ونشأ أبو المظفر في الرياسة والرفعة وأريد أن يلي الوزارة فلم يفعل وزهد في الدنيا ورغب عن الولايات وأحب طريق التصوف والتشبه بالقوم وأكثر الحج والمجاورة بمكة وأنفق أمواله في الطاعات وعمر مدرسةً لأصحاب الشافعي ورباطاً للصوفية ومسجداً كبيراً متصلاً بهما وأنشأ جامعاً كبيراً لصلاة الجمعة وغيرها وبنى فيه بيوتاً للمجاورين من الفقراء وأجرى لهم الجرايات وعمل رباطاً للنساء وأوقف أكثر أملاكه وضياعه على ذلك وكان ملازماً لبيته محترماً معظماً يقصده الناس في منزله ولا يمضي إلى أحد .
وسمع الحديث في صباه من الحسن بن علي بن محمد ب العلاف وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب وغيرهما . وحدث باليسير بعد جهدٍ شديد وامتناع وكان عسراً في الرواية . وتوفي C سنة ثمان وسبعين وخمسمائة .
تاج الدين بن رئيس الرؤساء .
الحسن بن هبة الله بن المظفر بن علي بن الحسن بن المسلمة أبو علي تاج الدين عم الوزير أبي الفرج محمد بن عبد الله بن هبة الله بن رئيس الرؤساء .
كان أحد الأعيان الفضلاء ذكره أبو الفتوح عبد السلام بن يوسف الدمشقي في كتاب : أنموذج الأعيان . كان حسن الشيم وافر المروءة دمث الأخلاق طاهر الظاهر والباطن .
وكان ينظم ألغازاً بديعة من ذلك قوله في القفل : من الكامل .
أخوان ما افترقا إذا اجتمعا ... إلا بثالثهم من الجنس .
قد وكلا بالحفظ مذ خلقا ... وكلاهما بعدا من الحس .
وقوله في الناعورة : من المجتث .
وذي عيون يغني ... بأنةٍ وزفير .
ويستهل بدمعٍ ... من العيون غزير .
كأنه حين يبدو ... أهلةٌ من بدور .
ابن البوقي الشافعي .
الحسن بن هبة الله بن يحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الباقي بن البوقي أبو علي الفقيه الشافعي الواسطي .
كان من أعيان الفقهاء الكبار سديد الفتاوى حافظاً لمذهب الشافعي حسن المناظرة حلو المجالسة .
قدم بغداد شاباً وسمع الحديث من أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي وأبي الفتح بن البطي وعبد الله بن الحسين بن الطاهر الوزان ثم قدمها بعد ذلك وروى بها شيئاً يسيراً . وتوفي بواسط سنة ثمان وثمانين وخمسمائة .
الحاقظ ابن صصرى .
الحسن بن هبة الله بن أبي البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن الحسن ابن أحمد بن الحسين بن صصرى الحافظ الكبير أبو المواهب بن أبي الغنائم الربعي التغلبي البلدي الدمشقي المعدل .
ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة وتوفي سنة ست وثمانين وخمسمائة . وكان اسمه أولاً نصر الله فغيره بالحسن .
سمع بدمشق جده والفقيه نصر الله بن محمد المصيصي وعبدان بن رزين المقرئ وعلي بن حيدرة العلوي ونصر بن أحمد بن مقاتل والحسين ابن البن الأسدي وأبا يعلى بن الحبوبي وأبا المظفر الفلكي وحمزة بن كروس وخلقاً كثيراً ولزم أبا القاسم الحافظ فأكثر عنه وتخرج به وعني بهذا الشأن أتم عناية .
ورحل وسمع بحماة الحجة محمد بن ظفر وبحلب أبا طالبٍ بن العجمي وابن ياسرٍ الجياني وبالموصل الحسن بن علي الكعبي وغيره وببغداد هبة الله بن الحسن الدقاق ومحمد بن عبد الباقي بن البطي ويحيى بن ثابت وشهدة الكاتبة وجماعة وبهمذان أبا العلاء العطار الحافظ وبإصبهان محمد بن أحمد بن ما شاذه صاحب سليمان بن إبراهيم الحافظ وغيرهما وبتبريز محمد بن أسعد العطاردي حفدة أو لقيه بالموصل .
وصنف التصانيف وجمع المعجم لنفسه في ستة عشر جزءاً وصنف : فضائل الصحابة وفضائل القدس وعوالي ابن عيينة وجزءاً في رباعيات التابعين .
وأطيب بكتبه فإنها احترقت بالكلاسة ثم وقف بعد ذلك خزانةً أخرى .
وكان ثقةً مستقيم الطريقة لين الجانب سمحاً كريماً . عاش تسعاً وأربعين سنة . وسيأتي ذكر أخيه الحسين في موضعه إن شاء الله تعالى .
الشمس الإدفوي .
الحسن بن هبة الله بن عبد السيد شمس الدين الإدفوي . كان حسن الأخلاق خفيف الروح لطيفاً قليل الغيبة إذا نقل عن أحدٍ شيء أوله وحمله على وجهٍ حسن .
حفظ المنهاج للنووي . وسمع من أبي الفتح محمد بن أحمد الدشناوي . وكان أديباً شاعراً