وكان الشيخ جمال الدين أبو الفرج بن الجوزي يبالغ في وصفه . وتوفي سنة أربع وتسعين وخمسمائة في المحرم وقد بلغ تسعين سنة .
الحسن بن مظفر والد الحاتمي .
الحسن بن مظفر بن الحسن الحاتمي كان أديباً شاعراً وهو والد أبي علي محمد ومدح الحسن الإمام القادر بالله .
ومن شعره : من الخفيف .
حي رسم الغميم تحي الرميما ... إن فقدت الهوى فحي الرسوما .
واستمح مقلة الغمام على أطلا ... له ديمةً أبت أن تدوما .
نثرت عقد دمعها فغدا النو ... ر بأعطاف روضها منظوما .
هو مأوى الظباء إنساً ووحشاً ... ومحل الأسود خلقاً وخيما .
كل ريمٍ يعطو فيصطاد ليثا ... عند ليثٍ يسطو فيصطاد ريما .
كم رعينا من البطاح وكأس الر ... اح والأوجه الملاح نجوما .
حين رضنا من التصابي جموحاً ... ونعشنا من الوصال رميما .
ودعتنا المنى إلى مرح الفت ... ك ولكننا أجبنا الحلوما .
قلت : شعر جيد .
أبو علي النيسابوري .
الحسن بن مظفر النيسابوري أبو علي . أديبٌ نبيل شاعر كان مؤدب أهل خوارزم ومخرجهم وشاعرهم ومقدمهم المشار إليه .
وهو شيخ محمود الزمخشري قبل أبي مضر . توفي أبي علي سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة .
ومن تصنيفه : تهذيب ديوان الأدب تهذيب إصلاح المنطق كتاب ذيله على تتمة اليتيمة محاسن من اسمه الحسن زيادات أخبار خوارزم . ديوانه - مجلدان رسائله - مجلدان .
ومن شعره : من الكامل .
أهلاً بعيشٍ كان جد مواتي ... أحيا من اللذات كل موات .
أيام سرب الأنس غير منفرٍ ... والشمل غير مروعٍ بشتات .
عيشٌ تحسر ظله عنا فما ... أبقى لنا شيئاً سوى الحسرات .
ولقد سقاني الدهر ماء حيائه ... والآن يسقيني دم الحيات .
لهفي لأحرار منيت ببعدهم ... كانوا على غير الزمان ثقاتي .
قلت : شعر متوسط .
الشريف المنقذي .
الحسن بن مظفر بن عبد المطلب بن عبد الوهاب بن مناقب بن أحمد الشريف العدل شمس الدين أبو محمد الحسيني المنقذي الدمشقي .
روى عن الفخر الإربلي وأبي نصر بن الشيرازي وعبد العزيز بن الدجاجية وإبراهيم الخشوعي . ناب الحسبة مديدة وشهد تحت الساعات .
وابتلي بالبلغم وكان إذا مشى يعدو بغير اختياره ثم يسقط ويستريح ويقوم . سمع منه الشيخ شمس الدين . وتوفي سنة سبع وتسعين وستمائة .
ابن الباقلاني النحوي .
الحسن بن معالي بن مسعود بن الحسين بن الباقلاني أبو علي النحوي الحلي .
قدم بغداد في صباه وقرأ بها المذهب والكلام على الشيخ يوسف بن إسماعيل اللامغاني الحنفي وعلى النصير عبد الله بن حسن الطوسي وعلي المجير محمود بن المبارك . وقرأ الحكمة على المسعودي غلام عمر بن سهلان الساوي صاحب البصائر والأدب على أبي الحسن بن بانويه وأبي البقاء العكبري ومصدق الواسطي واللغة على القاضي أبي محمد عبد الله بن أحمد بن المأمون وغيره .
ولازم الاشتغال والتحصيل إلى أن برع في هذه العلوم وصار مشاراً إليه فيها معتمداً على ما يقوله .
وسمع من أبي محمد بن المأمون المذكور ومن مسعود بن علي بن النادر وعبد الوهاب بن هبة الله ابن أبي حبة ومن أبي الفرج بن كليب وآخرين .
وكتب بخطه كثيراً من الأدب واللغة وسائر الفنون وكان له همةٌ عالية وحرصٌ شديد ؛ وتحصيل الفوائد مع علو سنه وضعف بصره وكثرة محفوظه وصدقه وثقته وحسن طريه وتواضعه وكرم أخلاقه .
وانتقل آخر عمره إلى مذهب الشافعي وانتهت إليه رياسة النحو . مولده سنة ثمان وستين وخمسمائة وتوفي سنة سبع وثلاثين وستمائة .
ومن شعره وقد أمره بعض أصدقائه بطلاق امرأته لما كبرت : من البسيط .
وقائلٍ لي وقد شابت ذوائبها ... وأصبحت وهي مثل العود في النحف .
لم لا تجذ حبال الوصل من نصفٍ ... شمطاء من غير ما حسنٍ ولا ترف .
فقلت هيهات أن أسلو مودتها ... يوماً ولو أشرفت نفسي على التلف .
وأن أخون عجوزاً غير خائنةٍ ... مقيمةً لي على الإتلاف والسرف