ولما رأيت الدهر قطب وجهه ... وقد كان طلقاً قلت للنفس شمري .
لعلي أرى داراً أقيم بربعها ... على خفض عيش لا أرى وجه منكر .
وما القصد إلا حفظ دينٍ وخاطرٍ ... تكنفه التشويش من كل مجتري .
فإن نلت ما أبغيه مما أرومه ... بلغت وإلا قلت للهمة اعذري .
ومنه : من الوافر .
عرضنا أنفساً عزت علينا ... لديكم فاستحق بها الهوان .
ولو أنا منعناها لعزت ... ولكن كل معروضٍ يهان .
ولد بقنا سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وتوفي بها سنة خمس وخمسين وستمائة .
ابن أبي الشخباء .
الحسن بن عبد الصمد وقيل : الحسن بن محمد بن عبد الصمد الشيخ المجيد ابن أبي الشخباء - بفتح الشين المعجمة وسكون الخاء المعجمة وبعد الباء الموحدة ألفٌ ممدودة - العسقلاني صاحب الخطب المشهورة والرسائل المحبرة . كان من فرسان النثر .
قال القاضي شمس الدين بن خلكان C تعالى : يقال إن القاضي الفاضل كان جل اعتماده على حفظ كلامه وإنه كان يستحضر أكثره .
قلت : لو كان الأمير كما ذكره لكان الفاضل C تعالى ينزع منزعه ويكون على كلامه مسحة منه وليس الأمر كذلك .
وقال العماد الكاتب في : الخريدة : المجيد مجيدٌ كنعته قادرٌ على ابتداع الكلام ونحته .
وأورد له ابن بسام في الذخيرة قوله : من الكامل .
ما زال يختار الزمان ملوكه ... حتى أصاب المصطفى المتخيرا .
قل للألى ساسوا الورى وتقدموا ... قدماً هلموا شاهدوا المتأخرا .
تجدوه أوسع في السياسة منكم ... صدراً وأحمد في العواقب مصدرا .
إن كان رأيٌ شاوروه أحنفاً ... أو كان بأسٌ نازلوه عنترا .
قد صام والحسنات ملء كتابه ... وعلى مثال صيامه قد أفطرا .
ولقد تخوفك العدو بجهده ... لو كان يقدر أن يرد مقدرا .
إن أنت لم تبعث إليه ضمراً ... جرداً بعثت إليه كيداً مضمرا .
يسري وما حملت رجالٌ أبيضاً ... فيه ولا ادرعت كماةٌ أسمرا .
ومن شعره : من الكامل .
يا سيف نصري والمهند يا نعٌ ... وربيع أرضي والسحاب مصاف .
أخلاقك الغر السجايا ما لها ... حملت قذى الواشين وهي سلاف .
ومنه : من الطويل .
حجابٌ وإعجابٌ وفرط تصلفٍ ... ومد يدٍ نحو العلا بتكلف .
ولو كان هذا من وراء كفاية ... عذرت ولكن من وراء تخلف .
وتوفي مقتولاً في خزانة البنود سجن القاهرة سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة .
قال ياقوت : وأظنه كتب في ديوان الرسائل بمصر للمستنصر ؛ لأن في رسائله جواباتٍ للفساسيري إلا أن أكثر رسائله إخوانياتٌ . وأورد له منها جملة في ترجمته وأورد له : من الكامل .
أخذت لحاظي من جنى خديك ... أرش الذي لاقيت من عينيك .
هيهات إني قد وزنت بمهجتي ... نظري إليك فقد ربحت عليك .
غضي جفونك وانظري تأثير ما ... صنعت لحاظك في بنان يديك .
هو ويك نضح دمي وعز علي أن ... ألقاك في عرض الخطاب بويك .
لسلكت في فيض الدموع مسالكاً ... قصرت بها يد عامرٍ وسليك .
صانوك بالسمر اللدان وصنتهم ... بنواظرٍ فحميتهم وحموك .
لو يشهرون سيوف لحظك في الورى ... ما استقرءوا فيها قنا أبويك .
قلت : تحيل على إثبات ويك في هذه القوافي واعتذر لها بأن خاطب محبوبته وواجهها بهذه اللفظة فحسن موقعها وجاءت غاية في الحسن بليغة . وأما قافية حموك فإنها غريبة بين هذه القوافي مع جواز ذلك .
ابن قرقرينا .
الحسن بن عبد العزيز بن أحمد بن قرقرينا - بقافين وراءين . أبو محمد الشاعر روى عنه أبو شجاع فارسٌ الذهلي وأبو الفضل محمد بن محمد بن عيشون .
أورد له ابن النجار : من الوافر .
عجبت بأن شتوت بغير سحبٍ ... تجودك وبلها ومطرت قيظا .
فلا تعجب فكل الدهر خلفٌ ... ومن حيث التفت وجدت غيظا .
الجروي المصري .
الحسن بن عبد العزيز الجروي المصري الجذامي نزيل بغداد روى عنه البخاري وإبراهيم الحربي