وكتب العالي والنازل وخرج وصنف وشرع في جمع تاريخ ذبلاً لتاريخ دمشق . وحصل منه أشياء حسنةً وعدم بعد موته .
وروى الكتب الكبار كالأنواع لابن حبان والصحيح لأبي عوانة والصحيح لمسلم . وخرج الأربعين البلدية وحمل عنه خلقٌ كثير .
وولي مشيخة الشيوخ بدمشق ونفق سوقه عند المعظم وانتقل آخر عمره إلى مصر ومات بها .
قال الشيخ شمس الدين : وليس هو بالقوي ضعفه عمر بن الحاجب قال : كان كثير البهت الدعاوي عنده مداعبة ومجون داخل الأمراء وولي الحسبة .
الحرون العلوي .
الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي المعروف بالحرون - بفتح الحاء المهملة وضم الراء وسكون الووا وبعدها نون .
ظهر بالكوفة وقوي أمره وحارب جيش المستعين وقبض عليه وحبسه دهراً إلى أن أطلقه المعتمد ثم عاث وخرج بأرض السواد وطريق مكة فأخذ وأتي به إلى الموفق فحبسه إلى أن مات في حدود الثمانين والمائتين .
ابن قطرب اللغوي .
الحسن بن محمد بن المستنير هو ابن قطرب اللغوي له ذكر في ترجمة والده فليطلب هناك .
زين الأمناء بن عساكر .
الحسن بن محمد بن هبة الله بن عبد الله زين الأمناء أبو البركات بن عساكر الدمشقي الشافعي . ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة وتوفي سنة سبع وعشرين وستمائة .
سمع الكثير وكان شيخاً جليلاً خيراً متعبداً حسن الهدي والسمت مليح التواضع ولي نظر الخزانة والأوقاف . ثم ترك ذلك وأقبل على شأنه .
وكان كثير الصلاة حتى لقب السجاد وأقعد في آخر عمره وكان يحمل في محفة إلى الجامع وإلى دار الحديث النورية . وعاش ثلاثاً وثمانين سنة .
وسمع من عبد الرحمن بن أبي الحسن الدارني وأبي العشائر محمد بن خليل وأبي المظفر سعيد الفلكي وأبي المكارم بن هلال وعميه الضياء بن هبة الله وأبي القاسم الحافظ وأبي محمد الحسن بن الحسين بن البن وعبد الواحد بن إبراهيم بن القزة والخضر بن شبل الحارثي وإبراهيم بن الحسن الحصني وجماعة .
روى عنه البرزالي وعز الدين علي بن محمد بن الأثير والزكي المنذري والكمال ابن العديم وابنه أبو المجد والزين خالد والشرف النابلسي والجمال ابن الصابوني والشهاب القوصي والشهاب الأبرقوهي .
وتفقه على جمال الأئمة أبي القاسم علي بن الحسن بن الماسح . وقرأ برواية ابن عامر على أبي القاسم العمري . وتأدب على علي بن عثمان السلمي .
بالغ في وصفه ابن الحاجب وقال : السيف سمعنا منه إلا أنه كان كثير الالتفات في الصلاة . ويقال إنه كان يشاري بيده في الصلاة ويشير بيده لمن يبتاع منه . وقال ابن الحاجب : سألت البرزالي عنه فقال : ثقةٌ نبيلٌ كريم صينٌ .
قطنبة .
الحسن بن محمد بن هبة الله شرف الدين قطنبة - بضم القاف والطاء المهملة وسكون النون وبعدها باء ثانية الحروف وبعدها هاء - الأصفوني .
شاعر ماجنٌ خفيف الروح . كان معاصر شخص آخر يسمى نبيه الدين عبد المنعم شاعر ماجن كانا يشبهان بأبي الحسين الجزار والسراج الوراق .
صلى قطنبة صلاة العيد الأضحى وإلى جانبه آخر فلما ذكر الخطيب قصة الذبيح بكى ذلك الشخص زماناً طويلاً فالتفت إليه قطنبة وقال له : ما هذا البكاء الطويل أما سمعته في العام الماضي يقول إنه سلم وما أصابه شيء .
واتفق أن وقع بينه وبين أهل بلده وحضر الأمير علاء الدين حربدار والي قوص وأخميم فقصد شكواهم فدخلوا عليه فلم يرجع وكان مع الوالي آيتمش الآمدي الناظر وكان شيعياً فلما حضروا عند الأمير قفز قطنبة وقال : يال أبي بكر فاغتاظ الناظر . وأنشد قطنبة : من الطويل .
حديثٌ جرى يا مالك الرق واشتهر ... بأصفون مأوى كل من ضل أو كفر .
لهم منهم داعٍ كتيسٍ معممٍ ... وحسبك من تيسٍ تولى على بقر .
ومن نحسهم لا كثر الله فيهم ... يسب أبو بكر ولا يشتهى عمر .
فخذ ما لهم لا تختشي من مآلهم ... فإن مآل الكافرين إلى سقر .
فقال له الناظر : أنت تتشارر ما أنت منهم وصرفهم ولم يحصل له قصده فقالوا له : ما قلنا لك نصطلح معك ما فعلت . فقال : أنا ما عرفت أن هذا المشوم منكم