الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب بايعه أصحاب الحسن بن علي الأطروش المذكور أولاً وابن الحسن بعد موت الأطروش بآمل وتلقب الحسن هذا بالداعي وفتح جرجان . ثم خالفه جعفر بن الناصر الحسن بن علي وصار إلى الديلم واستحاش وعاد إلى طبرستان فأخرج الحسن الداعي فمضى الداعي إلى دنباوند فأسره علي بن أحمد بن نصر خليفة علي بن وهشوذان بن حسان ملك الديلم فقيده وحمله إلى علي بن وهشوذان إلى الري فأنفذه إلى الديلم فحبسه في حصنه إلى أن قتل علي بن وهشوذان فأطلق خسرو بن فيروز الداعي واستحاش الديلم والجبل وعاد إلى طبرستان فهرب الحسن بن الداعي وأقام جعفر بن الناصر بها مدة ثم مات .
فأتى الحسن الديلم فكان بها إلى أن ظهر ما كان فبايع له وأخرجه إليه .
ومات جعفر وكان افتصد وجامع ودخل الحمام وتطيب فمات فبويع ابن أخيه الحسن . ثم قبض عليه ما كان بن كالي وأنفذه إلى أخيه بجرجان ليقتله فأقام عنده .
ثم سكر أبو الحسين أخو ماكان فأراد قتل الحسن في سكره . وكان مع الحسن سكين فاحتال على أبي الحسين فشق بطنه ونجا فبايع الناس الحسن هذا ؛ وهو ابن أحمد بن الحسن الأطروش .
فاتصل الخبر بما كان وأتى جرجان وحارب الحسن الناصر فانهزم ما كان إلى سارية وأتاه الحسن فحاربه بسارية وهزمه ثانية وصار الحسن إلى آمل وعاش أربعين يوماً ثم ركب إلى الميدان فضرب بالصوالجة فعثر به فرسه ؛ فمات . فبويع أخوه أبو جعفر محمد بن الحسن الأطروش الناصر الكبير .
ثم أتى ما كان من الري فكبس آمل وهرب أبو جعفر إلى سارية وبها أسفار بن شيرويه . ثم حارب ما كان أسفار فهزم أسفار إلى جرجان واستأمن أبا بكر بن محمد بن إلياس . ثم أخرج ما كان أبا القاسم الداعي الحسني وقلده الرياسة .
ثم خرج الحسن إلى الري وطلب مردويج بثأر خاله هروشذان بن بندار وكان الداعي قتله بجرجان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة . وانصرف ما كان إلى الديلم . ثم خرج إلى طبرستان فغلب عليها وجعل الرياسة لأبي علي الناصر إسماعيل بن جعفر بن الحسن الأطروش الناصر الأكبر وكان غلاماً فبقي مدة ثم فعل كفعل أبيه افتصد وجامع ودخل الحمام وتطيب ومات .
ومضى أبو جعفر محمد بن أبي الحسين أحمد بن الأطروش الناصر الأكبر إلى الديلم فأقام بها إلى أن غلب مرداويج على الري والجبل فكتب إليه وأخرجه عن الديلم وأحسن إليه فلما غلب على طبرستان وأخرج ما كان جعل الرياسة لأبي جعفر فأقام بها وسمي صاحب القلنسوة .
حسن بن قتادة .
حسن بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن موسى بن عيسى ابن سليمان بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله الكامل بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب .
كان الحسن هذا صاحب مكة بعد أبيه قتادة ؛ لأن قتادة كان يوماً بالحرم مع الأشراف إذ هجم عليه ولد لابنه حسن هذا وترامى في حجره فدخل الحسن كالمجنون يشتد في أثره وألقى يده في شعر ابنه وجره من حجر والده .
فاغتاظ قتادة وقال : هكذا ربيتك ولهذا ذخرتك . فقال حسن : ذاك الإخلال أوجب هذا الإدلال . فقال قتادة : ليس هذا بإدلال ولكنه إذلال . وانصرف حسن بولده .
فالتفت قتادة إلى من حوله وقال : والله لا أفلح هذا أبداً ولم يفلح معه فلم يمر إلا القليل حتى واطأ الحسن جاريةً تخدم أباه فأدخلته ليلاً عليه فقتله بمعونة الجارية وغلامٍ آخر له على ذلك .
ثم إن حسناً المذكور قتلهما بعد ذلك وقعد في مكان أبيه والعيون تنثني عنه والقلوب تنفر منه .
فامتعض راجح بن قتادة من قتل أبيه وكون قاتله يأخذ ملكه فلما وصل آقباش التركي أمير الركب العراقي إلى مكة اجتمع به راجحٌ وشرح له القصة وسأل منه أن يعضده في أخذ ثأر أبيه ويلتزم من الخدمة والطاعة ما يجب للديوان العزيز .
فنهي الخبر إلى حسنٍ المذكور فأغلق أبواب مكة ومنع الناس من الدخول إليها والخروج عنها واقتتلوا وقتل الأمير المذكور ونهب الناس وفتك بهم