له بذلك مع تقدمه وفضله والإجماع على إحسانه فضيلةٌ له لا تجحد ومزية لا تدفع وشعره نحو خمسة آلاف بيت .
ومن شعره : من الطويل .
أيا دهر كم ترنو إليه تعجباً ... وتبسم ما يخفى بأنك عاشق .
وقد زفت الدنيا إليه بقوله ... متى صنتها عن طالبٍ فهي طالق .
ومنه : من الطويل .
حصلت من الدنيا على الشعر رتبةً ... قصاراي فيها أن يقال مجود .
فأكرمهم من برني باستماعه ... وأجودهم من قال شعرك جيد .
وقال عبد المحسن الصوري : كنت وابن بشرٍ نشرب في بعض الليالي وكان فضلٌ القائد قد ورد يافا ومعه عسكر عظيم وهو غلامٌ حسن الصورة حين بقل وجهه وإذا رسوله قد حضر يستدغي ابن بشر فمضى إليه ولم يكن بأسرع من أن عاد وقد أفاض عليه خلعةً سنيةً وحمله على بغلة بمركب ذهب فسألته عن الحال فقال : استدعاني وخاطبني بالجميل وقال : أنا أعرف لسانك وخبثه وأنه لا يسلم عليك أحدٌ وأحب أن تهب لي نفسي ولا تذكرني في شعرك وخلع علي هذه الملابس وحملني على هذا المركوب فدعوت له وشكرته وقلت : معاذ الله أن أفعل هذا أبداً .
وأخذنا فيما كنا فيه من الشرب فعمل في الحال : من مجزوء الرمل .
فضل في العالم فضلٌ ... ليس يحتاج إليه .
قائدٌ قام علينا ... حين سلمنا عليه .
ثغره الأشنب بالتق ... بيل أولى من يديه .
فقلت له : وفيت وما قصرت .
وولي بعض النواحي مشرفاً فخرج إليها راجلاً . فقال : من المتقارب .
أولى الخراج وكشف الضياع ... وذا الزي زيي وذي حالتي .
وأخشى إذا جئتهم راجلاً ... يظنونني بعض رجالتي .
وقال في الحسين بن لسلة : من مجزوء الخفيف .
شعراتٌ تسلسلت ... في عذار ابن سلسله .
يا حسين ارث للخسي ... ن بن بشرٍ ورق له .
أنت تدري بلوعتي ... بك ما كل ذا بله .
وقال فيه بعد ذلك : من الخفيف .
والعذار الذي تسلسل بالحس ... ن هو اليوم ذقن تيسٍ كثيف .
فإذا ما نظرته قلت صوفٌ ... وإذا ما لمسته قلت ليف .
إن عقلاً يظن أني بعقلي ... كنت في زلقتي لعقلٌ ضعيف .
قال أبو الخطاب الحبلي : كان ابن بشر على خبث لسانه كثير الهجاء ليعقوب بن كلس الوزير مغرىً بهجائه وكان يبلغه ذلك عنه فيحقده عليه وكان لابن كلس نديمٌ يعرف بالزلازلي وكان يدخل إلى العزيز فيمازحه في خلواته فقال له يوماً : يا زلازلي أنشدني أبيات ابن بشرٍ فيك : من مخلع البسيط .
ما غاب يعقوب عن مكانٍ ... يحضر فيه الزلازلي .
فقال له يا أمير المؤمنين : ومن أنا حتى أهجي ؟ هذا قد هجاك وهجا وزيرك . فقال : بماذا ؟ قال : بقوله : من الوافر .
تنصر فالتنصر دين حقٍّ ... عليه زماننا هذا يدل .
فيعقوب الوزير أبٌ وهذا ال ... عزيز ابنٌ وروح القدس فضل