يجور على العشاق والعدل دأبه ... ويقطعني ظلما وصنعته الوصل .
ومنه : من الكامل .
ولئن ترقرق دمعه يوم النوى ... في الطرف منه وما تناثر عقده .
فالسيف أقطع ما يكون إذا غدا ... متحيراً في صفحتيه فرنده .
ومنه يرثي صديقاً له وقع المطر يوم موته : من الطويل .
بنفسي من أبكى السموات فقده ... بغيثٍ ظنناه نوال يمينه .
فما استعبرت إلا أسىً وتأسفاً ... وإلا فماذا القطر في غير حينه .
ومنه : من السريع .
لا ترج ذا نقصٍ وإن أصبحت ... من دونه في الرتبة الشمس .
كيوان أعلى كوكبٍ موضعاً ... وهو إذا أنصفته نحس .
ومنه : من الكامل .
فدع التمدح بالقديم فكم عفا ... في هذه الآكام قصرٌ داثر .
إيوان كسرى اليوم بعد خرابه ... خيرٌ لعمرك منه خصٌ عامرٌ .
ومنه : من الطويل .
إذا أحرقت في القلب موضع سكناها ... فمن ذا الذي من بعد يكرم مثواها .
وإن نزفت ماء العيون بهجرها ... فمن أي عينٍ تأمل العيس سقياها .
وما الدمع يوم البين إلا لآلىءٌ ... على الرسم في رسم الديار نثرناها .
وما أطلع الزهر الربيع وإنما ... رأى الدمع أجياد الغصون فحلاها .
ولما أبان البين سر صدورنا ... وأمكن فيها الأعين النجل مرماها .
عددنا دموع العين لما تحدرت ... ردوعاً من الصبر الجميل نزعناها .
ولما وقفنا للوداع وترجمت ... لعيني عما في الضمائر عيناها .
بدت صورةً في هيكل فلو أننا ... ندين بأديان النصارى عبدناها .
وما طرباً صغنا القريض وإنما ... جلا اليوم مرآة القرائح مرآها .
وليلة بتنا في ظلام شبيبتي ... سراي وفي ليل الذوائب مسراها .
تأرج أرواح الصبا كلما سرى ... بأنفاس ريا الليل آخر رياها .
ومهما أدرنا الكأس باتت جفونها ... من الراح تسقينا الذي قد سقيناها .
منها : من الطويل .
ولو لم يجد الندى في يمينه ... لسائله غير الشبيبة أعطاها .
فيا ملك الدنيا وسائس أهلها ... سياسة من ساس الأمور وقاساها .
ومن كلف الأيام ضد طباعها ... وعاين أهوال الخطوب فعاناها .
عسى نظرةٌ تجلو بقلبي وخاطري ... صداه فإني دائما أتصداها .
ومنه : من الطويل .
يا صاحبي سجن الخزانة خليا ... نسيم الصبا ترسل إلى كبدي نفحا .
وقولا لضوء الصبح هل أنت عائدٌ ... إلى ناظري أم لا أرى بعدها صبحا .
ولا تيأسا من رحمة الله أن أرى ... سريعاً بفضل الكامل العفو والصفحا .
فإن تحبساني في النجوم تجبراً ... فلن تحبسا مني له الشكر والمدحا .
ومنه : من الطويل .
وما كنت أدري قبل سجنكما على ... دموعي أن يقطرن خوف المقاطر .
وما لي من أشكو إليه أذاكما ... سوى ملك الدنيا شجاع بن شاور .
ومنه : .
وما لي إلى ماءٍ سوى النيل غلةٌولو أنه أستغفر الله زمزم .
كان القاضي المهذب C لما جرى لأخيه الرشيد ما جرى في ترجمته من اتصاله بصلاح الدين بن ايوب لما كان محاصر الإسكندرية قبض شاور على المهذب وحبسه فكتب إلى شاور شعراً كثيراً يستعظمه فلم ينجع فيه حتى التجأ إلى ولده الكامل شجاع وكتب إليه أشعاراً كثيرة من جملتها هذه التي قدمتها فقام بأمره واصطنعه وضمه إليه بعد أن أمر أبوه شاور بصلبه .
ومن شعر القاضي المهذب : من الكامل .
أعلمت حين تجاور الحيان ... أن القلوب مواقد النيران .
وعلمت أن صدورنا قد أصبحت ... في القوم وهي مرابض الغزلان .
وعيوننا عوض العيون أمدها ... ما غادروا فيها من الغدران .
ما الوجد هز قناتهم بل هزها ... قلبي لما فيه من الخفقان .
وتراه يكره أن يرى إظعانهم ... وكأنما أصبحت في الأظعان