قال أبو حاتم : ثقة . كان يقول : من لم يردعه القرآن والموت ثم تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع . توفي سنة سبع وخمسين ومائتين .
ابن حربون المغربي .
الحسن بن عبد العزيز بن حربون .
قال ابن رشيق : تونسي الأبوة شاعر مشهور مباحث دراس يعرف يستعمل اللغة وتركيب ألفاظ الشعر ينحو نحو أبي القاسم بن هانئ في الإجلاب والتهويل وإن قصر ذلك بالمعاني وحصرها ويركب الأعاريض الطويلة لتمكن ما حاوله من ذلك . وربما انقلب عليه التشبيه .
ثم قال : وقد تصفحت جميع ما رأيت له من الشعر فلم أجده ولد معنىً انفرد به ولا زاده زيادةً توجبه له .
ومن شعره : من الكامل .
لظبى المناصل والوشيج الذبل ... شرفٌ أناف على السماك الأعزل .
ولعزة الإسلام من أبياته ... نصرٌ يفل شبا الحسام المقصل .
غضبوا لدينهم فنالوا فوق ما ... أملوا بكل مهندٍ ومذبل .
منها : من الكامل .
لبسوا القلوب على الدروع مفاضةً ... وردوا . . . . . الشنار الأعظل .
ومنه : من الطويل .
إذا لم تطأ بض السيوف عزائمي ... إذا قرعت عند اللقاء الظنابيب .
فلا صحبت كفي كعوب مثقفٍ ... ولا خاض في غمر المهالك يعبوب .
خليلي حثا بي المطي فما لنا ... على غير حي المالكية أسلوب .
وما هاجني إلا بكاء حمامةٍ ... شجاني له من دوحة البان تطريب .
دعت ساق حرٍ والظلام كأنه ... رقيبٌ له بين السوامر مرقوب .
قال ابن رشيق : وتوجه حسن إلى المشرق أول سنة تسع وأربعمائة . وأقام بمكة يتولى خدمة أبي الفرج وتأديب ولده .
ابن الحصني المصري .
أبو الحسن بن عبد العظيم بن أبي الحسن بن أحمد بن إسماعيل المحدث مكين الدين ابن الحصني المصري .
ولد بمصر سنة ستمائة وتوفي سنة أربع وسبعين وستمائة وسمع الكثير من الجم الغفير وكتب وتعب وحصل وفهم وأكثر عن أصحاب السلفي . وكان حسن القراءة فاضلاً متميزاً .
سبط زيادة المعمر .
الحسن بن عبد الكريم بن عبد السلام بن فتح الغماري المغربي ثم المصري الشيخ الإمام العالم المقرئ المجود الصالح المعمر بقية المسندين : أبو محمد المالكي الملقن المؤدب سبط الفقيه زيادة بن عمران .
ولد سنة سبع عشرة وستمائة بمصر وتوفي سنة اثنتي عشرة وسبعمائة .
وكان تلا بالروايات على أصحاب أبي الجود وسمع من أبي القاسم بن عيسى جملةً صالحة وكان آخر من حدث عنه بالسماع .
قال الشيخ شمس الدين : بل ما روى لنا عنه سواه . وكان عنده عنه : التيسير والتذكرة والعنوان في القراءات وكتاب المحدث الفاصل للوامهرمزي وكتاب الناسخ والمنسوخ لأبي داود وعدة أجزاء .
وسمع الشاطبيتين من أبي عبد الله القرطبي تلميذ الشاطبي وتفرد بمروياته وكان شيخاً حسناً متواضعاً طيب الأخلاق .
روى عنه أثير الدين أبو حيان وفتح الدين بن سيد الناس والواني وابن الفخر والعلامة تقي الدين السبكي .
أبو علي النجاد الحنبلي .
الحسن بن عبد الله أبو علي النجاد الفقيه الحنبلي البغدادي . صنف في الأصول والفروع . وتوفي في حدود الستين والثلاثمائة .
أخذ عن أبي محمد البربهاري وأبي الحسن بن بشار . وتفقه به عبد العزيز غلام الزجاج وأبو عبد الله بن حامد وجماعة .
السيرافي النحوي .
الحسن بن عبد الله بن المرزبان أبو سعيد السيرافي النحوي القاضي نزيل بغداد . حدث عن أبي بكر بن زياد النيسابوري وابن دريد ومحمد بن أبي الأزهر . وروى عنه جماعة . وكان إماماً كبير الشأن .
كان أبوه مجوسياً أسلم وسموه عبد الله . تصدر أبو سعيد لإقراء القراءات والنحو واللغة والفقه والفرائض والحساب والعروض . وكان من أعلم الناس بنحو البصريين عارفاً بفقه أبي حنيفة .
قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد وأخذ اللغة عن ابن دريد والنحو عن أبي بكر بن السراج .
وكان لا يأكل إلا من كسب يده تديناً ؛ فكان لا يجلس للقضاء ولا الاشتغال حتى ينسخ كراساً يأخذ أجرته عشرة دراهم .
قال ابن أبي الفوارس : كان يذكر عنه الاعتزال ولم يظهر منه شيء وأفتى في جامع المنصور خمسين سنة وصام أربعين سنة