أعاذل أنحيت لوماً علي ... تروح بعذلك أو تغتدي .
ففضلي يبكي على نفسه ... بكاء لبيدٍ على أربد .
فلا تيأسن بمطل الزمان ... فإني منه على موعد .
ولا تشك دهرك إلا إليك ... فما في البرية من مسعد .
ولا تغترر بعطاء اللئام ... فقد ينضح الماء من جلمد .
وقد ساق العماد الكاتب في الخريدة قطعةً جيدةً من ترسله في تهانٍ وتعازٍ وغير ذلك .
الطبيب المصري .
الحسن بن زيرك : كان طبيباً بمصر أيام أحمد بن طولون يصحبه في الإقامة فإذا سافر صحبة سعيد بن نوقيل الآتي ذكره إن شاء الله تعالى .
ولما توجه أحمد بن طولون إلى دمشق في شهور سنة تسع ومائتين وامتد منها إلى الثغور لإصلاحها ودخل أنطاكية أكثر من استعمال لبن الجاموس فأدركته هيضةٌ لم ينجع فيها معالجة سعيد بن نوقيل وعاد بها إلى مصر وهو ساخطٌ على سعيد فلما دخل الفسطاط أحضر الحسن بن زيرك وشكا إليه من سعيد فسهل عليه ابن زيرك أمر علته وأعلمه أنه يرجو له السلامة فخفت عنه بالراحة والطمأنينة وهدوء النفس واجتماع الشمل وحسن القيام وبر الحسن . وكان يسر التخليط مع الحرم فازدادت ثم دعا الأطباء ورغبهم وخوفهم وكتمهم ما أسلفه من سوء التدبير والتخليط . واشتهى على بعض حظاياه سمكاً قريساً فأحضرته إياه سرا فما تمكن من معدته حتى تتابع الإسهال فأحضر ابن زيرك فقال له : أحسب الذي سقيتنيه اليوم غير صواب فقال : يأمر الأمير بإحضار الأطباء إلى داره في غداة كل يوم حتى يتفقوا على ما يأخذه في كل كل يوم وما سقيتك تولى عجنه ثقتك وجميعها يفيض القوة الماسكة في معدتك وكبدك . فقال أحمد : " والله لئن لم تنجعوا في تدبيركم لأضربن أعناقكم " .
فخرج من بين يديه وهو يرعد وكان شيخاً كبيراً فحميت كبده من سوء فكره وخوفه وتشاغله عن المطعم والمشرب فاعتاده إسهالٌ ذريع واستولى الغم عليه فخلط حتى مات في غد ذلك اليوم .
بهاء الدين بن صصرى .
الحسن بن سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى الصدر الجليل بهاء الدين أبو المواهب . كان شيخاً نبيلاً مهيباً ديناً .
سمع الكندي وابن طبرزد . وروى عنه الدمياطي وقاضي القضاة نجم الدين أحمد بن صصرى وأبو علي بن الخلال وأبو المعالي بن البالسي وأبو الفداء ابن الخباز .
ولم يدخل بهاء الدين في المناصب . وتوفي سنة أربع وستين وستمائة .
نجم الدين بن سالم .
الحسن بن سالم بن علي بن سلام الصدر الكبير نجم الدين أبو محمد الطرابلسي الأصل الدمشقي الكاتب والد المحدث أبي عبد الله محمد .
سمع من يحيى الثقفي وابن صدقة وغيرهما . وولي الزكاة ثم نظر الدواوين .
وكان سمحاً جواداً له دارٌ للضيافة لكنه دخل في أشياء وقام في أمر الصالح إسماعيل وفرق الذهب في بيته على الأمراء حتى جاء وأخذ دمشق فذكر الصاحب معين الدين ابن الشيخ قال : " أوصاني الملك الصالح نجم الدين أنني إذا فتحت دمشق ؛ أن أعلق ابن سلام بيده على باب داره " . فستره الله بالموت قبل أن تفتح دمشق بأشهر وتمزقت أمواله . ونسب إلى تشيع ولم يصح عنه . روى عنه جماعة . وتوفي سنة اثنتين وأربعين وستمائة .
الخونجي الشافعي .
الحسن بن سعد بن الحسن الخونجي أبو المحاسن الفقيه الكاتب صاحب الوزير أبي نصر بن نظام الملك . كان ينوب عنه في النظر في المدرسة النظامية .
تفقه على إلكيا الهراسي وسمع منه الحديث وروى شيئاً يسيراً . وتوفي سنة خمس وسبعين وخمسمائة .
وكان شيخاً صالحاً مسناً متديناً مليح الخط والعبارة فطناً .
الحافظ القرطبي .
الحسن بن سعد بن إدريس بن خلف أبو علي الكتامي القرطبي الحافظ . سمع من بقي بن مخلد مسنده وجماعة .
كان يذهب إلى ترك التقليد ويميل لقول الشافعي وكان يحضر الشورى فلما رأى الفتيا دائرةً على المالكية ترك شهودها . وتوفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة .
المغربي الشافعي .
الحسن بن سعيد بن أحمد بن عمرو بن المأمون بن عمرو بن المأمون بن المؤمل أبو علي بن أبي منصور القرشي من أولاد عتبة بن أبي سفيان بن حرب من أهل الجزيرة