وروى عنه الدارقطني وعبد الغني وأبو محمد بن النحاس وإسماعيل ابن عمرٍو المقرئ ويحيى بن علي بن الطحان وآخرون من المغاربة والمصريين .
الكاتب الخراساني .
الحسن بن أبي الرعد الكاتب الخراساني . قدم بغداد ومدح المعتضد واختص به وصار من ندمائه وصحبه إلى الشام وعلت مرتبته عنده فحسده أحمد ابن الطيب فوشى به وتقول عند المعتضد فأصغى إليه ؛ فيقال : إنه أقدم عليه ومات بالشام .
ومن شعره : من الكامل .
وقفت كغصن البانة المياس ... وسواد وجه الليل كالأنفاس .
فكأن داجي الليل صبحٌ مسفرٌ ... وكأنها قبسٌ من الأقباس .
جنية اللحظات إلا أنها ... إنسية الأشكال والأجناس .
قالت متى أحدثت وصل صدورنا ... ومتى قسوت وكنت لست بقاس .
لأطيرن لذيذ نومك مثلما ... طيرت عن عيني لذيذ نعاسي .
ولأودعن اليوم قلبك ضعف ما ... أودعته قلبي من الوسواس .
ارفق فسوف ترى فقلت مخافةً ... يا ابن الموفق يا أبا العباس .
أنت الأمير ابن الأمير فهل على ... من كنت عدة دهره من باس .
لا تسلمني إن سيفك قد حمى ... بالمشرقين معاً جميع الناس .
قلت : ما أظنه تقدم عند المعتضد بهذا الشعر ؛ فإنه نازل .
حسام الدين القرمي الشافعي .
الحسن بن رمضان بن الحسن هو القاضي حسام الدين أبو محمد بن الشيخ الإمام العالم الخطيب معين الدين أبي الحسن القرمي الشافعي .
كان فاضلاً ذكياً حسن الشكل والبزة بساماً مليح الوجه .
حضر إلى صفد قاضياً أيام الجوكندار الكبير وأقام بها مدةً وبنى بها حماماً عجيباً مشهوراً وغير ذلك من الأملاك ثم إنه عزل وأقبل على شأنه بدمشق وولى تدريس الرباط الناصري بالصالحية وعكف على الاشتغال وسماع الحديث ولم يزل على خيرٍ .
اجتمعت به غير مرة وجرت بيني وبينه مباحث غريبةٌ وغير ذلك وذهنه في غاية الجودة . ثم إنه توفي بطرابلس في شهر ربيع الأول سنة ستٍ وأربعين وسبعمائة C تعالى .
العلوي نقيب الأشراف .
الحسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة بن علي بن محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن محمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو علي بن أبي المحاسن بن أبي علي بن أبي الحسن العلوي نقيب الطالبيين بحلب من بيت حشمة وتقدم أديبٌ فاضل له شعر .
قدم بغداد حاجاً وروى بها شيئاً من شعره مولده سنة ستٍ وستين وخمسمائة ومن شعره : من الطويل .
سلامٌ على تلك المعاهد إنها ... رياض أماني التي ظلها دان .
وحي بها حياً غدا القلب عندهم ... مقيماً وقد وليت عنهم بجثماني .
ومنه : من الخفيف .
برح الشوق بي ولم يطل الشو ... ق فما حيلتي إذا ما أطالا .
فسقى عهدكم عهاد ثناءٍ ... ليس يألو غمامه هطالا .
ومنه : من الخفيف .
فارقتني اللذات مذ بنت عنكم ... وأقام الجوى وسار الفريق .
حيث خلفت مورد العيش عذباً ... فيه روض الإحسان وهو وريق .
أزعجتني عنه صروف الليالي ... وكذا الدهر دأبه التفريق .
هكذا قال محب الدين بن النجار . وقال الشيخ شمس الدين : هو أبو علي الحسيني الإسحاقي الحلبي الشيعي نقيب حلب ورئيسها ووجهها وعالمها ووالد النقيب السيد أبي الحسن علي . ولد له هذا الولد سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة . وولي النقابة أيام الظاهر .
وكان أبو علي عارفاً بالقراءات وفقه الشيعة والحديث والآداب والتواريخ وله النظم والنثر . وكان صدراً محتشماً وافر العقل حسن الخلق والخلق فصيحاً مفوهاً صاحب ديانة وتعبد .
ولي كتابة الإنشاء للظاهر ثم أنف من ذلك واستعفى وأقبل على الاشتغال والتلاوة . ونفذ رسولاً إلى العراق وإلى سلطان الروم وإلى صاحب الموصل وإلى العادل وإلى صاحب إربل .
ولما توفي الظاهر طلب للوزارة فاستعفى . ولما مات من عوده من الحجاز بالدرب ؛ أغلقت المدينة وعظم عزاؤه على الناس . وكانت وفاته سنة عشرين وستمائة .
الأمير الزيدي