ومن شعر العز الضرير في العماد بن أبي زهران : من المتقارب .
تعمم بالطرف من ظرفه ... وقام خطيباً لندمانه .
وقال السلام على من زنى ... ولاط وقاد لإخوانه .
فردوا جميعاً عليه السلام ... وكلٌ يترجم عن شانه .
وقال يجوز التداوي بها ... وكلٌ عليلٌ بأشجانه .
فأفتى بحل الزنا واللواط ... فقيه الزمان ابن زهرانه .
وقال فيه أيضاً وقد لقب العماد وكان يلقب أولا بالشجاع : من الهزج .
شجاع الدين عمدتا ... فهلا كنت شمستا .
خطيباً قمت سكراناً ... وبالزكرة عممتا .
ومن شعره قوله : من الطويل .
توهم واشينا بليلٍ مزارنا ... فهم ليسعى بينتا بالتباعد .
فعانقته حتى اتحدنا تلازما ... فلما أتانا ما رأى غير واحد .
قلت : وهذا المعنى تداوله الشعراء ولهجوا به . قال ابن قزل : من الوافر .
ولما زار من أهواه ليلاً ... وخفنا أن يلم بنا مراقب .
تعانقنا لأخفيه فصرنا ... كأنا واحدٌ في عقد كاتب .
وقال آخر : من السريع .
كأنني عانقت ريحانةً ... تنفست في ليلها البارد .
فلو ترانا في قميص الدجى ... حسبتنا في جسدٍ واحد .
وقال نفطويه النحوي : من الطويل .
ولما التقينا بعد بعدٍ بمجلسٍ ... تغازل فيه أعين النرجس الغض .
جعلت اعتمادي ضمه وعناقه ... فلمم نفترق حتى توهمته بعضي .
وقال غرس الدين أبو بكر الإربلي : من البسيط .
هم الرقيب ليسعى في تفرقنا ... ليلاً وقد بات من أهواه معتنقي .
عانقته فاتحدنا والرقيب أتى ... فمذ رأى واحداً ولى على حنق .
وقد عقدت لهذا المعنى فصلاً طويلاً في الجزء الثامن من التذكرة ؛ وسقت فيه كثيراً من هذا الباب .
ومن شعر العز الإربلي أيضاً : من الدوبيت .
إن أجف تكلفاً وفي لي طبعاً ... أو خنت عهوده عهودي يرعى .
يبغي لي في ذاك دوام الأسر ... هذا ضررٌ يحسبه لي نفعا .
ومنه : من السريع .
وكاعبٍ قالت لأترابها ... يا قوم ما أعجب هذا الضرير .
هل تعشق العينان ما لا ترى ... فقلت والدمع بعيني غزير .
إن كان طرفي لا يرى شخصها ... فإنها قد صورت في الضمير .
ومنه : من الكامل .
ذهبت بشاشة ما عهدت من الجوى ... وتغيرت أحواله وتنكرا .
وسلوت حتى لو سرى من نحوكم ... طيفٌ لما حياه طيفي في الكرى .
ومنه : من البسيط .
قم يا نديم إلى الإبريق والقدح ... هات الثلاث وسل ما شئت واقترح .
وغن إن غادرتني الكأس مطرحاً ... وأنت يا صاح صاحٍ غير مطرح .
عليك سقى ثلاث غير مازجها ... وما عليك إذاً مني ومن فرحي .
إني لأفهم في الأوتار ترجمةً ... ما ليس يفهمه النساك في السبح .
قلت : الرابع مضمن وشعر العز شعر جيد .
شيخ الرافضة : .
الحسن بن محمد بن الحسن شيخ الرافضة وعالمهم أبو علي بن شيخ الرافضة وعالمهم الشيخ أبي جعفر الطوسي .
رحلت طوائف الشيعة إليه إلى العراق وحملوا عنه وكان ورعاً عالماً متألهاً كثير الزهد وبين عينيه كركبة العنز من أثر السجود وكان يسترها .
أثنى عليه السمعاني . قال العماد الطبري : لو جازت الصلاة على غير النبي A وغير تلإمام ؛ لصليت عليه . توفي في حدود الأربعين وخمسمائة .
الحافظ صدر الدين .
الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك بن محمد ينتهي إلى محمد بن الصديق وقد ذكر أبوه في المحمدين . هو الشريف الحافظ صدر الدين أبو علي القرشي التيمي البكري النيسابوري ثم الدمشقي الصوفي .
ولد بدمشق سنة أربع وسبعين وتوفي سنة ست وخمسين وستمائة .
وسمع بمكة من جده ومن أبي حفصٍ عمر بن الميانشي وبدمشق من ابن طبرزذ وحنبل وجماعة وبنيسابور من المؤيد الطوسي وبهراة ومرو وأصبهان وبغداد وإربل والموصل وحلب والقدس والقاهرة