والشيب يخبر عن نقص فكن حذراً ... من الممات فإن العمر مبتور .
لا تأمنن من الدنيا غوائلها ... ولا تغرنك البنيان والدور .
فكل حيٍّ وإن طال البقاء به ... فعن قليلٍ ببطن الأرض مقبور .
قلت : نظم نازل .
؟ ابن أبي قيراط الحسن بن علي بن المبارك بن عبد العزيز أبو علي الكاتب المعروف بابن أبي قيراط كان أديباً شاعراً .
ومن شعره يمدح الوزير أبا المظفر بن هبيرة : من المتقارب .
يداك من الجود مخلوقتان ... وعزمك والمجد طرفا رهان .
ولو لم تكن مالكاً للزما ... ن لم تك مقصد أهل الزمان .
إذا نحن زرناك زرنا فتىً ... كريم الشمائل سبط البنان .
أغر الجبين طويل اليمين ... بعيد القرين مشيد المباني .
يلوذ به خائف النائبات ... فيصبح من جورها في أمان .
يبيض وجه العلا للقرى ... وجنح الدجى أسود الطيلسان .
كريمٌ رأى الحمد مالاً له ... فما هو في كسبه غير وان .
إذا العام جف ففي راحتي ... ه عينان بالخير نضاختان .
توحد حتى عليه اعتما ... د كل البرية في كل شان .
حكى الشمس حتى غدا أوحدا ... وما في الكواكب للشمس ثان .
؟ القحف الواعظ .
الحسن بن علي بن عمر الزنجاني أبو محمد الواعظ المعروف بالقحف - بالقاف والحاء المهملة والفاء - البغدادي .
سافر إلى الشام ومصر ولقي الفضلاء وأخذ عنهم وسمع من أبي العلاء المعري شيئاً من شعره ثم أقام ببغداد وكان يعظ في التعازي ويقص في الأسواق . وكان يحفظ كثيراً من الحكايات والأناشيد .
وروى عنه أبو محمد بن الخشاب وأبو بكر بن كامل . وحدث بكتاب الشهاب للقضاعي عنه وحدث بكتاب ملقي السبيل لأبي العلاء المعري عنه .
وقال أبو سعد بن السمعاني : سمعتهم يقولون إنه كان موثوقاً فيما يذكره ويرويه .
الباخرزي .
الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي هو والد علي بن الحسن بن علي الباخرزي الشاعر المشهور وسيأتي ذكر ولده في حرف العين مكانه إن شاء الله تعالى .
من شعر الحسن هذا قوله في الجرب : من الطويل .
لنا جربٌ بين البنان نحكه ... رضينا به والحاسدون غضاب .
وكنا معاً كالراح والماء صحبةً ... علانا لطول الامتزاج حباب .
قلت : أخذت أنا هذا المعنى وزدت عليه وقلت وقد كان حصل لي ولمن كنت أحبه جربٌ عند دخولنا الديار المصرية : من الطويل .
ولما صفونا وامتزجنا محبةً ... علانا حباب الحب في ساعة المزج .
وما ضر من قد خاض بحر غرامه ... وعاد وفي كفيه من لؤلؤ اللج .
ومن شعر الباخرزي المذكور قوله في غلام مطرب : من مخلع البسيط .
ومطربٍ صوته وفوه ... قد جمع الطيبات طرا .
لو لم يكن صوته بديعاً ... ما ملأ الله فاه درا .
ومنه : من السريع .
إنسان عيني قط : لا يرتوي ... من ماء وجه ملحت عينه .
كذلك الإنسان لا يرتوي ... من شرب ماءٍ ملحت عينه .
ومنه : من الطويل .
بنفسي ملول إن أردت اعتنقاه ... بكى ضجراً حتى ضجرت بكاء .
ويعرف إن ما زحته ورد خده ... فأخشى عليه أن يذوب حياء .
ومنه : من السريع .
يا ملكاً قال حملناكم ... لما طغى الماء على الجاريه .
عبدك هذا قد طغى ماؤه ... يا رب فاحمله على جاريه .
ومنه : من الطويل .
لنا صاحبٌ إن يركب الفحل ظهره ... يفر قريبا كي يكر فيرجعا .
فأفره به من مركبٍ أي مركبٍ ... مكرٍ مفرٍ مقبلٍ معا .
ومنه : من المتقارب .
عسى الشيخ عن حسن منهاجه ... فكاشفه إن شئت أو داجه .
فقد كاد شوقاً ذباب الحسام ... يطير إلى دم أوداجه .
ومنه يهجو مغنية : من المتقارب .
ومسمعةٍ صوتها شاقني ... إلى نومها بل غلة موتها .
لها نوبةٌ تستفيد الندام ... جميع المسرات من فوقها .
فهم يطربون وهم يضحكون ... لدى صمتها وعلى صوتها .
ابن زنجي الكاتب المغربي