شرح كتاب سيبويه وألفات القطع والوصل والإقناع في النحو وكمله ولده يوسف وأخبار النحاة والوقف والابتداء وصناعة الشعر والبلاغة وشرح مقصورة ابن دريد والمدخل إلى كتاب سيبويه وجزيرة العرب .
وكانت بينه وبين أبي الفرج صاحب الأغاني منافسةٌ جرت العادة بمثلها بين الفضلاء ؛ فقال أبو الفرج : من الخفيف .
لسن صدراً ولا قرأت على صد ... ر ولا علمك البكي بشاف .
لعن الله كل نحوٍ وشعرٍ ... وعروضٍ يجيء من سيراف .
وجرت بينه وبين متى بن يونس القنائي الفيلسوف مناظرةٌ طويلة قد ساقها ياقوت في معجم الأدباء وهي طويلة وطول ترجمته إلى الغاية أيضاً .
وتوفي سنة ثمان وستين وثلاثمائة . وكان أبو حيان التوحيدي يعظمه وقد ملأ تصانيفه بذكره والثناء عليه وذكر فضائله .
أبو أحمد العسكري .
الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري أبو أحمد اللغوي العلامة . مولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين وتوفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة .
وكان أحد الأئمة في الأدب وهو صاحب أخبارٍ ونوادر . وله رواية متسعة وتصانيف مفيدة منها : كتاب التصحيف وراحة الأرواح والحكم والأمثال وتصحيح الوجوه والنظائر والزواجر والمواعظ وصناعة الشعر والمختلف والمؤتلف .
وكان قد سمع ببغداد والبصرة وإصبهان وغيرها من شيوخ فيهم : أبو القاسم البغوي وأبو داود السجستاني . وبالغ في الكتابة وعلت سنه واشتهر في الآفاق بالدين والدراية والتحديث والإتقان وانتهت إليه رياسة التحديث والإملاء للآداب والتدريس بقطر خوزستان ورحل إليه الأجلاء للأخذ عنه والقراءة عليه .
وكان يملي بالعسكر وتستر ومدن ناحيته ما يختاره من عالي روايته عن أشياخه المتقدمين ومنهم : أبو محمد عبدان الأهوازي وأبو بكر بن دريد ونفطويه وأبو جعفر بن زهير ونظراؤهم .
ومن متأخري أصحابه الذين رووا عنه الحديث ومتقدميهم : أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ الأهوازي نزيل دمشق إلا أنه ان قد انقلب عليه اسمه ؛ فيقول في تصانيفه : أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن الحسن بن سعيد النحوي بعسكر مكرم قال أخبرنا محمد بن جريرٍ الطبري وغيره .
وكان الصاحب بن عباد يتمنى لقاءه ويكتب إليه ويطلبه فيعتل عليه بالشيخوخة والكبر فلما قرب من عسكر مكرم صحبة السلطان كتب إليه كتاباً من جملته : من الطويل .
ولما أبيتم أن تزوروا وقلتم ... ضعفنا فما نقوى على الوخدان .
أتيناكم من بعد أرضٍ نزوركم ... على منزلٍ بكرٍ لنا وعوان .
نسائلكم هل من قرىً لنزيلكم ... بملء جفون لا بملء جفان .
فأملى الجواب عن النثر نثراً وعن النظم نظماً ؛ وقال فيه : من الطويل .
أروم نهوضاً ثم يثني عزيمتي ... تعوذ أعضائي من الرجفان .
فضمنت بيت لبن الشريد كأنما ... تعمد تشبيهي به وعناني .
أهم بأمر الحزم لو أستطيعه ... وقد حيل بين العير والنزوان .
ثم نهض وقال لا بد من الحمل على النفس فإن الصاحب لا يقنعه هذا وركب وقصده ؛ فلم يتمكن من الوصول إليه لاستيلاء الحشم فصعد تلعةً ورفع صوته بقول أبي تمام : من البسيط .
ما لي أرى القبة الفيحاء مقفلةً ... دوني وقد طال ما استفتحت مقفلها .
كأنها جنة الفردوس معرضة ... وليس لي عملٌ زاكٍ فأدخلها .
فناداه الصاحب ادخلها يا أبا أحمد فلك السابقة الأولى فتبادر إليه أصحابه فحملوه حتى جلس بين يديه . ولما وقف الصاحب على جواب العسكري ؛ استحسنه كثيراً وقال : لو عرفت أن هذا المصراع يقع في هذه القافية لم أتعرض لها ولكني ذهلت عنه وذهب عني : يريد قوله : وقد حيل بين العير والنزوان .
أبو هلال العسكري .
الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران أبو هلال اللغوي العسكري أيضاً .
كان الغالب عليه الأدب والشعر ويعرف الفقه أيضاً . وممن روى عنه : أبو سعد السمان الحافظ بالري وأبو الغنائم بن حماد المقرئ إملاءً