أبو عبد الله الدينوري .
الحسين بن إبراهيم الدينوري أبو عبد الله البغدادي . سمع الكثير بنفسه وكتب بخطه وكانت له أصول وكان شيخاً صالحاً صدوقاً .
سمع الشريفين : أبا نصر محمد وأبا الفوارس طراداً ابني محمد بن علي الزينبي وأبا الحسن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب الأنباري وجماعة . وروى عنه أبو الكرم عبد السلام بن أحمد بن صبوخا المقرئ .
قال محب الدين بن النجار : ولم يحدثنا عنه سواه .
وتوفي سنة ست وعشرين وخمسمائة .
شرف الدين الإربلي اللغوي .
الحسين بن إبراهيم بن الحسين بن يوسف الإمام شرف الدين أبو عبد الله الهذباني الإربلي الشافعي اللغوي .
ولد سنة ثمان وستين بإربل وتوفي بدمشق سنة ثلاث وخمسين وستمائة .
قدم الشام وسمع من الخشوعي وحنبل وعبد اللطيف بن أبي سعد وابن طبرزد وابن الزنف والكندي وطائفة ورحل وهو كهل . وسمع من أبي علي بن الجواليقي والفتح بن عبد السلام والداهري .
وعني عناية وافرة بالأدب وحفظ ديوان المتنبي والخطب النباتية والمقامات الحريرية وكان يعرفها ويحل مشكلها ويقرئها . وتخرج به جماعة من الفضلاء . وكان ديناً ثقة .
وروى عنه الدمياطي والخطيب شرف الدين ومحمد بن الزراد وعبد الرحيم ابن قاسم المؤذن وأبو الحسين اليونيني وأخوه قطب الدين وأبو علي بن الجلال وشيخنا شهاب الدين أبو الثناء محمود - وروى لي عنه : المقامات وديوان المتنبي وجماعةٌ أخر .
ذو اللسانين النطنزي .
الحسين بن إبراهيم أبو عبد الله النطنزي الإصبهاني النحوي الملقب بذي اللسانين من كبار أئمة العربية توفي سنة تسع وتسعين وأربعمائة .
من شعره : من الكامل .
العز مخصوصٌ به العلماء ... ما للأنام سواهم ما شاءوا .
إن الأكابر يحكمون على الورى ... وعلى الأكابر يحكم العلماء .
ومنه في مقص : من الكامل .
ما عاملٌ يحكي إذا استعملته ... وأعانه خمسٌ بهن يدور .
صقراً يصيد أهلةً يلمعن من ... أعلى بدورٍ تحتهن بحور .
وكتب إلى أبي المطهر المعدائي الفقيه وقد عاد من الحج رسالةً لا تستحيل كل كلمة أو كلمتين عند القراءة بالعكس وهي : يا باب الإمام غمام الآلاء آمنا غانما أضاءت إضاءة الصلاء وجوهنا أنه برٌ مربٍّ تاريخ خيرات ملء علم ملء حلم لا زال إماماً آدباً عابداً نازح الأحزان نامي الإيمان .
وقال فيه نظماً والثاني كل كلمتين تقرأ مقلوباً : من الوافر .
لسيدنا الإمام أبي المطهر ... فضائل أربعٌ كالزهر تزهر .
ضياءٌ فائضٌ رأيٌ عيارٌ ... عطاءٌ ساطعٌ رهطٌ مطهر .
وكتب إلى أبي المطهر أيضاً : " أحصف فصحاء الوقت قولاً بارع الإعراب نامي الإيمان حامدٌ ماحٍ لزلل وللخلل وللعلل وهو أجل ملجأ لكل آنٍ وناءٍ أقوى وقاءٍ لا زال آمراً صارماً " .
وقال من الأبيات المفردة : من الرمل .
أسوأ الأمة حالاً رجلٌ ... عالمٌ يقضي عليه جاهل .
وقال : من البسيط .
مال البخيل أسيرٌ تحت خاتمه ... وليس يطلق إلا عند مأتمه .
وقال من مطلع قصيدة : من الكامل .
طرفي لفرقة ذات طرفٍ أكحل ... يجري دماً فكأن طرفي أكحلي .
وقال : من المتقارب .
ألم تر أني أزور الوز ... ير أمدحه ثم استغفر .
وأثني عليه ويثني علي ... وكلٌ بصاحبه يسخر .
وقال : من البسيط .
وافى المشيب فطرفي دامعٌ دام ... وبان صبري فقلبي هائمٌ حام .
وابيض من دمعي المحمر ناصيتي ... واسود من شعري المبيض أيامي .
وقال : من الكامل .
بأبي فمٌ شهد الضمير له ... قبل المذاقة أنه عذب .
كشهادةٍ لله خالصةٍ ... قبل العيان بأنه الرب .
وقال : من الوافر .
أيا لهفي على عهد التصابي ... إذ الرشأ الرشيق لنا عشيق .
ونقل شرابنا عضٌ وريقٌ ... وغصن شبابنا غضٌّ وريق .
وقال : من مخلع البسيط .
جواب ما استفهموا بفاء ... يكون نصباً بلا امتراء .
كالأمر والنهي والتمني ... والعرض والجحد والدعاء .
الحسين بن أحمد الكوكبي