ما حاجة الحسن في جيدٍ إلى سخبٍ ... لولا مظاهرة في الدر والذهب .
وما تقلدها مرصوفةً لحلي ... سنى الزجاجة أبدى رونق الحبب .
والبدر في التم لم تعلم فضائله ... حتى تقلد للنظار بالشهب .
ولو محاها سناه حين يشملها ... لفاتنا نظرٌ في منظر عجب .
والدر في عنق الحسناء من شرف ... درٌ وفي عنق الأخرى كمخشلب .
والحسن يكسب منه الحلى منقبةً ... والقبح أوضح مسلوب من السلب .
قلت : قعاقع ما تحتها طائل .
الهمام البغدادي العبدي .
الحسن بن علي بن نصر بن عقيل أبو علي العبدي الواسطي البغدادي المنعوت بالهمام مدح طائفةً بالشام والعراق وأقام بدمشق . وكان شيعياً .
روى عنه القوصي واتصل بخدمة الأمجد . وتوفي سنة ستٍ وتسعين وخمسمائة . ذكره العماد الكاتب في الخريدة .
ومن شعره : من الكامل .
ذما معي قلبي وليلي في الهوى ... فكلاهما بالطيف نم وأخبرا .
ذا أيقظ الرقباء فرط وجيبه ... بين الضلوع وذاك أشرق إذ سرى .
ومنه قوله : من الرمل .
أين من ينشد قلباً ... ضاع يوم البين مني .
تاه لما راح يقفو ... أثر الظبي الأغن .
سكن البيد فعلمي ... فيهما لا رجم ظن .
إن هذا في لظى حز ... نٍ وذا في روض حزن .
نح معي شوقا إلى الب ... انة يا ورق وغن .
كلنا قد علم الح ... ب بنا عاشق غصن .
أبو محمد بن عبيدة المقرئ .
الحسن بن علي بن بركة بن عبيدة أبو محمد بن أبي الحسن المقرئ النحوي الفرضي البغدادي .
قرأ بالروايات على محمد بن عبد الملك بن خيرون وعبد الله بن أحمد ابن علي الخياط وغيرهما . وقرأ الأدب على الشريف الشجري ولازمه إلى أن برع . وسمع الحديث من جماعة . وأقرأ الناس القرآن والأدب وروى الحديث والكتب الأديبة وتخرج به جماعة . وتوفي سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة . وكان حسن الطريقة متدينا .
ومدح الإمام المستضيئ بقصيدة منها : من الخفيف .
هذه دولةٌ تخيرها الل ... ه فدامت لنا سجيس الليالي .
دولةٌ روضت رباها وجادت ... من لهاها بوابلٍ متوال .
واستقادت صعب المقادة بالعد ... ل ودانت لها قلوب الرجال .
وأضاءت بالمستضيئ بأمر الل ... ه لا زال ملكه في اتصال .
المهذب ابن الزبير .
الحسن بن علي بن إبراهيم بن الزبير أبو محمد الملقب بالقاضي المهذب وهو أخو القاضي الرشيد أحمد بن علي وقد تقدم ذكره في الأحمدين .
توفي القاضي المهذب المذكور في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وستين وخمسمائة بمصر .
وكان كاتباً مليح الخط جيد العبارة فصيح الألفاظ وكان أشعر من أخيه الرشيد .
واختص بالصالح بن زريك ويقال ؛ إن أكثر الشعر الذي في ديوان الصالح إنما هو شعر المهذب هذا . وحصل له من مال الصالح مالٌ جمٌ . وكان القاضي عبد العزيز بن الحباب هو الذي قدمه عند الصالح ولما مات ابن الحباب شمت به المهذب ومشى في جنازته لابساً ثياباً مذهبة فنقص بهذا السبب واستقبح الناس فعله ولم يعش بعده إلا شهراً واحداً .
وصنف المهذب : كتاب الأنساب وهو أكثر من عشرين مجلدة كل مجلد عشرون كراساً .
قال ياقوت : رأيت بعضه فوجدته مع تحققي بهذا العلم وبحثي عن كتبه لا مزيد عليه .
وكان المهذب قد مضى رسولاً إلى اليمن عن بعض ملوك مصر واجتهد هناك في تحصيل كتب النسب وجمع منها ما لم يجتمع عند أحد .
ومن شعره : من الطويل .
لقد طال هذا الليل بعد فراقه ... وعهدي به قبل الفراق قصير .
وكيف أرجي الصبح بعدهم وقد ... تولت شموسٌ بعدهم وبدور .
ومنه : من البسيط .
أقصر فديتك عن لومي وعن عذلي ... أو لا فخ أماناً من ظبى المقل .
من كل طرفٍ مريض الجفن ينشدني ... يا رب رامٍ بنجدٍ من بني ثعل .
إن كان فيه لنا وهو السقيم شفا ... فربما صحت الأجسام بالعلل .
ومنه في رفاء : من الطويل .
بليت برفاءٍ لواحظ طرفه ... بنا فعلت ما ليس يفعله النصل