قدم بغداد شاباً في طلب العلم وتفقه على مذهب الشافعي حتى برع وسمع الحديث من عبد العزيز بن علي الأنماطي وعلي بن أحمد بن البسري وعمر بن عبيد الله بن البقال وغيرهم .
وعاد إلا بلاده وولي القضاء بجزيرة ابن عمر مدةً ثم عزل وخرج إلى رحبة مالك بن طوق وسكن آمد وعاد إلى بغداد وحدث بها . وتوفي بفنك سنة أربع وأربعين وخمسمائة .
الشاتاني .
الحسن بن سعيد بن عبد الله بن بندار أبو علي الديار بكري الشاتاني علم الدين - بالشين المعجمة وبعد الألف الأولى تاء ثالثة الحروف وبعد الألف الثانية نون - وشاتان قلعة من ديار بكر .
أقام بالموصل قدم بغداد وتفقه على أبي علي الحسن بن سلمان ومن بعده على أبي منصور سعيد بن محمد بن الرزاز وعلي أبي علي الحسن بن إبراهيم الفارقي قاضي واسط .
وقرأ الأدب على أبي السعادات بن الشجري وأبي منصور بن الجواليقي . وسمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين وأبي بكر بن عبد الباقي الأنصاري وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وغيرهم .
وكان ينظم الشعر وينشئ الرسائل ويعقد مجلس الوعظ . وكان يأتي رسولاً إلى بغداد من زنكي ومدح الوزير ابن هبيرة . وتوفي سنة تسع وسبعين وخمسمائة . ومولده سنة عشر وخمسمائة .
ومن شعره : من الكامل .
أهدى إلي جسدي الضنى فأعله ... وعسى يرق لعبده ولعله .
ما كنت أحسب أن عقد تجلدي ... ينحل بالهجران حتى حله .
يا ويح قلبي أين أطلبه وقد ... نادى به داعي الهوى فأضله .
إن لم يجد بالعطف منه على الذي ... أضناه من فرط الغرام فمن له .
وأشد ما يلقاه من ألم الهوى ... قول العواذل إنه قد مله .
المطوعي المقرئ .
الحسن بن سعيد بن جعفر أبو العباس العباداني المطوعي المقرئ المعمر نزيل اصطخر في آخر عمره .
كان رأساً في القرآن وحفظه وفي حديثه لينٌ . وقال أبو بكر بن مردويه : هو ضعيف .
قرأ لنافعٍ على أبي بكر محمد بن عبد الرحيم الإصبهاني وأبي محمد الملطي . وقرأ لأبي عمرٍو على محمد بن بدر الباهلي صاحب الدوري .
وقرأ على الحسين بن علي الأزرق برواية قالون وعلى إسحاق بن أحمد الخزاعي برواية البزي وعلى ابن مجاهد برواية قنبل . وقرأ بدمشق على محمد بن موسى الصوري وبالإسكندرية على محمد بن القاسم بن يزيد وقرأ على ابن ذكوان وقرأ على أحمد بن فرح المفسر صاحب الدوري وعلى إدريس بن عبد الكريم الحداد صاحب خلف ؛ وهو أكبر شيخ له . وقرأ على جماعة مذكورين في المبهج . توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وقد قارب المائة .
المكربل .
الحسن بن سعيد أبو علي العسقلاني المعروف بالمكربل . بلغ من العمر مائة ولم يسمع له في المديح إلا النزر اليسير ولا قبل من أحد مبرةً ولا امتد إلا النزر اليسير ولا قبل من أحد مبرةً ولا امتد أمله إلى رغبة .
ومرض مرضة شديدة فأتاه يوماً رسول الشيخ الأجل أبي الحسن علي بن أبي أسامة ومعه صرةٌ من دنانير وسفط ثياب وقال له : " الشيخ يسلم عليك ويسأل أن تصرف هذا في بعض ما تحتاج إليه " فما زاد على أن قال : " قل له : لم يبلغ إلى هذا بعد " . ولما كثر عليه عواده ؛ كتب على بابه : من مجزوء الرمل .
لا تزوروني فمالي ... أحدٌ يغلق بابا .
عظم الله لمن خف ... ف أجراً وثوابا .
وفيه يقول أبو الفتح بن قتادة وكان بينهما تهاجٍ شديدٌ : من الكامل .
قالوا المكربل قد قضى فأجبتهم ... مات الهجاء وعاش عرض العالم .
ومن قوله في أبي الفتح بن قتادة : من مجزوء الرمل .
يا أبا الفتح لعثنو ... نك نصف شق جحري .
فخرائي طول ليلي ... ونهاري فيه يجري .
وهو موصوفٌ لذي الع ... لة من لحية مقري .
يا أبا الفتح وأنت الي ... وم أقرا من بمصر .
فتفضل يا أبا الفت ... ح تحز من ذاك شكري .
وأعرنيه إلى أن ... تبصر السلح كبعر .
فهو لا يبطئ في شغ ... لي هذا غير شهر .
لا تكلني يا أبا الفتح ... إلى زيدٍ وعمرو .
وقال فيه أيضاً : من الخفيف